أخبارصحيفة البعث

الدعاية الأمريكية حول أوكرانيا تنهار

تقرير إخباري

تزايدت الأصوات الغربية الداعية إلى مراجعة جميع التحذيرات التي تصدر عن واشنطن في كل ما يخص “نية روسيا غزو أوكرانيا”، فبعد الأصوات الكثيرة التي صدرت عن المعارضتين التشيكية والسلوفاكية حول رفض المزاعم الأمريكية في هذا الشأن، أكد النائب عن حزب “البديل من أجل ألمانيا” ماكسيميليان كراه أن الادّعاءات التي تطلقها وسائل إعلام غربية حول الغزو الروسي لأوكرانيا “زائفة”، مشيراً إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في احتمال هجوم كييف على منطقة دونباس.

وقال كراه لوكالة نوفوستي: “روسيا تعيد الآن قواتها إلى الثكنات والمزاعم العديدة بأن روسيا على وشك الهجوم على أوكرانيا كانت أخباراً كاذبة كلياً وزّعتها وسائل الإعلام الأمريكية وبُثت دون سؤال أو تحقق في وسائل الإعلام الأوروبية”.

ورأى كراه أن انضمام أوكرانيا إلى ناتو واستئناف الحرب في دونباس هو ما يمكن أن يشعل الحرب مع روسيا.

وواضح أن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في كسب المعركة عبر التضليل الإعلامي الذي مارسته طوال الفترة الماضية فيما يخصّ ادّعاءها الحصول على معلومات استخبارية حول “غزو روسي وشيك” لأوكرانيا وضع واشنطن في وضع لا تحسد عليه، حيث أصبحت محط سخرية العديد من المراقبين لهذا الأداء، وذلك بعد أن تبيّن أن جميع المواعيد التي أطلقتها هذه الإدارة لتنفيذ هذا الغزو كانت كاذبة، وتأكد حجم هذا التضليل بعد أن قامت موسكو بإعادة القوات التي شاركت في مناورات على حدودها الغربية والجنوبية إلى أماكن تمركزها.

هذا الفشل الذريع في تسويق الأكاذيب دفع المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى السخرية من وسائل الإعلام الغربية حول كذبها فيما يخص الهجوم الروسي الوشيك على أوكرانيا بدعوتها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية إلى تحديد موعد “الغزو الروسي” للعام المقبل.

ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها بنبرة ساخرة على قناتها في موقع تلغرام: “طلب موجّه إلى وسائل التضليل الإعلامي الأمريكية والبريطانية.. بلومبيرغ ونيويورك تايمز وذا صن وغيرها.. أعلنوا الجدول الزمني لـ”غزونا” للعام المقبل.. نودّ أن نخطط لإجازاتنا”.

ولا شك أن جزءاً كبيراً من الحملة الإعلامية التي شنّتها وسائل الإعلام الغربية على موسكو كان الغرض منه دفعها إلى اتخاذ قرار بالحرب انسياقاً وراء هذه الدعاية، ظناً ممن يعمل وراء صناعة هذه الأكاذيب أنه يستطيع إجبار روسيا على الدخول في المستنقع الأوكراني الذي يتم العمل على تهيئته للقوات الروسية، ولكن فشل هذه الدعاية بالمقابل أدّى إلى نتائج عكسية، حيث ارتدّت الآثار السلبية على قارة أوروبا التي صدّقت الأكذوبة الأمريكية، وعندما شعرت أن آثارها بدأت تظهر في عموم أوروبا انبرت إلى إعادة نوع من الثقة بينها وبين موسكو، وهذا ما ظهر جلياً أثناء زيارة كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس على التوالي إلى روسيا ولقائهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد الطرفان ضرورة بناء الأمن الأوروبي بالتنسيق مع موسكو وليس بعيداً عنها.

انهيار هذه الدعاية سوف تكون له آثار عميقة في المستقبل القريب على الوضع في الداخل الأمريكي، كما سيؤدّي إلى مراجعة أوروبية لكل ما يصدر عن واشنطن تصريحات حول الوضع في أوروبا بأكملها.