رياضةصحيفة البعث

بانتظار الإنجازات الخارجية.. ألعاب القوى تنشط داخلياً

تعيش ألعاب القوى للناظر من بعيد حيوية ونشاطاً كبيرين، فبطولة هنا، ومهرجان هناك، ودورة للكوادر قادمة، وإقبال أكثر من مقبول على المشاركة في الفئات العمرية، هذه الصورة تبهر كل من يراها دون أن يترقبها، ليس هذا فحسب، فمن يتابع صفحة اتحاد اللعبة على مواقع التواصل الاجتماعي يجد نفسه أمام بهرجة كبيرة من خلال الحديث عن الخطط والنهج المدروس في التدريب وتنظيم الأحداث، ونحن هنا لا نبخس جهد كوادر أم الألعاب التي تقف وراء هذه الصورة، فبعض الأحداث تتطلب مهارة ودقة تنظيمية، ولا ننكر أننا لمسناها، لكن السؤال المشروع هو: أين نتائج هذا الجهد وهذا النشاط كله؟ ألا يجب أن يترجم كنتائج على أرض الواقع؟!.. الحديث طبعاً عن المشاركات الخارجية، فمهما بلغت نسبة المشاركة في البطولات المحلية، ومهما تحسنت الأرقام، نبقى بعيدين عن المنافسة العربية حتى، وإن حصدنا ميدالية أو اثنتين في إحدى مشاركاتنا نجد هوة كبرى بين الطموح والواقع، فحملة الترويج بدأت مع أول النشاطات لهذا العام، حيث أقام اتحاد ألعاب القوى بطولة الأندية لاختراق الضاحية في دمشق بضيافة نادي العرين، وبمشاركة حوالي 350 لاعباً ولاعبة: (150 من الأشبال والشبلات، و100 من الناشئين والناشئات، و50 من الشباب والشابات، و40 من الرجال والسيدات) مثّلوا 22 نادياً بمختلف الدرجات، وتعذرت مشاركة بعض الأندية نتيجة ظروف خاصة بهم رغم تثبيتهم المشاركة، علماً أن 28 نادياً ثبتت مشاركتها، كما جدول اتحاد اللعبة إقامة ورشة عمل في قاعة المحاضرات بالاتحاد الرياضي العام يوم 26 شباط الحالي، وفي اليوم الذي يليه في نادي المحافظة بنية إنشاء مدارس تخصصية لألعاب القوى.
أما الواقع فسنلمسه في أولى مشاركاتنا الخارجية، وإن طال الأمر فإلى دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تستضيفها مدينة وهران الجزائرية في حزيران القادم، حيث التواجد الأوروبي القوي وحتى العربي، وهناك يتم قطف ثمار المجهودات التي يبذلها الاتحاد، أو هذا هو المفروض، فكل من يسير بخطط مدروسة ومنظّمة، ولديه هذا الكم من المواهب مع رعايتها بالشكل المطلوب، لابد أن يحصد تعبه في صعود لاعبيه على منصات التتويج في المحافل الكبرى، لا أن يعتمد على موهبة تأتي كل عدة سنين، وحتى مع هذا الحال لم يحسن اتحاد ألعاب القوى التعامل معها، وخير مثال ما حدث مع غادة شعاع وعدم استثمار خبرتها، أو مع مجد غزال والمعوقات التي وضعت في طريقه.

سامر الخيّر