أخبارصحيفة البعث

بيسكوف: سلوك الولايات المتحدة لا يمكن التنبّؤ به في مجال العقوبات

أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، اليوم، أن الكرملين يشعر بالقلق من سلوك الولايات المتحدة الذي لا يمكن التنبّؤ به في مجال العقوبات.

وتعليقاً على أنباء حول إمكانية فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا وخاصة بمنع أكبر البنوك الروسية من إجراء بعض المعاملات بين البنوك بالدولار، قال بيسكوف: “وضعت السلطات خططاً لتقليل العواقب في حالة قيام الولايات المتحدة بفرض حظر على البنوك الروسية لإجراء معاملات معينة بالدولار.. هناك خطط لتقليل مخاطر عواقب مثل هذه الإجراءات غير المتوقعة”.

من جانبه، أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أن المزاعم الأمريكية حول “الغزو الروسي” لدول أخرى واستخدام الأسلحة الكيميائية “كاذبة وليس لها أي أساس”.

ونقلت وكالة تاس عن أنتونوف قوله للصحفيين اليوم: إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السكرتير الصحفي للبيت الأبيض الأمريكي جين بساكي بشأن مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية وغزواتها المتعددة لدول أخرى “خاطئة بشكل أساسي وليس لها أي أساس”.

وأضاف: إن “بيان البيت الأبيض يهدف إلى شيطنة روسيا في نظر الرأي العام الأمريكي والمجتمع الدولي”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة لم تدعم بأي دليل موثوق به أوهامها المبنيّة على أكاذيب صريحة حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من روسيا”.

وأشار السفير الروسي إلى أن الولايات المتحدة لا تزال الدولة الوحيدة التي لم تفِ بعدُ بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية ولم تقضِ على ترسانات أسلحتها الكيميائية، موضحاً أن “روسيا دمّرت مخزوناتها من هذا النوع من الأسلحة بشكل كامل.. وهذه الحقيقة نالت اعترافاً دولياً”.

وأكد السفير الروسي أن بلاده تلتزم بمبدأ عدم التدخل بشؤون الدول الأجنبية وتتبع بدقة القانون الدولي على عكس الولايات المتحدة، مشيراً إلى “أن تجارب واشنطن الدموية لفرض الديمقراطية على العالم لم تجلب سوى الفوضى وعدم الاستقرار والخسائر في الأرواح”.

في سياق متصل، انتقد ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة الدبلوماسية البريطانية واصفاً إيّاها بـ”عديمة القيمة”.

وقال بوليانسكي في تصريحات لقناة سكاي نيوز نشرت اليوم: “هناك مجال للدبلوماسية دائماً، لكننا نقول بصراحة إنه لا ثقة لنا بالدبلوماسية البريطانية، مضيفاً: “إن الأخيرة أظهرت في السنوات الأخيرة أن لا قيمة لها على الإطلاق”.

وردّاً على تصريحات حول معلومات استخباراتية تدلّ على حشد قوات روسية على حدود أوكرانيا قال بوليانسكي: إن هذه المواد تعيد إلى الذاكرة أدلّة زائفة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، موضحاً أن الهيستيريا لا تتوقف ويحدث كل ذلك في رؤوس السياسيين الغربيين البعيدين عن المكان.

وتأتي بريطانيا في الصفوف الأولى من الدول الغربية التي تتهم روسيا بتصعيد الوضع الأمني على حدود أوكرانيا والتخطيط لغزو هذا البلد، ونفت روسيا صحة هذه التصريحات بصورة قاطعة مراراً وتكراراً وعلى مختلف المستويات.

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية إليزابيث تراس أعلنت نيتها زيارة موسكو بعد تأجيل اضطراري على خلفية إصابتها بفيروس كورونا.

وأكدت الخارجية البريطانية في بيان أصدرته اليوم أن تراس جدّدت لنظيرها الأوكراني ديمتري كوليبا تأكيد دعم بلادها الراسخ لكييف “في وجه العدوان الروسي”.

وأعربت تراس وفقاً للبيان عن خيبة أملها البالغة إزاء عجزها عن زيارة أوكرانيا الأسبوع الجاري كما كان مقرراً، وقالت إنها “تأمل في إعادة جدولة زيارتها قريباً وتعتزم زيارة موسكو في القريب العاجل”.

