الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

سورية تدين الحملات العدائية ضد روسيا: الغرب افتعل الأزمة الأوكرانية لتقويض الأمن القومي الروسي

أكدت سورية إدانتها للممارسات والمواقف والحملات العدائية الغربية التي تستهدف روسيا والتأليب ضدها ومحاولات الإساءة إليها مشيرة إلى أن بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة افتعلت الأزمة الأوكرانية لتقويض الأمن القومي الروسي.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ خلال اجتماع للجمعية العامة اليوم حول الأزمة الأوكرانية، إن سورية كانت حريصة دائماً على التأكيد على أهمية حل المشاكل الإقليمية والدولية عن طريق الدبلوماسية والحوار ودعمت جميع جهود صون الأمن والاستقرار في أي بقعة توتر في العالم انطلاقاً من إيمانها بأهمية احترام مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة مبيناً أن إدراج البند المعنون “حالة الأراضي المحتلة مؤقتاً في أوكرانيا” على جدول أعمال الجمعية العامة خطوة أحادية الجانب وغير مسؤولة وذات طبيعة مسيسة تعكس رغبة بعض الدول الغربية في تصعيد الأوضاع في تلك المنطقة وممارسة الضغوط على روسيا على حساب الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين والعلاقات التاريخية الراسخة بين شعبي البلدين.

وأشار صباغ إلى أن مواصلة الجمعية العامة النظر في هذه المسألة تشكل اعتداء منها على ولاية مجلس الأمن وخرقاً للمادة الـ 12 من ميثاق الأمم المتحدة موضحاً أن صدور قرار مجلس الأمن رقم 2202 لعام 2015 دليل على تولي المجلس النظر في هذه المسألة الأمر الذي يقتضي عدم قيام الجمعية العامة بأي تحرك ما لم يطلب منها مجلس الأمن ذلك وهو شرط لم يتحقق في هذه الحالة.

قيام دول غربية بإرسال أسلحة وصواريخ إلى أوكرانيا بشكل سخي ودون أي حسابات لعواقب ذلك هو المسؤول عن التصعيد في المنطقة

وأكد صباغ أن غياب الإرادة السياسية لدى سلطات كييف والتدخلات السلبية لحلف الناتو والدول الغربية التي تدعي الحرص على أوكرانيا وتسعى في الوقت ذاته إلى تصعيد التوتر هناك وخلق أجواء عدائية ونشر أسلحة ثقيلة وصواريخ منعت تنفيذ اتفاقيات مينسك لعام 2015 وأدت إلى الإساءة للعلاقة التاريخية بين روسيا وأوكرانيا وتوتير الأوضاع بينهما مشيراً إلى أن قيام دول غربية بإرسال أسلحة وصواريخ إلى أوكرانيا بشكل سخي ودون أي حسابات لعواقب ذلك هو المسؤول عن التصعيد في المنطقة.

وأوضح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن المقترحات التي دأبت روسيا على تقديمها كانت تستحق النظر العميق بها قبل اتخاذ أي إجراءات أو تهديد باتخاذ إجراءات من حلف الناتو وبعض الدول الغربية لافتاً إلى أن فرض إجراءات قسرية غير شرعية من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية لن يزيد الأوضاع إلا تعقيدا وخاصة بعد أن ثبت فشل مثل هذه الإجراءات في التعامل مع المواضيع الحساسة في العلاقات الدولية.

وبين صباغ أنه فيما يخص الوضع في القرم فإن موقف سورية يستند إلى نتائج الاستفتاء الذي جرى بتاريخ الـ 16 من آذار لعام 2014 والذي عبر فيه أكثر من 82 بالمئة من الناخبين عن إرادتهم وفقاً للقانون الدولي والممارسات الديمقراطية واختاروا البقاء كجزء من الاتحاد الروسي داعياً الدول الغربية التي تتشدق بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى أن تحترم خيارات شعب القرم وإرادته الحرة

وشدد صباغ على أن جملة المواقف والحملات العدائية التي تستهدف روسيا والتأليب ضدها والتي زادت حدتها خلال الفترة الأخيرة وترددت أصداؤها في أطر مختلفة كلها ممارسات تدل على أن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة افتعلت الأزمة الأوكرانية لتقسيم الشعوب وتقويض الأمن القومي الروسي ولهذا فإن سورية تدين هذه الممارسات ومحاولات الإساءة للاتحاد الروسي.

وقال صباغ: إن سورية تثمن حالة ضبط النفس العالية التي أبداها الجانب الروسي في وجه هذا التصعيد والاستفزازات المتتالية وامتناعه عن الانجرار وراء محاولات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ومسؤولي حلف الناتو الذي لم يعد هناك أي مبرر لوجوده لتأزيم العلاقة بين روسيا وأوكرانيا وإغراق تلك المنطقة في حالة من فقدان الأمن والاستقرار عبر الترويج لمواجهة عسكرية بين الطرفين.

سورية تستنكر عدم إدانة الدول الغربية للعدوان العسكري في منطقة دونباس الذي أدى إلى سقوط مدنيين أبرياء

وأعرب صباغ عن أسف سورية واستنكارها لعدم إدانة الدول التي تدعي الحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة العدوان العسكري الذي أدى إلى سقوط مدنيين أبرياء من بينهم نساء وأطفال في منطقة دونباس ودفع بأعداد كبيرة للنزوح إلى داخل الأراضي الروسية طلباً للأمن والأمان.

وجدد صباغ التأكيد على موقف سورية بأن مواجهة السياسات العدوانية للقوى الغربية مصلحة مشتركة ودائمة لكل الشعوب المناهضة لهيمنة واستباحة العالم من تلك القوى ويجب التصدي لها بكل الأشكال الممكنة مشدداً على أن السلم والأمن في أوروبا لن يتحققا ما لم يتم الأخذ بأوجه القلق الأمنية المشروعة للاتحاد الروسي بالحسبان وتقديم الضمانات الأمنية المطلوبة للشعب الروسي وخاصة في ضوء عدم تنفيذ الدول الغربية وعودها التي قطعتها لروسيا قبل ثلاثة عقود