ثقافةصحيفة البعث

معرض “اللوحة الصغيرة” في ثقافي أبو رمانة

أقام اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين معرض اللوحة الصغيرة في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين المخضرمين والشباب: عبد المعطي أبو زيد، محمد الركوعي، معتز العمري، موفق السيد، أمين السيد، محمود عبد الله، سماح زرزور وآخرين.

يقصد باللوحة الصغيرة اللوحة ذات القياس الذي لا يتجاوز الـ 50 سم، والتي تحمل مقومات العمل الفني الكامل من حيث الجودة وتوفر عناصر العمل الفني الناجح القائم على سلامة التكوين والمعالجة اللونية، فضلاً عن حضور عنصر الموضوع كأساس للتعبير، وقد جاءت معظم أعمال المعرض محققة لهذه الشروط وبتفاوت واضح والسبب يعود إلى تفاوت الخبرة بين الفنانين فمنهم من يمتلك الحصيلة العميقة والخبرة الطويلة التي تمتد لعشرات السنوات مقابل تجارب شابة غاية مشاركتهم لا تتعدى الدعم والتشجيع.

ومن الجدير ذكره أن اتحاد التشكيليين الفلسطينيين في سورية يمتلك في سجله عدداً كبيراً من التشكيليين الفلسطينيين الذين أثروا الحياة التشكيلية محلياً وعربياً ومثال ذلك: مصطفى الحلاج، محمد الوهيبي، عبد الحي مسلم والناقد الراحل خليل صفية. وقبل هؤلاء رئيس الاتحاد والمؤسس للتشكيل الفلسطيني الفنان الراحل اسماعيل شموط، إلى جانب الفنانة تمام الأكحل وآخرين.. ذلك الجيل الذي واكب القضية الفلسطينية منذ النكبة وعايش فترة الستينيات وبداية الكفاح المسلح وانطلاقة الثورة الفلسطينية التي بنت بفصائلها دعائم للعمل الوطني الفلسطيني المعزز بالدعم العربي والعالمي نصرة للقضية الفلسطينية العادلة التي تحولت إلى قضية العالم المعاصر بإنسانيتها وإبداعها مقابل همجية وغطرسة المحتل وعنصريته، هذا النضال المعزز بكافة أدوات الإبداع الأدبي والفني والحضاري استطاع أن يضع قضية فلسطين أمام ضمير العالم بأسره.

واليوم، ضمن هذا المعرض بحدوده الضيقة، يتابع الفنان الفلسطيني مشاغله الأولى التي وجد لأجلها عبر لوحته وألوانه يرسم القدس والبيوت المعلقة بقناطرها على سفوح التلال والبيارات وتزين نسوتها أثوابهن بتلك الزخارف الكنعانية القديمة مؤكدين حقيقة هوية هذه البلاد التي ينتمون لها ويدافعون عن وجودهم وحقهم في العودة والاستقلال وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس؛ فما زالت لوحات عبد المعطي أبو زيد تحفل بالمكان والمدينة والألوان الزاهية كعرس فلسطيني وكأن الزمان قد توقف في ذلك المكان الأثير، هذه المشهدية يتناوب على رسمها فنانون آخرون مثل الركوعي والخطيب والعمري وغيرهم من المشاركين في هذا المعرض مؤكدين أن الفن التشكيلي أحد أدوات الدفاع عن الحياة وفلسطين معاً.

أكسم طلاع