أخبارصحيفة البعث

بوتين: الادّعاءات حول مساعي روسيا لإعادة الإمبراطورية “محض مزاعم”

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الادّعاءات التي يطلقها الغرب حول “المساعي لإعادة الإمبراطورية الروسية” هي محض مزاعم ولا تتطابق مع الحقيقة على الإطلاق.

ونقلت وسائل إعلام عن بوتين خلال لقاء مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف اليوم في الكرملين قوله: “اتخذت روسيا أمس قراراً بالاعتراف بسيادة الجمهوريتين الشعبيتين في دونباس، ومن هنا أؤكد أننا توقعنا الادعاءات حول هذا الموضوع الذي يزعم أن روسيا تنوي إعادة الإمبراطورية في حدود العهد الإمبراطوري، وهذا لا يتطابق مع الحقيقة على الإطلاق”، مشيراً إلى أن روسيا اعترفت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي بالوقائع الجيوسياسية الجديدة وتعمل بشكل نشط على تعزيز التعاون مع الدول المستقلة التي ظهرت في المنطقة.

وأضاف بوتين: حتى في القضايا الحادة والحادة للغاية مثل التسوية في إقليم قره باغ، روسيا تصرّفت دائماً بحذر كبير انطلاقاً من مصالح جميع الدول المنخرطة في العملية وسعت للتوصل إلى حلول مقبولة للجميع، ولكن للأسف بعد الانقلاب على السلطة في أوكرانيا فإننا لا نرى مثل هذا المستوى ومثل هذه الجودة في التعاون مع الطرف الأوكراني.

من جهة ثانية، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن موسكو لا ترغب في قطع العلاقات الدبلوماسية مع كييف وهي تظل منفتحة على الاتصالات الدبلوماسية حيال الأزمة الأوكرانية.

ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله في تصريح صحفي اليوم: “إن قطع العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا سيجعل العلاقات بين البلدين وبين الشعبين الروسي والأوكراني أكثر تعقيداً”.

وأشار بيسكوف إلى أن قرار إرسال قوات روسية إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك سيتم اتخاذه حسب تطوّر الوضع وفي حالة توجّه ممثلي الجمهوريتين بطلب حول ذلك لموسكو.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم عدم رغبة موسكو في قطع العلاقات الدبلوماسية مع كييف على خلفية اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا.

وكان الرئيس الروسي قرّر أمس الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك، كما صدّق الدوما الروسي اليوم على معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة مع هاتين الجمهوريتين.

وأكد رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين أن الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك والتصديق على معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة معهما من شأنه أن يضع حداً لإراقة دماء المدنيين هناك.

وقال فولودين عبر قناته على تلغرام: إن مجلس الدوما ناشد الرئيس بوتين في وقت سابق من أجل الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك، معتبراً أن هذا هو الحل الوحيد وسط أوضاع تواجه فيها المنطقة كارثة إنسانية، ويُضطر عشرات الآلاف من اللاجئين النساء والأطفال إلى الفرار من منازلهم، ومشيراً إلى أن روسيا تحاول منذ فترة طويلة تشجيع أوكرانيا على تنفيذ اتفاقيات مينسك، لكن كييف جعلتها ملغاة وباطلة بمجرد أن بدأت بقصف المدنيين في دونباس.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية تسليم 228 طناً من المساعدات الإنسانية المخصصة من الاحتياطي الفيدرالي لسكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين الذين تم إجلاؤهم.

ونقل موقع روسيا اليوم عن بيان لوزارة الطوارئ قوله: إضافة إلى ذلك ستصل في المستقبل القريب قافلة محملة بشحنات إنسانية إلى مقاطعة روستوف الروسية التي جرى نقل بعض مواطني دونيتسك ولوغانسك إليها.

وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين تسمح بنشر قواعد عسكرية روسية على أراضيهما.

ونقل موقع روسيا اليوم عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو قوله اليوم: “ليس هناك حديث الآن عن نشر قواعد عسكرية روسية على أراضي دونيتسك ولوغانسك رغم أن الاتفاقات المبرمة معهما تسمح بذلك”، لافتاً إلى أن روسيا ستفعل ذلك إذا تطلب الأمر.

وكان برلمانا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اعتمدا اليوم قانوناً بشأن التصديق على معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة مع روسيا وذلك غداة اعتراف الرئيس الروسي باستقلال الجمهوريتين.

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن ردّ فعل الغرب على اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين كان متوقعاً.

وقال لافروف في تصريحات له: “رد الفعل كان متوقعاً فيما يخص الزملاء الغربيين فلقد اعتادوا على مدى العقود الماضية إلقاء اللوم على روسيا في كل المشكلات وتوجيه أصابع الاتهام إلينا في كل شيء”.

وأضاف لافروف: إن روسيا تشك في قدرة الاتحاد الأوروبي على العمل كوسيط في حل النزاعات.

وشدّد لافروف على أن روسيا تضمن أمن كل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك.

وأوضح لافروف أن “معاهدة الصداقة والتعاون التي تم توقيعها بين روسيا وهاتين الدولتين الجديدتين نحن نضمن فيها أمنهما، وأعتقد أن الجميع يفهم ذلك”.

إلى ذلك أعلن لافروف أن أوكرانيا انسحبت من اتفاق مينسك فعلياً منذ زمن بعيد، وذلك تجلى من خلال خرقها الدائم وعدم التزامها بالبنود المكتوبة ضمن الاتفاق.

واعتبر لافروف أن “قرار موسكو الأخير بشأن الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك جاء بعد تفاقم الوضع في منطقة دونباس من جانب أوكرانيا، حيث ارتأت موسكو أن عليها اتخاذ القرار قبل أن تؤدّي الأحداث إلى سقوط العديد من الضحايا في تلك المناطق”.

وأعرب لافروف عن قلق بلاده إزاء الخطاب العدائي المتواصل من كييف وضخّ الأسلحة إلى أوكرانيا، وقال: “نواصل الدعوة لحل جميع المشكلات بالطرق السلمية، وفي هذا الصدد لا يسعنا إلا أن نشعر بالقلق إزاء الخطاب العدائي المستمر لنظام كييف ومواصلة ضخ الأسلحة إليها والمناوشات المستمرة على الحدود مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين بمبادرة من هذا النظام”.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا خلال مقابلة عبر قناة سولوفيوف لايف على يوتيوب رداً على سؤال حول إمكانية عقد اجتماع بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بعد الاعتراف بلوغانسك ودونيتسك: “نعم موسكو مستعدة للمفاوضات”.

وأضافت زاخاروفا: “حتى في أصعب اللحظات نقول نحن مستعدون لعملية التفاوض لذلك يظل موقفنا كما هو ونحن دائماً نؤيد استخدام الدبلوماسية”.

وأشارت زاخاروفا إلى أن روسيا تنطلق من حقيقة أن اتفاقيات مينسك حول التسوية في دونباس لم تعُد مهمة بالنسبة للسلطات في كييف.

وأعلنت زاخاروفا أن حل قضية الحدود المتعلقة بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك سيتم بعد التصديق على معاهدة الصداقة معهما.

وأوضحت أنه “يجب علينا أولاً التصديق على معاهدة الصداقة ثم مناقشة ما هي الحدود التي سيتم الاعتراف بها من روسيا والجمهوريتين”، مشيرة إلى أن الأمر “سيُترك للمشرّعين فهذه وظيفتهم وهذه إجراءات قانونية”.