ثقافةصحيفة البعث

وثائق ومراسلات صياح النبواني.. تمهيد لكتابة يومياته

استضاف المركز الثقافي العربي (أبو رمانة) معرض الوثائق التاريخية والمراسلات التي كتبها سلطان باشا الأطرش بخطّ يده، ووجهها إلى أحد رجالاته في الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي لسورية، المناضل صياح النبواني (1906 – 1983)، كونه من المقربين إليه، إضافة إلى بيانات ورسائل من أعضاء الكتلة الوطنية مثل “رسالة من علي مصطفى الأطرش إلى صياح النبواني، في 20 تموز عام 1934، تتعلق بالانخراط في صفوف حزب الكتلة الوطنية”، وكتاب من علي مصطفى الأطرش إلى رفاقه المناضلين يخبرهم عن توقيع الاتفاقية بين فرنسا وسورية، والتي عُرفت بمعاهدة الاستقلال، عام 1936، إضافة إلى الكثير من الوثائق التي اختزلت مراحل نضال الثوار في الداخل والمنافي وصولاً إلى تحقيق الحلم بالاستقلال، وذلك بإشراف الباحث كمال الشوفاني وابنتيه الفنانتين منيرة وعفاف النبواني.

تحدثت “البعث” مع الابنة منيرة النبواني، فبدأت من مسقط رأس والدها قرية أم الرمان التي تُدعى أيضاً أم الحمدين، لأنها قرية المناضلين الشهيدين حمد النبواني وحمد البربور اللذين استشهدا في معارك النضال، وتابعت عن جدها قاسم النبواني الذي شارك بالنضال ضد الاحتلال التركي، فنشأ والدها في بيئة مناضلة ترفض الاحتلال وتطالب بحكومة وطنية، فتربى على عشق الوطن والذود عنه، وانضمّ إلى صفوف الثوار بشكل تلقائي، فحمل السيف وهو في التاسعة عشرة من العمر وشارك في معركة المزرعة، وتعرّض لإطلاق نار أصاب مقبض السيف، ورغم ذلك استمر بالقتال إلى نهاية المعركة، وبعدها شارك في معركة المسيفرة بالبندقية. وبعد سنوات من النضال استشهد عمها حمد في إدلب ودُفن هناك، فاضطر والدها إلى العودة إلى الجبل إذعاناً لرغبة والده قاسم كونه الابن الوحيد للعائلة بعد استشهاد أخيه، واستمر بالنضال السياسي من الجبل.

وتابعت منيرة أن المعرض تمهيد لإصدار كتاب عن مسيرة والدها النضالية من خلال الأحداث والمراحل التي مرّت بها الثورة السورية الكبرى، من خلال اليوميات التي كان يخطّها والدها على مفكرة الجيب وتتضمن الكثير من التفاصيل الدقيقة، كما نوّهت بالأوراق الخطية والوثائق المتعلقة بنضال جدها ضد الاحتلال العثماني مع الوثائق المتعلقة بالثورة السورية الكبرى التي كان يحتفظ بها، والتي يتمّ عرض بعض منها في المعارض وتعدّ جزءاً من ذاكرة الوطن، وثّقت نضال الشعب السوري لنيل الاستقلال، ومن المتوقع أن يتمّ توقيع الكتاب في مكتبة الأسد في أجواء فعالية وإضاءة عن الكتاب.

ملده شويكاني