صحيفة البعثمحليات

السلحفاة والأرنب..!!

وائل علي 

هكذا يبدو المشهد وكأننا في سباق بين أرنب الإمكانات وسلحفاة الاحتياجات، وكلما كبرت فاتورة الاحتياجات كلما تقلصت واضمحلت فاتورة الوفاء والتسديدات؛ وبمعنى أوضح، ظهر حجم العجز الحكومي على أداء الالتزامات والواجبات؛ وما يزيد الأمر سوءا، التعثر البادي في الوزارات المعنية مباشرة بالشأن المعيشي والخدمي، والتخبط اللامقبول واللامحدود الذي تتحمل “وزره” تلك القرارات الإدارية “الصميدعية” المترددة والمتقلبة، والتي تختبىء خلف تسويق الحجج وبيع الوعود والآمال التي لا تأتي، والتحرك الحكومي السلحفاتي البطيء تجاه المستعجلات والمتطلبات والمعالجات، والانسحابات، والتخلي المتسارع “المبهم”، الذي أتى في غير زمانه ومكانه، عن مفهوم الدولة الأبوية إلى مفهوم الدولة الراعية قبل تمكين الناس من التفاعل والتعاطي مع الرعاية الجديدة، وقبل إيصال البديل القادر على التعويض، فغدا معظمنا ريشة في مهب الريح، وزاد في الطنبور نغما – إن جازت المقارنة – ذلك الفساد المستشري الذي لا يكبح جماحه، وكذلك الحال في بلوى الغلاء الذي عجزت عنه المؤسسات والجهات، والتضخم النقدي المتفاقم رغم ثبوت سعر الصرف وضعف القوة الشرائية الذي لم تجد معه الزيادات نفعا، ولن تجدي..!!

إننا اليوم بأمس الحاجة لنسرع من خطواتنا لملاقاة التحولات والتبدلات الطارئة، والتعامل معها بالجدية والحراك المطلوبين، وتأمين الاحتياجات، والتعجيل في معالجة الكارثة الكهربائية الرابضة، بعيداً عن التتظير وآمال الطاقة البديلة التي بددتها وسفحتها الأحوال المناخية السائدة التي حولت البيوت الدافئة إلى برادات تعيش في داخلها أسر من أطفال من لحم ودم.!

إنها تحديات يجب أن لا نخسرها بعد كل ما جرى، لأن خسارتها تعني خسارة كل شيء، وهذا ما لا يجوز أن نسمح به تحت أي ظرف أو سبب.!!

Alfenek1961@yahoo.com