الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بوتين: روسيا ستواصل القتال بلا هوادة ضدّ النازيين في أوكرانيا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزم بلاده مواصلة القتال بلا هوادة ضد مقاتلي التشكيلات القومية خلال العملية الخاصة لحماية دونباس.

وجاء في بيان صدر عن الكرملين اليوم أن الرئيس بوتين شدّد في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن القوات المسلحة الروسية تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على حياة المدنيين وتستخدم أسلحة عالية الدقة لتدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية فقط.

وقال: “إن العملية العسكرية الروسية تهدف إلى حماية الناس الذين يتعرّضون لاعتداءات نظام الحكم الأوكراني على مدى 8 أعوام، ومن أجل ذلك يجب نزع أسلحة نظام الحكم وتخليص أوكرانيا من النازية وإحالة جميع المجرمين المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان منطقة دونباس”، مؤكداً أن روسيا لا تريد احتلال أوكرانيا.

وأشار بوتين إلى أن ماكرون لم يتحدّث في تصريحاته خلال 7 سنوات عن انتهاك السلطات الأوكرانية لاتفاقيات مينسك.

ودعا بوتين نظيره الفرنسي إلى الانضمام لجهود ضمان الإجلاء الآمن للمواطنين الأجانب من أراضي أوكرانيا، حيث تعهّد ماكرون بالعمل مع كييف بشأن الطلاب الهنود المحتجزين كرهائن في مدينة خاركوف.

وكان قصر الإليزيه قال في بيان: إن ماكرون أجرى اتصالاً هاتفياً مع بوتين استمر 90 دقيقة هو الثالث بين الرئيسين منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وفي الأثناء، حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو من خطر وقوع صدام مباشر بين القوات الروسية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيراً إلى أن بلاده سبق أن حذرت الغرب من عواقب مسألة انضمام أوكرانيا إلى هذا الحلف.

وقال غروشكو في تصريحات صحفية اليوم: “روسيا حذرت الغرب مراراً من أن وعد ناتو بقبول أوكرانيا في عضويته يمثل قنبلة موقوتة كانت ستنفجر عاجلاً أم آجلاً”، مشيراً إلى أن تفاقم الوضع الحالي حول أوكرانيا تقع مسؤوليته الكاملة على عاتق الدول التي تجاهلت المصالح الحيوية لروسيا.

واعتبر أن كل ما فعله ناتو بعد الحرب الباردة انتهى بكارثة وأن كل توسّع جديد له أدّى إلى تدهور أمن الحلف نفسه، وأضاف: “ناتو اعتبر نفسه منتصراً في الحرب الباردة وتوهّم أنه يستطيع إقامة نظام عالمي خاص به”.

وشدّد غروشكو على أنه لا بد أن تدرك أوروبا عاجلاً أم آجلا أن الهيكل الأمني الذي يتمحور حول ناتو هو طريق يؤدّي إلى مأزق، وأنه لا يمكن التفكير في بنية أمنية أوروبية جديدة إلا بعد حل قضية تقديم ضمانات أمنية لروسيا التي ستواصل الإصرار على الضمانات (المادية والقانونية) لعدم توسّع ناتو شرقاً، وأنه يتعيّن على الغرب أن يعي بأن روسيا لديها مصالح أمنية مشروعة، واصفاً التوجهات الجيوسياسية لأوروبا بأنها تشبه لعبة كبيرة وخطيرة للغاية.

وأكد غروشكو أن الولايات المتحدة لا تريد أن يتمتع الاتحاد الأوروبي باستقلالية من الناحية الجيوسياسية وأن تكون لديه فرصة لكي يكون لاعباً مستقلاً في الساحة العالمية، موضحاً أن الأمريكيين يريدون إخضاع إمكانات الاتحاد الأوروبي بالكامل لـ”ناتو”.

ولفت غروشكو إلى أن موسكو “تنظر بهدوء إلى طموحات الاتحاد الأوروبي لامتلاك قدرات عسكرية خاصة به، لكن الولايات المتحدة لا تريد السماح بذلك معتبراً مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي أمراً يصعب تصوّره”.

وفي سياق متصل، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي  فياتشيسلاف فولودين أنه لولا العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا لكان حلف ناتو قد بدأ الحرب في ذلك البلد بأيدي العصابات في اليوم التالي.

ونقلت وكالة تاس عن فولودين قوله لقناة روسيا 24 اليوم: لو لم تبدأ روسيا عمليتها العسكرية الخاصة لكان حلف شمال الأطلسي “ناتو” تدخّل باستخدام العصابات وهم النازيون الجدد في أوكرانيا في اليوم التالي.. ونحن تصرّفنا في الوقت المناسب وأنقذنا بذلك أرواح مئات الآلاف.

