صحيفة البعثمحليات

لتحسين حالة التربة.. إطلاق دليل الإدارة المتكاملة للأسمدة

دمشق- ميس خليل
أصدرت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية دليل الإدارة المتكاملة للأسمدة ضمن لجنة مشتركة بين الهيئة العامة وجامعة دمشق، بهدف الحدّ من استنزاف العناصر الغذائية في التربة، حيث لوحظ في الآونة الأخيرة تدهور في خصوبة الترب السورية، الأمر الذي أدّى لظهور أعراض نقص العناصر على المحاصيل المختلفة والأشجار المثمرة، وتعويض الفاقد من العناصر وتحسين خصوبة التربة.
الدكتور منهل الزعبي مدير إدارة الموارد الطبيعية في الهيئة أشار في تصريح لـ”البعث” إلى أن الإدارة المتكاملة للمغذيات (INM) هي إحدى الممارسات الزراعية التي تهدف إلى استخدام الخصائص المتجانسة لأنواع الأسمدة، سواء أكانت معدنية أم عضوية أو حيوية أو محسنات تربة، من خلال تكوين مزيج يمكن استخدامه لتقليل الاستخدام الهائل للأسمدة الكيماوية وتحقيق التوازن بين مدخلات الأسمدة ومتطلبات المحاصيل للمغذيات، وهي إحدى الخيارات التي يمكن أن تحافظ على خصوبة التربة، واستعادة صحتها والإمداد المستمر للنبات بالمتطلبات الغذائية للحصول على المستوى الأمثل لإنتاج الغلة، مؤكداً أن التسميد المتكامل يسمح باستخدام مزيج مناسب من الأسمدة المعدنية والعضوية والحيوية بهدف الوصول إلى تأمين العناصر المعدنية المغذية المختلفة بتراكيز مناسبة ومتوازنة وميسّرة لاستخدام النبات دون فقدها مع ماء الري ووصولها إلى المياه السطحية أو العميقة، أو فقدها من التربة على صورة غاز أو تثبيتها في مكونات التربة وتحولها إلى صور غير ذائبة وبالتالي غير ميسّرة لاستخدام النبات.

ويعتمد نجاح هذا الأسلوب -بحسب الزعبي- على عدة عوامل، لعلّ أبرزها الانسجام في خصائص المغذيات والتوازن بين متطلبات المغذيات للمحاصيل ونوع المغذيات وتحديد المواد التي يمكن استخدامها بأمان، والتي تؤدي إلى زيادة كفاءة استخدام العناصر الغذائية، بالإضافة إلى ذلك فهي طريقة للتخلص من المخلفات العضوية وطريقة فعالة لإعادة تدوير المخلفات إلى سماد عالي الجودة، كما يعتمد نجاح INM على عدد من العوامل، بما في ذلك التركيبة والكمية الصحيحة المناسبة من الأسمدة المتكاملة والوقت المناسب لإضافتها، ويلعب الاستخدام المتكامل للأسمدة العضوية والكيميائية والحيوية دوراً فعالاً في تحسين خصائص التربة، وتعزيز كفاءة استخدام العناصر الغذائية وتقليل فقد المغذيات وتقليل متطلبات المغذيات للمحاصيل وزيادة الكاتيونات المتبادلة وسعة احتفاظ التربة بالرطوبة.

وعن أهمية إطلاق هذا الدليل واعتماد استخدام الإدارة المتكاملة للمغذيات، بيّن الزعبي أن ذلك يساهم بتحسين حالة التربة فيما يتعلق بخصائصها الفيزيائية والكيميائية والحيوية والهيدرولوجية بغرض تعزيز إنتاجية التربة مع تقليل تدهور الأراضي، منوهاً بأنه في ظل ظروف الزراعة البعلية يعتبر توافر رطوبة التربة هو العامل المحدّد الأساسي في غلة المحاصيل وليس مغذيات التربة، ومن ثم تتطلّب الإدارة المتكاملة للمغذيات اتباع ممارسات محسّنة لإدارة مياه الأمطار (الزراعة الحافظة، الممارسات الزراعية الجيدة، الكمبوست.. إلخ)، مؤكداً أن (INM) إحدى الممارسات الزراعية الجيدة التي يجب أن يتبعها كلّ فرد واعٍ من أجل الحفاظ على صحة التربة وتوازن المغذيات ولجعل الزراعة والبيئة أكثر استدامة.
وأوضح الزعبي أن هناك توجيهاً دائماً من قبل هيئة البحوث الزراعية لزيادة وعي المزارعين حول الاستخدام القيّم لممارسات الإدارة المتكاملة للمغذيات، ودعوتهم إلى نسيان الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية وتشجيعهم على الزراعة المستدامة، كما يجب عليهم أن يولوا اهتماماً أكبر للتأثيرات البيئية وإنتاج غذاء آمن بدلاً من التركيز فقط على الربح الذي يمكن الحصول عليه.