دراساتصحيفة البعث

بايدن يلوح بإعادة تصنيف اللجان الشعبية ومنظمات الإغاثة تحذر

سمر سامي السمارة 

حثّت عشرون منظمة إغاثة دولية قبل أيام، الرئيس الأمريكي جو بايدن للامتناع عن استعادة تصنيف إدارة ترامب “للجان الشعبية” بالإرهابيين، محذرة من آثار هذا التصنيف المدمرة المترتبة على المدنيين الذين يكافحون بالفعل من أجل البقاء وسط تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن. علماً أنه في السابق، أشاد دعاة السلام ومحاربة الجوع بـ بايدن لرفضه العام الماضي تسمية وزير الخارجية السابق مايك بومبيو “للجان الشعبية” بـ”منظمة إرهابية أجنبية”. ووفق ما ذكرت صحيفة “إنترسبت”، فإن البيت الأبيض الآن “يفكر في التراجع وإعادة تصنيف اللجان الشعبية كمجموعة إرهابية”.

وفي رسالة علنية موجّهة إلى بايدن، كتبت منظمة أوكسفام ومنظمة اللاجئين الدولية بالإضافة إلى 18 منظمة إنسانية أخرى عاملة في اليمن: “لا نزال عازمين على معارضتنا الشديدة لقرار سيكون له عواقب وخيمة على المدنيين اليمنيين. لم تتغيّر الاعتبارات التي دفعت إدارتك إلى رفع التصنيف السابق منذ العام الماضي، وكل ما حدث هو أن الظروف المعيشية لليمنيين ازدادت وتفاقمت فحسب”.

خشية المنظمات الدولية نابعة من حقيقة أن إعادة التصنيف ستؤدي إلى تدمير الاقتصاد بشكل أكبر من خلال إلحاق الضرر بالقطاع الخاص، وتحديداً بالمستوردين والشركات التي توفر غالبية السلع الأساسية في اليمن مثل الغذاء والوقود والأدوية، خاصة وأن البلاد تشهد مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي في الوقت الحالي، مع تعرض اليمنيين الأكثر تضرراً لخطر المجاعة. كما أن تأثيرات التصنيف الجديد ستكون واسعة الانتشار وفورية، وسيقلص أيضاً من تدفق المساعدة الإنسانية في وقت تكافح فيه المنظمات بالفعل لمواكبة الاحتياجات الهائلة والمتنامية.

قبل عام تقريباً من اليوم، قال وزير الخارجية أنطوني بلينكين في بيان إن “عمليات الإلغاء تهدف إلى ضمان عدم إعاقة السياسات الأمريكية ذات الصلة مساعدة أولئك الذين يعانون بالفعل مما يُسمّى بأسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

وبدورها، قالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة “ميرسي كوربس” تجادا دوي أوين ماكينا، في بيان لها، إن “اليمن لا يزال أحد أصعب بيئات العمل في العالم للمنظمات الإنسانية”. مضيفة أن “التصنيف لن يحدّ فقط من قدرة المنظمات مثل ميرسي كوربس على تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمجتمعات المستضعفة في اليمن، ولكن أيضاً يقضي على القطاع التجاري الحيوي الذي يعتمد عليه اليمنيون للوصول إلى السلع الأساسية”.

ووفقاً للمجموعات التي تقف وراء الرسالة، لا توجد مجموعة من الاستثناءات أو الاستثناءات الإنسانية التي من شأنها أن تبطل الآثار المروعة للتصنيف على استيراد السلع الأساسية والتحويلات المالية والخدمات المالية الأخرى، ولا يمكن للمنظمات غير الحكومية أن تحلّ محل القطاع الخاص.

وفي متن الرسالة، قالت منظمات الإغاثة مخاطبة بايدن: “في بداية هذه الإدارة، وعدت بمقاربة للصراع في اليمن تركز على احتياجات اليمنيين، نناشدكم أن تحافظوا على وعدكم حول هذا النهج والامتناع عن إعادة النظر في هذا التصنيف الذي سيؤثر على المدنيين اليمنيين أكثر بكثير من تأثيره على اللجان الشعبية”.

يُذكر أن بايدن أثار لأول مرة في مؤتمر صحفي في 19 كانون الثاني الماضي، إمكانية إعادة تصنيف اللجان الشعبية كـ”مجموعة إرهابية”، حسب ما أفاد به موقع “ذا انترسبت” الذي أكد أنه خلال حملة القصف التي استمرت قرابة سبع سنوات، نفذ التحالف بدعم من الولايات المتحدة أكثر من 24000 غارة جوية ما أدى إلى إصابة أكثر من 10200 مدني يمني، وقتل ما يقرب من 9000.