دراساتصحيفة البعث

برلسكوني يحلم برئاسة إيطاليا

هيفاء علي 

تتحدث وسائل الاعلام الايطالية عن نية رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني السعي بقوة للحصول على دعم النواب على أمل الحصول على فترة رئاسية، حيث يزعم أن رئاسته ستسمح لرئيس الوزراء ماريو دراغي، الذي يتمتع بسمعة جيدة، بالاحتفاظ بمنصبه.

هذا ومن المقرر أن يصوت المسؤولون المنتخبون لرئيس الدولة الجديد في 24 كانون الثاني الجاري، مع العلم أن النتيجة لا تزال غير مؤكدة اذ لم يتقدم أحد بالترشح رسمياً حتى الآن. وبحسب المحللين الايطاليين فإن تمديد فترة ولاية سيرغيو ماتاريلا البالغ من العمر 80 عاماً سيكون سيناريو مثالياً، في حين يعتزم سيلفيو برلسكوني تحقيق عودة مدوية للسياسة من خلال توليه الرئاسة، وهدد بسحب حزبه ” فورزا ايطاليا” من الائتلاف الحاكم إذا تم انتخاب رئيس الوزراء الحالي ماريو دراغي.

هذه هي الورقة التي يلعبها برلسكوني أمام أعضاء البرلمان، كما تدعي صحيفة “التلغراف”، ولكن هذا لا يعني عدم وجود عدة “تحفظات” عليه، أهمها أن يتمتع الرئيس بسمعة لا تشوبها شائبة، وهذا الامر بالتأكيد لا ينطبق على برلسكوني الذي تلاحقه الفضائح على الدوام، حتى في سنه هذا. وبحسب وسائل الاعلام، يبدو أن رئيس الوزراء السابق يستفز المسؤولين الايطاليين عن قصد ليبين أنه من السابق لأوانه “دفنه”، والدليل على ذلك محاولته أن يصبح رئيساً بأي ثمن. كما يسعى برلسكوني إلى إظهار أنه حتى في سن الشيخوخة، فهو ناجح على المستوى الشخصي، وهو حالياً على علاقة مع مارتا فاسينا ((32 عاماً) عضو مجلس النواب من حزبه. مع العلم أن برلسكوني لا يزال في موضع المحاكمات، ولا سيما لمعرفة ما إذا كان من حقه ممارسة نشاط سياسي جديد. تجدر الإشارة أيضاً إلى أن 39٪ من الإيطاليين يؤيدون ترشيح برلسكوني، وفقاً لأ حدث استطلاع للرأي، ولكن 50٪ ممن تم استجوابهم يفضلون رؤية ماريو دراغي كزعيم رسمي للبلاد. ومع ذلك، فإن البرلمانيين هم الذين يقررون مصير الرئاسة، وليس كل الإيطاليين، وذلك بحسب الدستور الايطالي.

وهنا، قد يتساءل البعض لماذا يريد دراغي أن يصبح رئيساً؟ ربما كان هذا هو السؤال الذي يطرحه على نفسه وهو يعلم أنه لن يكون قادراً على البقاء في كلا المنصبين. بينما قد يكون للأحزاب الأخرى خططها الخاصة لرئاسة الوزراء الشاغرة. وفي هذا السياق، يود الحزب الديمقراطي أن يرشح إلى هذا المنصب باولو جينتيلوني، الذي كان بالفعل رئيساً للوزراء مؤخراً، مع العلم أن دراغي يتمتع بسمعة ممتازة في أوروبا كرئيس سابق للبنك المركزي الأوروبي، وهو أمر مهم للرئيس. لكنه مطلوب أيضاً لمنصب رئيس الوزراء على وجه التحديد بسبب وظيفته السابقة، بعد أن  خصص الاتحاد الأوروبي مبالغ كبيرة لإيطاليا ويجب استخدامها بحكمة.

وهنا، يعتقد الخبراء أن لدى بيرلسكوني فرصة ضئيلة للغاية في أن يصبح رئيساً، بسبب سمعته المشكوك فيها وسنه، خاصة وأن القوى اليمينية ككل فقدت مواقعها، بما في ذلك عصبة ماتيو سالفيني. وبالتالي، يكون السيناريو المثالي هو أن يوافق ماتاريلا على الترشح لولاية ثانية. وبالفعل احتفظ الرئيس البالغ من العمر 80 عاماً بمكانته في منصبه، لكنه لم يعلن بعد عن نيته البقاء. ومع ذلك، يمكن إقناع الرئيس الحالي بالقيام بذلك، خاصة أن هناك سابقة حدثت عند إعادة انتخاب نابوليتانو، الذي تم التوسل اليه حرفياً للبقاء وسط الفوضى السياسية التي شهدتها البلاد عام 2013، عندما لم يكن من الممكن انتخاب الرئيس خلال خمس جولات، وفي سن 87 أصبح أول رئيس إيطالي أعيد انتخابه يحصل على أغلبية كبيرة في الجولة السادسة، لكن لاحقاً استقال نابوليتانو في أوائل عام 2015، وخلفه ماتاريلا في ذلك الوقت.