وشدّد فولودين على وجوب استغلال كل جهد الآن لإرساء السلام في أوكرانيا وجعلها بلداً مستقلاً وديمقراطياً وغير تابع لأيّ تكتل.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن زعم بأن الغرب اختار فرض عقوبات على روسيا لأنه البديل الوحيد للدخول في حرب عالمية ثالثة، وقد تم اختيار أوكرانيا هذه المرة كرأس حربة في الصراع ضد روسيا.

من جانبه، أكد غينادي غاتيلوف ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف اليوم، أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة غضّا الطرف عن مأساة سكان دونباس لمدة ثماني سنوات.

ونقلت وكالة تاس عن غاتيلوف قوله في بيان: إن “المجلس الرئاسي لتنمية المجتمع المدني وحقوق الإنسان في روسيا كان يناقش بانتظام وعلى مدى ثماني سنوات الوضع في أوكرانيا، حيث تم إعداد 45 تقريراً بناءً على مواد قدّمتها بعثة المراقبة وتم تسجيل معاناة سكان دونباس والتعذيب والاعتقالات التعسفية وانتهاك حقوق الأقليات القومية، وقد كان من الممكن إنقاذ حياة سكان دونيتسك ولوغانسك الذين قتلوا على أيدي القوات المسلحة الأوكرانية والقوميين فيها ومنع التصعيد الحالي”.

وأضاف غاتيلوف: “ولتحقيق هذه الغاية كان على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تقييم هذه المعلومات بشكل مناسب والتأثير في سلطات كييف لتشجيعها على اتخاذ خطوات لتحسين الوضع في بلادهم وحل النزاع في دونباس، ولكنهما وبدلاً من ذلك قاموا بغض النظر طوال ثماني سنوات عن مأساة هذه المنطقة وأوكرانيا كلها”.

وفي السياق، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ردّ الفعل الغربي على إجراءات روسيا بما في ذلك ما قام به في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه هيستيري، مشيرة إلى أنه لا يخفي حقيقة تورّطه بما يحدث في أوكرانيا.

وقالت زاخاروفا: إن روسيا حاولت منع التطور الحالي للأحداث حول أوكرانيا، لكن الغرب فضل عدم ملاحظة ذلك وينسى الآن مسؤولياته ولكنه لا يستطيع التظاهر بأنه ليس متورّطاً فيما يحدث.

وأضافت زاخاروفا: إن المسؤولين الغربيين يمارسون التخويف من كل شيء وسيدلون بالمزيد والمزيد من التصريحات السخيفة، مشيرة إلى أن روسيا لجأت إلى العمليات العسكرية بشكل قسري بعد استخدام جميع إمكانيات المفاوضات والتسويات والتوضيحات والتفسيرات.

ولفتت زاخاروفا إلى أن الولايات المتحدة تتخذ موقفاً منافقاً من عمل البعثات الدبلوماسية الروسية وطرد الدبلوماسيين، مبيّنة أن طرد الدبلوماسيين الروس من البعثة الأممية في نيويورك لن يمرّ دون ردّ.

وفي سياق آخر، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن روسيا تواجه حالياً إرهاباً إعلامياً غير مسبوق من الغرب يهدف إلى تضليل المجتمع الدولي.

وقالت زاخاروفا في حديث للصحفيين اليوم: إن الولايات المتحدة تقول إنها تريد نشر الديمقراطية والسلام لكنها تعمل عكس ذلك، موضحة أن الردود المكتوبة التي تلقتها موسكو من الغرب لم تترك مجالاً للشك في رفض حلف ناتو مناقشة الضمانات الأمنية لروسيا.

وفيما يخص الوضع في أوكرانيا قالت زاخاروفا: إن تصرّفات السلطات في كييف الآن لا تدع مجالاً للشك في أن قطاع الطرق هم من يتولّون زمام الأمور في البلاد.

وبيّنت زاخاروفا أن القوات الأوكرانية والنازيين الجدد يستخدمون السكان كدروع بشرية وينشرون الأسلحة في المناطق السكنية في أوكرانيا، والحقيقة سوف تظهر حتى لو حاولت وسائل الإعلام الغربية التغطية عليها، ولكن سيتمكّن الناس من فصل ما هو مزيف عن الحقيقة في النهاية.

وتابعت: إنهم لا يعيقون فقط إجلاء السكان المدنيين بل يتخذون جميع التدابير حتى يظل أكبر عدد ممكن من المدنيين فيما تسمّى النقاط الساخنة، ويفرضون حظر التجول ووضع الألغام في مخارج المدن، وهذا التكتيك دائماً ما يستخدمه الإرهابيون الذين اعتادوا أخذ رهائن من الناس العاديين.

