رياضةصحيفة البعث

المواهب الشابة تبحث عن فرصة في إياب الدوري الممتاز

ناصر النجار

في إياب الدوري الكروي الممتاز، يتجه فريق الاتحاد نحو الاعتماد على العناصر الشابة بدرجة تفوق ما كان عليه في مرحلة الذهاب، وهذا الكلام مستوحى من إسناد مهمة تدريب فريق الرجال في النادي إلى طاقم فريق الشباب الذي حقق لقب دوري الشباب الموسم الماضي بلا خسارة، ومازال متصدراً للدوري حتى الآن بعد مرور أربعة أسابيع من مرحلة الإياب.

المدرب الشاب معن الراشد من الممكن أن يزج بلاعبيه الذين دربهم في المواسم الماضية، وربما يمنحهم الفرص الكثيرة لإثبات وجودهم، خاصة أن الكثير من المخضرمين والوافدين إلى الفريق لم يظهروا بالمستوى المقبول، وهذا وضع الفريق في موقع لا يحسد عليه على سلم الدوري.
فريق الاتحاد مملوء بالمواهب الشابة والخامات الواعدة التي يجب أن تأخذ فرصتها، هذا ما صرح به الكثير من أبناء القلعة الحمراء، خاصة بعد النتائج التي لم تكن مقبولة على جميع المقاييس، وإذا تم الأمر فإن هذا يذكرنا بتجربة فريق حطين هذا الموسم، حيث اتخذ قراراً شجاعاً بالمشاركة بمن حضر من اللاعبين، مع الاعتماد على كوكبة من الشباب والموهوبين، ولو كان هذا القرار جاء على مبدأ (مكره أخوك لا بطل) لعدم وجود رصيد مالي، وعزوف الداعمين عن النادي، إلا أنها كانت تجربة مفيدة، وقد تكون ذات جدوى لو أحسن القائمون على النادي استثمار المواهب والخامات.
الفكرة التي اتخذتها إدارة حطين جيدة، لكن التنفيذ كان خاطئاً، والظروف لم تكن ملائمة بسبب الأوضاع الإدارية والمالية الصعبة، وتعدد الإدارات التي تناوبت على النادي.
من هذا المنطلق فإننا نأمل من الإدارة الجديدة أن تسير على الخط ذاته بدعم القواعد، وتبني المواهب الشابة، وزجها بفريقها الأول، وتقديم كل الإمكانيات لهم ليصبحوا عماد الفريق في السنوات القادمة.
فريق حطين مشهور بصناعة اللاعبين المميزين والهدافين، لذلك ضاع النادي بزحمة اللاعبين المحترفين، فخسر هذه الميزة، وللأسف لم يستفد في السنوات الماضية من كل الأموال الطائلة التي أنفقها على المحترفين، فلم يحقق أي إنجاز يذكر، ولكي يعود النادي إلى هويته وتاريخه عليه الاعتماد على شبانه ومواهبه.
المشكلة أن من يقود كرتنا في الدوري والأندية فكره عقيم، والمقررات والتوصيات الصادرة لا تدعم كرة القدم بل تدمرها، لذلك علينا أن نتساءل: ماذا أفاد الاحتراف كرتنا؟.
في الواقع قد لا يكون الاحتراف متهماً، إنما هي آلية التنفيذ، فالاحتراف الجيد بحاجة إلى ضبط وقوانين تكون متوازنة بين ابن النادي ومن هم خارجه، وبين الشباب والمخضرمين، مع التأكيد على دعم الشباب والخامات بقرارات رسمية ملزمة للأندية سيكون لها الأثر الكبير على كرتنا.
ومن الأمثلة التي يمكن أن نطلقها على مساوئ الاحتراف أندية: حرجلة والفتوة والكرامة، وهناك غيرهم، حيث اتجهت هذه الأندية للاحتراف بشكل عشوائي، فحرجلة ليست لديه قاعدة كروية، وجميع لاعبيه من خارج المحافظة، لذلك فالإنفاق على كرة القدم في النادي هدر للمال، ولو تم الإنفاق على بناء القواعد بشكل سليم لكان النادي بخير، والفتوة يختلف عنه باهتمامه باللاعب المحترف أكثر من اهتمامه بابن النادي، مع إهماله القواعد الكروية، أما الكرامة فمن المستغرب أنه يبحث عن المحترفين وهو مصدر للاعبين، وللأسف لم يقدم المحترفون ما يثلج صدر الكرماويين.
مرحلة الإياب ستنطلق غداً الخميس، ونأمل أن تكون هذه الملاحظات في صدر اهتمام أنديتنا علّها تزج في هذه المرحلة عدداً من شبانها لينالوا جرعة احتكاك وثقة مع روح معنوية عالية قبل أن يصبحوا عماد فرقهم في الموسم القادم أو الذي يليه.