دراساتصحيفة البعث

أمريكا تدمّر تجارة التكنولوجيا الدولية

هناء شروف

 

في خطوة تهدف بوضوح إلى الحفاظ على مزاياها الخاصة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، استخدمت الولايات المتحدة مرة أخرى تدابير تنظيمية محلية في محاولة للاستيلاء على شركات التكنولوجيا العالمية، إذ أعلنت وزارة التجارة الأمريكية مؤخراً أن مكتب الصناعة والأمن لديها أضاف 33 شركة صينية إلى قائمتها، وأدرجها فيما يسمى بقائمة “العلم الأحمر”، ما يعني أن الشركات الصينية يجب أن تلتزم باللوائح الأمريكية لمواصلة تلقي الشحنات من المصدرين الأمريكيين الذين سيحتاجون بدورهم الآن إلى ترخيص إذا كانوا يريدون شحن المنتجات إلى أي من الشركات الموجودة في القائمة.

وبررت وزارة التجارة الأمريكية هذه الخطوة بالقول: إن بنك التسويات الدولية لا يمكنه إثبات النوايا الحسنة للشركات، ولا يمكنه التحقق من شرعيتها من خلال فحوصات الاستخدام النهائي، فمعظم الشركات التي تم رفع العلم الأحمر عليها هي شركات الكترونيات، لكن مختبرات الدولة في الجامعات والشركات الأخرى مدرجة أيضاً في القائمة، ومن أبرز 33 شركة مجموعة شنغهاي ميكرو للالكترونيات والكهربائيات التي أقامت حفل إطلاق لآلة تغليف الطباعة الحجرية 2.5D / 3D المطورة حديثاً في اليوم السابق لإعلان وزارة التجارة الأمريكية عن تحركها، وهذه هي أول آلة طباعة حجرية في الصين مطورة محلياً يمكنها تغليف الرقائق بطريقة ثلاثية الأبعاد لاستخدامها في الحوسبة عالية الأداء، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة.

تأتي هذه الخطوة تحت غطاء تعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة مثل ما يسمى بقانون المنافسات الأمريكية لعام 2022 الذي أقره مؤخراً مجلس النواب الأمريكي، وهي محاولة أخرى لكبح وقمع الابتكار والتنمية في الصين، وذلك من أجل الحفاظ على الهيمنة العالمية للولايات المتحدة.

في الواقع، إن بنك التسويات الدولية لا يجزم باختصاصاته، ويشير إلى أن دوره يتمثّل في تعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة، والسياسة الخارجية، والأهداف الاقتصادية من خلال تعزيز القيادة التكنولوجية الاستراتيجية الأمريكية المستمرة، ولكن باستخدام ضوابط التصدير كأداة للقمع السياسي والبلطجة الاقتصادية فإن الولايات المتحدة لا تعيق فقط التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين الشركات الصينية والأمريكية، بل إنها تعطّل بشدة سلاسل التصنيع والإمداد العالمية، وتضر بالاقتصاد الدولي، وأوامر التجارة، وقواعد التجارة الحرة.

ورداً على قيام الولايات المتحدة بتدمير تجارة التكنولوجيا الدولية، تعمل وكالة ترويج الاستثمار التابعة لوزارة التجارة الصينية على تعزيز التعاون الوثيق عبر الحدود في قطاع أشباه الموصلات، ففي مؤتمر عقد في تشرين الأول الماضي، اقترحت الوزارة إنشاء لجنة عمل أشباه الموصلات عبر الحدود التي تشير إلى الطريقة الصحيحة لمواجهة تخريب سلسلة التكنولوجيا التي تقوم بها الولايات المتحدة.