وذكر البيان أن الوزيرين اتفقا على ضرورة أن “يشكّل الأوروبيون والحلفاء في ناتو جبهة راسخة وموحّدة في مواجهة روسيا”.

وأشير في البيان إلى أن تراس “تبذل جهود الردع والدبلوماسية في آن واحد” في التعامل مع موسكو، بما يشمل “المساعدة في قيادة جهود التنسيق بين الحلفاء لإبقاء روسيا على مسار دبلوماسي، بالتزامن مع تقديم دعم دفاعي ودبلوماسي إلى أوكرانيا”.

وأرسلت بريطانيا في الأسابيع الأخيرة شحنات كبيرة من الأسلحة الفتاكة إلى كييف، بدعوى تعزيز قوات الحكومة الأوكرانية في وجه “الغزو الروسي المحتمل”.

وفي خبر لافت، أفصح الصحفي الذي تمكّن من تسريب الردّ الخطي السرّي من واشنطن وناتو على مبادرة الضمانات الأمنية التي طرحتها موسكو، عن أنه في أوكرانيا حالياً، مؤكداً صدقية مصادره.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن الصحفي هيباي أربيدي أزا، وهو أحد الصحفيين اللذين أعدّا التقرير الذي نشرت فيه صحيفة “إل باييس” الإسبانية اليوم الأربعاء نصّ رد واشنطن وناتو على المبادرة الروسية قوله: إنه في أوكرانيا حالياً، دون أن يكشف عن المصدر الذي سرّب له النص الكامل للرسالتين اللتين تسلمتهما موسكو من واشنطن وناتو في 26 كانون الثاني الماضي.

وقال الصحفي: كنت منذ البداية على قناعة بأن المصدر الذي سرّب لي الرسالتين موثوق به وأن جهات أخرى أكّدت صحتهما.

وأضاف: “أكثر من مصدر” أكد لي صحة الرسالتين.

وأعرب أربيدي عن ثقته بأن تسريب الرسالتين لن يحول دون الاتصالات الدبلوماسية بين روسيا والغرب، وخاصة أن المواقف المطروحة في ردّ واشنطن وناتو لا تختلف كثيراً عمّا أعلنه مسؤولو واشنطن وناتو.

وأكد أن الرسالتين تتضمّنان مواقف مثيرة للاهتمام لم يُعلن عنها حتى الآن، مشيراً إلى أهمية أن يعلم القارئ الشروط التي يتفاوض كل طرف على أساسها.

وقال: “أعتقد أن من واجب أي صحفي نشر الحقيقة، ولا يوجد صحفي واحد في العالم كان سيمتنع عن نشر مثل هذه المعلومات التي وقعت في حوزتي وتأكدت من صحّتها”.

وسبق أن طالبت واشنطن موسكو بعدم نشر نصّ ردّها، غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب عن ثقته بأن الرد الأمريكي سيتسرّب قريباً على أي حال، وخاصة أن إعداده جاء بالتشاور مع جميع أعضاء ناتو والحكومة الأوكرانية.

من جهة ثانية، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن أمل باريس في مواصلة الحوار مع موسكو حول المقترحات الروسية لـ”ناتو” والولايات المتحدة بشأن ضمانات الأمن.

وقال متحدث باسم الوزارة: إن فرنسا أخذت علماً برسالة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول موضوع عدم قابلية الأمن للتجزئة، وكذلك “عناصر التقييم” التي وردت في تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء مؤتمره الصحفي الأخير.

وأكد المتحدث عزم فرنسا “مواصلة الحوار المكثف حول المقترحات التي صيغت وتم تسليمها لروسيا”.

وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمكّن من مناقشة هذه المسألة مع نظيره الروسي خلال اتصالين هاتفيين أجرياهما يومي 28 و31 كانون الثاني.

وكانت وزارة الخارجية الروسية نشرت أمس الثلاثاء نص رسالة بعثها سيرغي لافروف في 28 كانون الثاني إلى نظرائه في الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى واستعرض فيها رؤية موسكو لموضوع عدم قابلية الأمن في أوروبا للتجزئة.