ثقافةصحيفة البعث

إياد عيسى: أن نكون أكاديميين لا يعني أن الأبواب مفتوحة أمامنا

بعد صراع ثلاث سنوات، والعديد من ورشات تدريب وإعداد الممثّل، دخل إياد عيسى المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 2016، تاركاً كل ما تعلّمه خلفه ليبدأ التمثيل من دروسه الأولى، ويتخرّج في عام 2020، وينطلق إلى سوق العمل الذي اختبره سابقاً بمشاركات بسيطة ببعض الأعمال، منها “ترجمان الأشواق” مع المخرج محمد عبد العزيز، وفي السنة الثالثة اشتغل بعملين سينمائيين مع المؤسسة العامة للسينما، على الرغم من محاولته ألا يخوض هذا السوق قبل التخرّج، يقول إياد عيسى: كان لدي إحساس كبير بالمسؤولية تجاه هذه المهنة، ربما كان مبالغاً به حينها، لكني أحاول التعامل مع الطينة التي أسستها بعناية، فهذا اسمي ومشروعي وحلمي في الحياة.

بعيد تخرّجه شارك عيسى بمسلسل “حارة القبة” بجزأيه الأول والثاني مع المخرجة رشا شربتجي، ومسلسل “دفا” (إنتاج 2021) مع المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، إخراج سامي جنادي، لم يعرض وتم تأجيله ليكون ضمن الموسم الرمضاني لهذا العام، وفيه يؤدي شخصية “حسن” سائق حافلة متزوج ولديه أولاد، وانفعالي، كما أدى دور البطولة في إحدى رباعيات مسلسل “لأنها بلادي” للمخرج نجدة أنزور، ويصور حالياً مشاهده في مسلسل “كسر عضم”، ليتعامل بذلك للمرة الثانية مع المخرجة رشا شربتجي، يحدثنا عن هذه التجربة فيقول: العمل اجتماعي معاصر، أؤدي فيه شخصية “دانيال” شاب أنيق ومتعلّم، يحب فتاة، ويحاول إقناعها به، هناك مسؤولية كبيرة في هذا العمل، وتحديات كبيرة أيضاً، والعمل مع المخرجة رشا يجعل المهمة صعبة وممتعة في آن معاً، وأعوّل على هذه التجربة كثيراً لأنها دقيقة وتفصيلية.

شخصيتان مختلفتان يقدمهما عيسى في كل من “دفا” و”كسر عضم”، لكنه على الرغم من تفاؤله فيهما يبدي تخوفه قليلاً، وهذا خوف مشروع نظراً لحوادث سابقة في هذا المجال، يوضح: أقدم شخصيتين أكبر من عمري وهذه جرأة كبيرة، لكن هذا يجعلني أخاف من أن يتم تنميطي لاحقاً وإعطائي أدواراً أخرى مماثلة، أرغب بأن أؤدي أدواراً تناسب عمري.

يعاني معظم خريجي المعهد إن لم نقل جميعهم قلّة الفرص على اعتبار أن لكل مخرج “شلّته” كما نسمع ونشاهد أحياناً، يحدثنا عيسى في هذا الجانب: أي شخص عندما يفرح أو يحزن يخطر في باله الدائرة القريبة منه، فكيف إذا كان مخرجاً ولديه هذا العمل، حتماً يتمنى أن يشعر بالأمان وهذا حقه، ومن الطبيعي أن نعاني هذه المسألة لأننا لسنا معروفين بعد، الأمر صعب لأنه يتم الاعتماد على أسماء معينة بعضها ليست لها بصمة مهمة على الرغم من عملها منذ سنوات، ومع ذلك هي موجودة في سورية وخارجها وفي أعمال مشتركة، وهي أسماء تسويقية وترتبط شركات الإنتاج معها حتى لو لم تعط الدور حقه بسبب كثرة أعمالها، هنا يشعر الخرّيج بالظلم لأنه من الممكن أن يأخذ هذه المساحة ويقدم شيئاً أفضل في هذا الدور، الأمر صعب ويتطلب الكثير من المقومات على مستوى الشكل والتعاطي والانفتاح والتقبّل والمرونة وكيفية إدارة الأعمال واختيار السلوك الصحيح لكل موقف بعيداً عن الغضب، أمام كل ذلك أقول: مهما كانت ظروف العمل، الإنسان الذي لديه هدف سيصل إليه مهما تأخر إن كان على قدر المهمة على جميع المستويات.

ويضيف عيسى: كخريجين يجب أن نضع في الحسبان – وأتحدث عن نفسي – أن هناك قيوداً مرتبطة بالإنتاج والتسويق وغيرها تؤخّر وجودنا، سابقاً كان المنتجون والمخرجون يحضرون ما يقدمه طلاب المعهد من مشاريع تخرّج ومشاريع خلال السنوات الدراسية، أما اليوم فكل شيء تغيّر ومن النادر أن يحصل ذلك ربما بسبب الظروف، وربما لأن هذا الأمر بحاجة لبناء علاقات جيدة بين إدارة المعهد والمعنيين بالشأن الفني، وهذا ما يقوم به اليوم الدكتور تامر العربيد، فهو يعرف كيف يدير المعهد، وكيف يسوّق الطلاب ويحميهم ويدافع عنهم.

وبالسؤال عن الجانب المادي، وعن حدوث استغلال حاجة الخريجين إلى العمل، وإعطائهم أجوراً منخفضة، يجيب عيسى: الموضوع المادي مهم جداً، وعلى الرغم من حاجتنا للعمل وحقنا في الحصول على أجرنا المناسب فهو تحصيل حاصل وقادم لا محالة، وأن أكون أكاديمياً لا يعني هذا أني أحمل بطاقة ذهبية، وأن كل الأبواب مفتوحة أمامي، نعم هناك أكاديميون لا يستحقون المكان الذي هم فيه، لكن الزمن كفيل بتحديد الجدير من غيره، مضيفاً: هذه المهنة لها “بروتوكول”، وأنا الآن في خطواتي الأولى لتفكيك مفرداتها ومن ثم تعلّمها ومن يتعلّمها بوقت قصير يختصر عليه الكثير، كنت متحمساً، وماأزال ولكن بشكل آخر يظهر عندما أقف أمام الكاميرا.

 

نجوى صليبه