زواياصحيفة البعث

فصل جديد من المسرحية الهزلية “قسد” – “داعش”

مساء الأربعاء، أعلنت ميليشيا “قسد” الانفصالية المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي أنها سيطرت بشكل كامل على سجن الثانوية الصناعية، جنوب مدينة الحسكة، والذي “تحتجز فيه قوات الاحتلال الأمريكي والميليشيا العميلة قرابة 5000” شخص بنهم إرهابيون من “داعش”، وذلك بعد “معارك واشتباكات طاحنة” – كما تردد – بين التنظيمين الارهابين، أسفرت عن تدمير للعديد من البنى التحتية في المدينة، وهي مبنى رئاسة فرع جامعة الفرات، ومبنى كليتي الاقتصاد والهندسة المدنية، ومعهد المراقبين الفنيين، والمخبز الآلي مخبز الباسل)، ومبنى الخضار والفواكه، إضافة إلى تدمير عدد كبير من منازل المواطنيين المدنيين في حيي الزهور وغويران الشرقي، وبعض المنازل في قريتي القبور والعابد المجاورة للسجن، وإجبار الأهالي على النزوح من أحياء غويران الغربي وغويران الشرقي، وحي الزهور، حيث قدر عددهم بخمسة الاف مهجر ونازح.

وما هو جلي للعيان أن داعمة الإرهاب العالمي (الولايات المتحدة الأمريكية)، التي تتزعم ما يسمى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، إنما أرادت من وراء كل هذه المسرحية الهزلية إقناع العالم والرأي العام العالمي بأن “داعش” لازالت موجودة، ما يبرر وجودها في سورية، وأن أمريكا و”قسد” هما وحدهما من يقاتلان “داعش”، إضافة إلى إيجا ذريعة للميليشيا العميلة للقيام بحملات مداهمات واعتقالات بالجملة للمدنيين، واقتيادهم إلى جهات مجهولة، وأيضا إعطاء مبرر لها لمداهمة القرى والأحياء العربية الواقعة جنوب الحسكة، وهي أحياء غويران الغربي وغويران الشرقي وحي الزهور والفيلات والليلية والنشوة الغربية والنشوة الشرقية والشريعة، متى شاءت، وبالطريقة التي تريدها، وفي الوقت الذي تحدده، وأيضا، إعطاء الضوء الأخضر لهدم وتجريف منازل المواطنيين بذريعة وجود “داعش”، أو البحث عن خلايا للتنظيم. ويبقى السؤال الأكثر أهمية: لماذا وضعت داعمة الارهاب العالمي الولايات المتحدة الأمريكية) وأداتها العميلة “قسد” هؤلاء الإرهابين بالقرب من مبان سكنية، والجميع يعرف أن تلك الأحياء هي أحياء عربية صرفة؟ وكيف تمت هذه العملية؟ ولماذا هذا الاختراق الامني – إن صح تسميته اختراقا – في وقت تزعم الميليشيا أن لديها قوة استخبارات، وأن لديها قوة عسكرية متمرسة.

حقيقة، هناك جملة من الأسئلة تدور في أذهان أهالي الحسكة خصوصا، والسوريين عموما، بشأن ما حدث، سيما وأن “قسد” المدعومة عسكريا ولوجستيا من الاحتلال الأمريكي مزودة بأجهزة اتصالات وكاميرات عالية الدقة، حيث لا يوجد مكان أو حي من الأحياء التي تسيطر عليها “قسد” إلا وفيه عشرات الكاميرات الموزعة في الشوارع والأزقة، وخاصة مداخل المدينة من الجهة الجنوبية، لجهة الشدادي، حيث يفترض دخول خلايا تنظيم “داعش” للسجن، والجهة الشمالية من جهة مدينة القامشلي.. ولكن الاختراق لم يكشف!!

الجواب الوحيد، والذي يعرفه السوريون عموما، هو أن ما حدث ما كان ليحدث لولا المخرج، “الكاوبوي” الأمريكي.. إنه يحاول إعادة إحياء “داعش” في مناطق الجزيرة السورية والفرات، وهذا مبرر لاستمرار بقائه كقوة محتلة.

إسماعيل مطر 

ismael72 mattar@gmail.com