سلايد الجريدةصحيفة البعثمحافظات

سورية تستنفر خلال أيام لمواجهة أعتى عاصفة ثلجية

دمشق – علي حسون

مع توقعات الأرصاد الجوية بتأثر المنطقة بأعنف العواصف الثلجية تستنفر الجهات المعنية في المحافظات بكافة مديرياتها المختصة من أجل الاستعداد واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي آثار العاصفة المحتملة.

وكون محافظة ريف من المحافظات الجبلية، والأشد برودة، فقد بدأت المديريات الخدمية باتخاذ الاحتياطات المناسبة وتجهيز الآليات وخاصة “الجرافات وكاساحات الثلوج” من أجل فتح الطرقات.

“البعث” تابعت الاستعدادات مع المعنيين في المحافظة، إذ بين مدير الخدمات في المحافظة غسان الجاسم جاهزية الآليات واستعدادها مع السائقين لفتح الطرقات على المحور التابع لقطاع الخدمات كمحور الزبداني وقطنا وقرى جبل الشيخ، مشيراً إلى أن العاملين في المديرية في حالة مناوبات لنهاية المنخفض.

أما المحور الثاني من محافظة الريف، كجبال القلمون وما حولها، فيقع تحت إشراف مديرية الزراعة، إذ أوضح مديرها المهندس عرفان زيادة أن الآليات جاهزة لمؤازرة المجالس المحلية وتأمين ما يلزم وخاصة ما يتعلق بفتح الطرقات وإزالة الثلوج من الطرقات، إضافة إلى توزيع مبيدات على الوحدات الإرشادية من أجل مكافحة فأر الحقل الذي ينشط في الثلوج ويتغذى على الأشجار نتيجة عدم وجود الأعشاب.

ولفت مدير الزراعة إلى أن منسوب الأمطار وصل مع المنخفض الحالي إلى ثلث المعدل للعام الماضي، متوقعاً الوصول إلى موسم زراعي جيد بعد المنخفض القادم وفق التنبؤات الجوية.

وفي اتصال معه، أكد محافظ ريف دمشق، المهندس معتز أبو النصر جمران، استعداد كافة المديريات في المحافظة لمواجهة هذا المنخفض وتأمين المواد الأساسية للمواطنين وخاصة فتح الطرقات وتأمين مادة الخبز في الأفران وايصالها إلى القرى البعيدة مع استنفار ورشات الكهرباء والمياه لتفادي الأعطال المحتملة وإصلاحها.

ووجه المحافظ جميع المجالس المحلية في كافة المدن والمناطق والقرى بالاستنفار على مدار الساعة والتنسيق الدائم مع المديريات في المحافظة وتأمين مادة الملح ورشها على الطرقات منعاً لحدوث الجليد أو التخفيف قدر الإمكان منه على الطرقات.

والجدير بالذكر أن هيئات الأرصاد الجوية الروسية أكدت تعرض الجزء الغربي من روسيا لمرتفع جوي سيدفع بواحدة من أكبر الكتل الغائمة المحملة بالثلوج والقادمة من سيبيريا لمنطقة البحر الأسود وتركيا ومن ثم إلى بلاد الشام جنوباً في غضون خمسة أيام.

كما أعلنت الهيئة المشتركة للتنبؤات الجوية الآوروبية أن الموجة الثلجية القطبية ستصل المنطقة مساء الأربعاء القادم، وقد تمتد إلى أجزاء من الجزيرة العربية في ظاهرة تحدث لأول مرة منذ أكثر من 80 عاماً. وستغطي الموجة الثلجية جميع بلاد الشام بما فيها المناطق الساحلية من مدينة اللاذقية إلى مدينة غزة جنوبا ونستثنى من ذلك منطقة غور الأردن التي يصل ارتفاعها إلى اكثر من 300 متر تحت سطح البحر. والجدير بالذكر ان المناطق الساحلية لم تشهد تساقطا للثلوج منذ خمسينيات القرن الماضي.

وتشير التوقعات الأولية، وفقاً للراصد الجوي المشرف خالد القاضي، إلى أن ارتفاع الثلوج قد يتجاوز المترين في المرتفعات التي تزيد عن 800 متر، في حين تتراكم الثلوج في جميع المناطق التي ترتفع عن سطح البحر، ما يشكل تحديا كبيرا للأجهزة العاملة في هذه الدول.

وفي نفس السياق, حذر خبراء في الكوارث الطبيعية من أن البلاد التي ستضربها العاصفة القادمة ستتعرض لما يشبه الكارثة الطبيعية من الدرجة الثانية، وهو ما قد يتسبب في خسارات هائلة في الأرواح والممتلكات نتيجة عدم جهوزية المؤسسات العاملة في المنطقة لمثل هذا النوع من الكوارث.