أخبارصحيفة البعث

لافروف: الحوار مع “تراس” بمنزلة “حوار طرشان”

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن خيبة أمله بعد محادثاته مع نظيرته البريطانية ليز تراس واصفاً إياها بأنها بمنزلة “حوار الطرشان”. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع تراس عقب لقائهما في موسكو اليوم: “بصراحة أشعر بخيبة أمل لأن حوارنا بمثابة حوار الطرشان.. نتحدث ولكن لا يسمع بعضنا بعضاً.. ظلت وزيرة الخارجية البريطانية خلال مباحثات استمرت ساعتين تردّد النغمة السائدة بسحب قواتنا من أراضينا”.

ولفت لافروف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من المسؤولين الروس سبق أن قدّموا توضيحات مفصّلة جداً بشأن التوترات الحالية بين موسكو والغرب، مضيفاً: “لكنني شعرت بأن زملاءنا إما غير مطلعين على هذه التوضيحات المفصلة وإما يتجاهلونها بالكامل”.

وأكد لافروف أن روسيا لا ترغب في تهديد أحد وإنما هي من يتلقى تهديدات، وقال: “الدول الغربية تهددنا وتطالبنا بوقف العدوان على أوكرانيا ولا أعرف عن أي عدوان يتحدّثون”.

وبيّن لافروف أن “سبب قلق الغرب حيال تدريباتنا مع بيلاروس وتحرك قواتنا بأراضيها غير مفهوم”، لافتاً إلى أن الغرب يستخدم أوكرانيا كأداة للضغط على روسيا.

وبخصوص مبادرة الضمانات الأمنية التي قدّمتها روسيا، قال لافروف: “إذا قدّم الاتحاد الأوروبي رداً جماعياً فقط على طلب روسيا بشأن عدم قابلية الأمن للتجزئة فإن الحوار لن يفلح.. نحن بحاجة إلى ردّ من كل دولة”.

وأشار لافروف إلى أن بلاده لم تتوصل حتى الآن إلى اتفاق مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول مسألة عدم توسيع الحلف.

من جهتها أوضحت وزيرة الخارجية البريطانية أن هناك حاجة لمزيد من المفاوضات، مشدّدة على أنه “إذا كانت روسيا جادة بشأن التوصل إلى حلول دبلوماسية فعليها إبعاد قواتها عن الحدود الأوكرانية”.

وكان وزير الخارجية الروسي أعلن أن علاقات بلاده وبريطانيا عند أدنى مستوى منذ سنين، مبدياً استعداد موسكو للتعاون مع لندن وتطبيع هذه العلاقات في إطار الحوار المبني على الاحترام المتبادل بعيداً عن أي تهديدات.

وقال لافروف خلال لقائه نظيرته البريطانية في موسكو اليوم: “لقاء اليوم بهدف تحسين العلاقات وفق الهدف المعلن من الزيارة، وإذا كانت هذه رغبة بريطانيا فإننا سنرد بالمثل ولا يمكن إلا أن نعمل على تحسين العلاقات التي هي بأدنى مستوى لها في السنوات الأخيرة”.

وشدّد لافروف على أن “تطبيع العلاقات بين بلدينا يمكن فقط عبر الحوار المبني على الاحترام المتبادل للمصالح واتخاذ الخطوات لإيجاد الحلول المقبولة للطرفين بعيداً عن أي تهديدات”.

وبيّن لافروف أن الغرب تمادى في استخدام التهديدات عوضاً عن اللجوء للسبل الدبلوماسية ما أدّى إلى الوصول لطريق مسدود، مشيراً إلى أن بريطانيا وروسيا كدولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن تتحملان مسؤولية خاصة لمنع التوجهات السلبية في العلاقات الدولية والتحول نحو الحوار الذي يعتبر أولوية اليوم بالنسبة للمنطقة الأوروأطلسية.

من جهتها أعربت وزيرة الخارجية البريطانية عن أملها في أن يساعد اللقاء مع لافروف في تحقيق تقدم لتعزيز الأمن الأوروبي، مشيرة إلى أن الطرفين سيناقشان الوضع في أوكرانيا وأنه يجب تجنّب الصراعات وتعديل العلاقات مع موسكو.