أخبارصحيفة البعث

ضجة اعلامية في ذروة الجنون

تقرير اخباري

بلغت الضجة الإعلامية الغربية حول أوكرانيا ذروة الجنون، خاصةً لجهة ضخ الأخبار بشكل كبير عن قيام روسيا بنقل “قوات ضخمة” إلى الحدود مع أوكرانيا، وكان آخرها المادة الإعلامية التي نشرتها هيئة البث السويسرية “إس أر إف”، ووصفتها وزارة الخارجية الروسية بأنها تفوقت على الجميع بنشر فيديو بعنوان: “روسيا ترسل قواتها إلى الحدود مع أوكرانيا”.

هذه المادة الاعلامية التهويلية، على ما يبدو، أتت عشية الاستعدادات للمناورات الروسية البيلاروسية الدفاعية، والتي تشارك فيها وحدات من المنطقة العسكرية الشرقية الروسية، من العاشر من شباط وحتى الـ 21 منه، بعنوان “حزم الاتحاد – 2022″، ستتدرب القوات المشاركة فيها على التصدي لعدوان خارجي، وعمليات مكافحة الإرهاب وحماية روسيا، وبيلاروس من التهديدات الخارجية.

من الواضح أن التفكير الغربي لا يزال مصراً على التهويل، رغم ظهور نافذة للتفكير بالخطوات القادمة في العلاقات المتأزمة بين روسيا والولايات المتحدة، بعد أن سلمت الأخيرة للجانب الروسي ردها الخطي على مقترحات موسكو في مجال الأمن الأوروبي، وبالتالي تقول تعليقات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والسكرتير الصحفي الرئاسي دميتري بيسكوف، أن روسيا لن “تمضي في لعبة التصعيد”. وهو ما جاء متناغماً مع ما خلصت إليه صحيفة “نيويورك تايمز” من أن الرد الأمريكي سيمهد الطريق للمفاوضات بشأن معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى.

أما المجالات التي بالإمكان إحراز تقدم في العلاقات مع روسيا فتكمن – لاشك – في استعادة الاتصالات عبر مجلس روسيا – الناتو، وذلك من خلال إعادة فتح مكاتب كل من روسيا والتحالف في بروكسل وموسكو، على التوالي. والدبلوماسيون الغربيون يدركون حقيقة أن فتح المكاتب سيتم بطريقة أو بأخرى، علماً أن ممثلية الاتحاد الأوروبي في موسكو لم تقم بمهام مكتب الناتو، وكان من المنطقي أن تتولاها لو كانت بروكسل تتوقع انقطاعاً طويل الأمد في العلاقات مع روسيا.

إذاً، ما تقوم به دول الاتحاد الأوروبي لا يعدو دوراً وظيفياً في خطط الولايات المتحدة، التي تعزز لديهم حتمية “غزو” القوات الروسية لأوكرانيا في شباط القادم، أي في موعد مناورات “حزم الاتحاد – 2022 “. وفي هذا المجال، تقوم بريطانيا وتركيا بتزويد أوكرانيا بالأسلحة الحديثة، لكن من وجهة نظر عسكرية، فإن إمداد أوكرانيا بالأسلحة الخفيفة لا يمكن أن يغير بشكل كبير التوازن العسكري، الذي ليس في مصلحة كييف مقارنة بقوة روسيا. كما لن يتغير الوضع جوهرياً حتى بعد توريد عدد إضافي من الطائرات المسيرة التركية، والطرادات الصاروخية البريطانية، ولا فرقاطات أورو التركية، وحتى العقوبات المالية والاقتصادية القاسية، لن تخيف روسيا.

لهذا السبب، يتعين على الغرب التفاوض مع روسيا، لأنه فقط في هذه الحالة يمكن تخفيف حدة الأزمة الحالية في شرق أوكرانيا. ويمكن ذلك، على أساس الحفاظ على اتفاقيات مينسك-2، وصيغة النورماندي، بمشاركة روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا.