رياضةصحيفة البعث

تداعيات السقوط المدوي لمنتخبنا الكروي وتبادل الاتهامات تتواصل

ناصر النجار

مازالت تداعيات السقوط المدوي لمنتخبنا، سواء بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر، أو ببطولة كأس العرب، تظهر كل يوم تباعاً، وتشير إلى تواضع العمل، وسوء الإدارة، والتدخلات غير المشروعة في أمور المنتخب بكل الاختصاصات، ما أدى إلى هذه النتائج التي لا تليق بمنتخبنا وسمعته الكروية.

مؤخراً تقاذف المتهمون الثلاثة الرئيسيون الاتهامات عبر وسائل الإعلام المختلفة محمّلين بعضهم البعض مسؤولية ما حدث من فشل وإخفاق وظهور صور سوداء داخل جسم المنتخب، وهو ما يشير إلى وجود من كان يحيك المؤامرات والدسائس لتنفيذ مآربه الشخصية ولو كانت على حساب المنتخب الوطني.

التصريح الغريب الذي طالعنا به المدرب تيتا أنه كان بالإمكان أحسن مما كان، لكن هناك من أفشل مساعيه، مشيراً بأصابع الاتهام إلى رئيس اللجنة المؤقتة نبيل السباعي، والغريب أن كل مدرب خارجي يأتي لمنتخبنا يتباكى على الأطلال لدرجة أنه يشعرنا أنه وطني بامتياز، وعند الحقيقة تجده يهرول على عقده، والدولارات التي سيجنيها من وجوده السياحي في بلدنا.

ما دار من اتهامات بين رئيس اللجنة المؤقتة، ومدير المنتخب ياسر لبابيدي، والمرشّح السابق لإدارة المنتخب، تدل على وجود شرخ كبير، وصراع نفوذ لم ينته ولن ينتهي، وجاءت كل المشاكل والأزمات التي عانى منها المنتخب كنتيجة حتمية للصراع الدائر الذي كان في بعض فصوله علنياً، وفي الكثير من الحالات يجري تحت الطاولة.

بتنا مقتنعين أن قضية جوازات السفر لم تكن خطأ، بل كانت مقصودة، ومثلها مشكلة إياز عثمان، وبعدها استبعاد السومة، وعدم دعوة بعض اللاعبين المحترفين والمحليين للمنتخب الذين هم أفضل ممن تمت دعوتهم من اللاعبين للمنتخب، هذا الأمر كشف فصلاً من فصول التسويق لبعض اللاعبين لدرجة أن البعض صرح دون أن يفصح لضمان مستقبله الكروي: إن الأمور كانت تدار على مبدأ (الخيار والفقوس)، واستناداً إلى المصالح الشخصية والمنافع الأخرى، وأمام هذا الأمر يبدو أن موضوع السياحة والسفر كان أقل تأثيراً على المنتخب من غول الصراعات وتمرير المصالح، لكن البعض يرمي باللائمة على أصحاب القرار في المكتب التنفيذي الذين تدخّلوا بكل المواقف، ومنحوا من هم خارج التشكيلة الكروية من الإداريين السلطة والنفوذ بالتدخّل بكل شيء، ما أضعف اللجنة المؤقتة، وأضعف قراراتها، لأن المتنفذين كان صوتهم أعلى، وكلمتهم مسموعة.

لم يأت قرار حل الجهازين الفني والإداري للمنتخب ليحل المشكلة من جذورها لأن المشكلة قائمة بوجود اللجنة المؤقتة والمتنفذين معاً، وبالتالي استمرار الصراع والشقاق، وستبقى كرتنا تدفع الثمن على مرأى ومسمع القيادة الرياضية التي آن لها أن تضع النقاط على الحروف، وأن تبادر لانتخابات عاجلة لإنهاء هذا الوضع الضبابي، فمشكلتنا ليست مشكلة مدرب، ومن سيتابع مسيرة المنتخب الوطني في المباراتين المقبلتين، هي أكبر من ذلك بكثير، وإذا بقيت كرتنا على هذا المنوال فترة أطول فسنندم كثيراً ولات ساعة مندم.