اقتصادصحيفة البعث

استجابة صورية..!.

حسن النابلسي

ساعات قليلة كانت كفيلة بنسف ما استبشره المواطنون خيراً لجهة تخصيص أكبر كمية ممكنة من الطاقة الكهربائية المتاحة للاستهلاك المنزلي خلال العشرة أيام المقبلة، وذلك بعد أن طلبت رئاسة مجلس الوزراء من وزارة الكهرباء اتخاذ الإجراءات المناسبة لتحقيق هذا الأمر.. إذ أن وضع الكهرباء ازداد سوءاً عما كان عليه..!.

تثبت القرارات والتعاميم الحكومية مرة أخرى فشل تعاطي من يصدرها بين الفينة والأخرى مع الشأن الخدمي والمعيشي للمواطن.. فقرارا تمديد العطلة الانتصافية للطلاب، والعطلة الاستثنائية للجهات العامة، اُتخذا للحد من تداعيات الأجواء الباردة على الأسر السورية وأبنائها من الطلبة، نظراً لعجز الحكومة عن تأمين مازوت التدفئة للمدارس وللأسر على حد سواء، مقابل تعزيز حصة المنازل السكنية من الكهرباء، ومع ذلك لم يتغير المشهد قيد أنملة.. لا بل إن حصة الأخيرة تناقصت بشكل ملحوظ..!.

قرارات صورية لا أثر لها.. أشبه ما تكون بإبر تخدير لا تغني ولا تسمن من جوع، وتذر الرماد في العيون، بأن الحكومة تُقدر الظرف، وتتعاطى معه بأقصى درجات الاستجابة.. إلا أن واقع الأمر سرعان ما فضح عدم التنسيق بين الفريق الحكومي المعني بالشأنين الخدمي والاقتصادي، وأن كلٌ يغني على ليلاه..!.

لم تقدم الحكومة أية مبادرة فعلية تخفف من وطأة الظروف التي نعيشها، فحتى الـ 50 ليتر من المازوت التي أعلنت وزارة النفط بيعها بالسعر الحر بموجب البطاقة الإلكترونية، والتي اعتبرت للوهلة الأولى لافتةً، لم يكتب لانسيابها النجاح بعد أن زادت من الطوابير سيئة الصيت طابوراً، لتقع الوزارة في مطلب آخر من مطبات فشل التوزيع، لتعيد جدولتها وفق برنامج “وين” الفاشل أصلاً..!.

على الحكومة أن تعي أن المواطن ليس حقل تجارب، وأنه أضحى بأمس الحاجة لبصيص نور يساعده للخروج من نفق حالك الظلام أطبق على خناقه، وعليها أن تدرك أن الاشتغال حالياً يجب أن ينصب على تأمين أبسط متطلبات عيشه اليومي، والذي يبدو أنه بات خارج حسابات جدول أعمالها..!.

لن نطيل الحديث في شأن طالما سُطرت به آلاف من مقالات لم تُحرض الوزارات الخدمية على تلافي تقصيرها به، لنوكل مهمة التحريض لقساوة الطقس عسى أن تفلح بأن تحرك وزارتي الكهرباء والنفط كوادرها لتأمين ما يبث بعض التدفئة في بيوتنا.. فهل ستفلح..؟

hasanla@yahoo.com