وأشارت إلى أن موسكو تبذل كل ما في وسعها لمساعدة الدول الأخرى في ضمان المغادرة الآمنة لمواطنيها ودبلوماسييها من أوكرانيا، لافتة إلى أن موسكو تتلقى مناشدات من سفارات الدول الأخرى في أوكرانيا بشأن طلبات المساعدة في ضمان مغادرة مواطنيها والدبلوماسيين وموظفي المنظمات الدولية.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الرئيس  فلاديمير بوتين سيترأس اليوم اجتماعاً للأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي الروسي.

 

ونقلت وكالة تاس عن بيسكوف قوله للصحفيين: “من المخطط أن يجري اليوم اجتماع مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن.. لا نستبعد أن يلقي الرئيس خطاباً في بداية اللقاء سيتم بثه”.

وأضاف بيسكوف: “الرئيس بوتين قد يعلق في خطابه على وقوع ضحايا بين العسكريين الروس في أوكرانيا الأمر الذي أعلنته وزارة الدفاع الروسية أمس”.

ولفت بيسكوف إلى أنه من المخطط أن يجري بوتين أيضاً عدة اتصالات هاتفية دولية، مشيراً إلى أن رئيس البلاد يعمل حالياً بمقره في نوفو أوغاريوفو بضواحي موسكو.

من جهة ثانية، أعلنت وكالة الفضاء الروسية “روس كوسموس” اليوم عزمها وقف توريد محركات صواريخ إلى الولايات المتحدة رداً على العقوبات الأمريكية غير القانونية ضد روسيا.

ونقلت نوفوستي عن رئيس الوكالة ديمتري روغوزين قوله: إن روسيا لن تكتفي فقط بإيقاف توريد محركات الصواريخ RD180 إلى الولايات المتحدة بل ستتوقف كذلك عن صيانة المحركات المتبقية بمعنى أننا نتحدّث عن 24 محركاً آخر.

ومنذ منتصف التسعينيات تم تسليم 122 محركاً من طراز RD180 لصواريخ أطلس إلى الولايات المتحدة تم استخدام 98 منها.

كذلك أعلن روغوزين أن روسيا ستنهي التعاون في مجال التجارب مع ألمانيا في محطة الفضاء الدولية “آي اس اس” وذلك بسبب التصرفات غير المقبولة تماماً من الألمان وخصوصاً المركز الألماني للطيران ورواد الفضاء.

وأضاف: قمنا بإيقاف تشغيل أحد تلسكوبات مرصدنا الفضائي وهو “سبيكتر ار جي” الذي يقع على مسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض عند نقطة “لا غرانج 2”.. هذه مهمة دولية مدنية تماماً لاستكشاف السماء والنجوم وروسيا لديها جميع الموارد الأساسية لإجراء هذه التجارب وحدها.

وبيّن روغوزين أن برنامج وكالة الفضاء الروسية سيخضع لبعض التصحيحات وسيتم التركيز على تصنيع أقمار صناعية بما يتفق مع مصالح واهتمامات شركة روس كوسموس ووزارة الدفاع الروسية، مشدّداً على أن وكالة الفضاء سوف تتأكد من أن الأقمار الصناعية التي تنشئها سيكون لها “غرض مزدوج” بالنظر إلى الظروف التي تعيشها روسيا الآن.

وفي السياق نفسه طالبت وكالة روس كوسموس في بيان الحكومة البريطانية بالخروج من مساهمي الشركة البريطانية المشغلة للأقمار الاصطناعية “وان ويب” من أجل أن ينجح إطلاق الأقمار الصناعية البريطانية المخطط تنفيذه في الخامس من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن التخلي عن إطلاق الأقمار الصناعية لن يؤدّي إلى خسائر مالية لأن الجانب البريطاني قد دفع ثمن تصنيع الصواريخ ووحدات التسريع.

وأضافت الوكالة: فيما يتعلق بالأقمار الصناعية التي تم نقلها إلى مطار بايكونور الفضائي الروسي فإنها ستبقى هناك إلى أن يتم حل المشكلة، لافتة إلى أن شركة “وان ويب” لا تملك في الوقت الراهن صواريخ أخرى يمكن أن تطلق أقمارها الصناعية إلى مدار الأرض، أما الجانب الروسي فإنه جاهز لتنفيذ التزاماته كلها مع شرط تقديم الجانب البريطاني ضمانات قانونية.

يذكر أن روغوزين أعلن أن الشركة لن تطلق صاروخ سويوز مع الأقمار الصناعية التابعة لشركة “وان ويب” البريطانية إذا لم تتلقّ ضمانات استخدامها لأغراض مدنية فقط.