دراساتصحيفة البعث

مزاعم “حقوق الإنسان” الأمريكية الكاذبة

هناء شروف

ليس من المستغرب أن يستغل بعض السياسيين ووسائل الإعلام الغربية كل فرصة  لنشر شائعات حول سجل حقوق الإنسان، التي باتت طريقة ملائمة لتحويل الانتباه عن إخفاقات بلدانهم على جبهات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد والصحة العامة.

وليست مزاعم “الإبادة الجماعية” سوى كذبة نتيجة التحيز الإيديولوجي لبعض السياسيين ووسائل الإعلام الغربية، لكن حان الوقت لأن يفكر هؤلاء السياسيون ووسائل الإعلام في التاريخ المخزي لبلدانهم من الإبادة الجماعية. إن درب الدموع ومذبحة مجتمعات الأمريكيين الأصليين الأخرى في الولايات المتحدة، والمعاملة اللا إنسانية، ووفيات أطفال السكان الأصليين في كندا،  وحقيقة أن أول معسكر اعتقال في العالم أقامته المملكة المتحدة في جنوب إفريقيا، هي أمثلة نموذجية على التطهير العرقي.

انخفض عدد سكان الهنود الأصليين من 5 ملايين في أواخر القرن الخامس عشر إلى 250 ألفا في أوائل القرن العشرين، بسبب المذابح المنظمة لمجتمعات السكان الأصليين، وتاريخ ازدهار الولايات المتحدة يشهد على تاريخ قتل الهنود الأصليين.

وتعد تجارة الرقيق وتعذيب وقتل السود من أبشع الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى ضد الإنسانية. لقد كان السياسيون الأمريكيون وقحين لدرجة كبيرة حيث استغرقوا 100 عام للإعلان عن تعويضات لضحايا مذبحة “تولسا ريس” عام 1921  حين هاجمت حشود من البيض الأمريكيين من أصل أفريقي وقتلتهم وأحرقوا منازلهم في تولسا، أوكلاهوما. ورغم كل هذا تدعي الولايات المتحدة أنها المدافع الأكبر عن حقوق الإنسان. فهل تفعل ذلك للتستر على جرائمها في مجال حقوق الإنسان؟.

وأظهر القتل الوحشي لـ جورج فلويد على يد شرطي أبيض في مينيابوليس بولاية مينيسوتا في عام 2020 أن الأقليات لا تزال تُعامل بازدراء وكراهية وغالباً ما تتعرض للعنف. وحقيقة أن عدوى كوفيد 19 ومعدلات الوفيات بين مجموعات الأقليات العرقية أعلى بكثير من تلك بين البيض، تظهر أنه لا تزال هناك عدم مساواة عرقية في الولايات المتحدة.

كما أن سجل كندا في مجال حقوق الإنسان سيء أيضاً، ومن عام 1883 إلى عام 1996  تم فصل حوالي 150.000 طفل من السكان الأصليين قسراً عن والديهم، وتم إرسالهم إلى المدارس الداخلية التي أنشأتها الحكومة الكندية، بحيث يمكن استيعابهم في المجتمع، حيث يموت ثلثهم في الحضانة المدرسية بسبب سوء المعاملة والتعذيب.

لذا، بدلاً من اتهام الدول الأخرى بارتكاب جرائم حقوق الإنسان، يجب على الولايات المتحدة وكندا التفكير في الفظائع والجرائم التي ارتكبوها ضد السكان الأصليين، لأنه من الواضح أن الاتهامات الأمريكية ليست سوى خداع لإخفاء إخفاقاتها ونقاط ضعفها حتى تتمكن من الحفاظ على هيمنتها العالمية.