مجلة البعث الأسبوعية

قطبية الثلج السيبيري بين  مولودة الأمل “ثلج” وفاجعة موت رجل خمسيني صقيعا…!؟

البعث الأسبوعية – وائل علي

 

في مشهد سريالي ساحر تلاقت السياسة بالطبيعة بوصول الثلوج السيبيرية القطبية المنشأ لتلامس المياه الدافئة  لساحلنا المتوسطي الذي لم يألف السوريون منذ عقود طويلة “ربما” بما فيهم المعمرين رؤية تساقط الثلوج على الشواطىء الرملية في مشهد سجلته والتقطته عدسات الناشطين في منطقة الحميدية جنوب مدينة طرطوس…

 

سحر الثلج..

 

رغم الصعاب الحياتية اليومية فقد طغى سحر الثلج عليها وأخرج الآلاف من بيوتهم للاستمتاع بطقم الطبيعة السنوي الأبيض لينسوا ويتناسوا معاناة الكوارث الكهربائية والدفء المفقود ومقننات الوقود والغاز والغلاء المستشري…

 

وهاهي الصيدلانية ليال وشقيقتها عليا خريجة الأدب الفرنسي تخرج من طرطوس  لرؤية الثلج في جبل النبي صالح على بعدخمسين كم للاستمتاع بسحره الفريد ولسعة برودته الحارقة رغم مصاعب الطريق والانزلاقات المحتملة وسط سماكات تجاوزت النصف متر وهذا ماحدث  لكن بدون أضرار، فيما آثر الحلاق فؤاد إغلاق صالونه لاصطحاب أسرته لمنطقة القدموس التي شهدت الطرقات المؤدية لها تزاحما مروريا معتادا في مثل هذه المناسبات التي لا تعوض، لالتقاط الصور وإسعاد الأطفال وقد نقلت صفحات التواصل الاجتماعي خبر

 

ولادة طفلة في عين العاصفه الثلجيه في قرية بدوقة بريف القدموس البعيد وأسموها “ثلج” بعد نقل والدتها لمشفى القدموس الوطني

 

ليس كل ناصع جميل..!؟

 

فقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بعد نشر صفحة “القدموس الآن”خبر وفاة مصطفى ابن مدينة القدموس الرجل الخمسيني من شدة البرد والصقيع بغض النظر عن الخلفيات التي لن نغوص بأسبابها التي حفلت بها التعليقات ماعدا السؤال المؤلم كيف يمكن أن يجري ماجرى وما هي الظروف المحيطة التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه وأين الجهات المعنية الاجتماعية والصحية والمجتمع المحلي والمنظمات والجمعيات الأهلية…!؟

 

بالعودة لتداعياتمن أعمال المديرية اليوم:

 

مساعدة آليات محافظة حماه العالقة في قرية بيرة الجرد وفتح طريق /الدريكيش – مصياف من بواب الهوى وحتى بيرة الجرد/ منطقة الدريكيش من قبل ورش وآليات المديرية والعمل مستمر وبحالة استنفار لجميع الآليات والكوادر حتى انتهاء العاصفة وتسليك كامل الطرق. العاصفة القطبية الثلجية فقد تمكنت غزارة ثلوجها من عزل عشرات القرى والمناطق

 

،  في أرياف القدموس وبرمانة المشايخ والدريكيش وصافيتا ومشتى الحلو ومنطقة بانياس بفعل الثلوج التي حاصرتها وعزلتها   عن العالم الخارجي وقطعت عنها الإمدادات والكثير من الاحتياحات رغم الاحتياطات المتخذ …

 

مؤازرة ودعم

 

وهذه حقيقة لابد من التوقف عندها وتوجيه الشكر للقائمين عليها المتمثلة بورشات مديرية الخدمات الفنية والوحدات الإدارية المنتشرة  والشركات الانشائية التي عملت بلا كلل ولا ملل على فتح وتسليك الطرقات التي أغلقتها الثلوج رغم قساوة العمل ودرجات الحرارة المنخفضة وقدم الآليات وقد تمكنت من فتح طرقات قرى كاف الجاع – قنية – بلوسين ديرالجرد – الطواحين وغيرها من القرى ومساعدة

 

آليات محافظة حماه العالقة في قرية بيرة الجرد وفتح طريق الدريكيش – مصياف من بواب الهوى وحتى بيرة الجرد في منطقة الدريكيش وطريق القدموس مصياف والعمل مستمر حتى ساعة إعداد التقرير وبحالة استنفار لجميع الآليات والكوادر لحين انتهاء العاصفة، وتأمين احتياجات الناس من المواد التمويتية والخبز بالتنسيق والمتابعة مع غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة…

 

وماسبق ذكره هو غيض من فيض يمكن قياسه وإسقاطه على كل المناطق والأرياف فالتفاصيل كثيرة من الصعب لقلم صحفي الإحاطة بها وإعطاءها ماتستحق من الوصف والإشادة التي تستحقها…

 

ولكن…

 

صحيح أننا انتظرنا الرداء الأبيض الثلجي بل كنا بأمس الحاجة إليه لأننا نعتقد أنه بشارة خير عميم  ومنقذ رباني بعد انحباس مطري مخيف بدده ملح الأرض كما يقال لكن زائرنا الشتائي الجميل يحتاج لمقومات تساعد الناس على المقاومة والاستمتاع بآن معا بالزائر السماوي الذي لا يجوز أن نسمح للمنغصات والأداء الحكومي الرتيب أن يحول نعم الثلج إلى نقمة ولا نسمح لمسؤول كهربائي ولا غير كهربائي تبشيرنا بشتاء كهربائي قاس في محاولة لتهدئة روع المواطن بل كان من الحري بمسؤولينا العمل على تسريع إصلاحاتهم وتعجيل وضعها على سكة الإنجاز لا أن نطلق وعودا لا نجد لها حتى الآن معطيات واقعية على الأرض على شاكلة  أنه آخر شتاء قاس كهربائيا على السوريين!؟

 

صحيح أننا لا نزال تحت رحى حرب لم تبق ولم تذر لكن. الصحيح أيضا أننا نعيش اضطرابا إداريا وحكوميا غير مسبوق ولا مبرر فهل تعيد تلك “الثلجية” السيبيرية القطبية الدفء والهدوء للنفوس والأرواح والأجساد المتعبة…!؟