صحيفة البعثمحليات

المؤسسة العربية للإعلان.. ترقّب لشهر رمضان وتراجع أمام ضعف القوة الشرائية!

دمشق – نجوى عيدة

رغم كل المعوقات التي تعرّضت لها المؤسسة العربية للإعلان، لا تزال بعرف المعلنين البيئة الأكثر أماناً و”دفئاً” لإعلاناتهم.  وخلافاً للمتوقع، وفيما يتعلق بالصعوبات، يبدو أن المؤسسة لم تكن بعيدة عن تأثيرات التضخم وضعف القوة الشرائية التي كنا نعتقد أنها حكر على السوق والمستهلكين، ما أثر على عملها وحركة الإعلان فيها.

أسباب للتراجع 
مدير المؤسسة العربية للإعلان، المهندس أيمن الأخرس، تحدث لـ “البعث” عن أهم أسباب انخفاض الإنفاق الإعلاني، وفي مقدمتها التضخم الحاصل، وتدني مستوى المنافسة بالسوق، وضعف القوة الشرائية، إلى جانب تدني مستوى جاذبية الوسائل الإعلانية للجهات المعلنة التي كانت تلعب دوراً في التحفيز للقيام بالنشاط الإعلاني، بالإضافة لظروف أخرى أدت لابتعاد الجهات المعلنة عن الإعلان في الوسائل الإعلانية الوطنية.
وكما هو متوقع، فإن حجم الإنفاق على الإعلان يتركز في الوسائل الالكترونية والطرقية، ومرد ذلك – بحسب الأخرس – إلى التراجع العالمي الذي تشهده وسائل الإعلام والإعلان التقليدية، والأحداث التي يشهدها البلد، والتي وجّهت مجمل النشاط الإعلاني لهذه الوسائل.

ورغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالوسائل الإعلانية، لاسيما الطرقية، على يد العصابات الإرهابية المسلحة، إلا أن مدير المؤسسة أكد على أن غالبية الجهات المستثمرة لهذه اللوحات قامت بتسديد التزاماتها عبر التسهيلات المقدمة لها، وقامت “العربية للإعلان” بدورها بتأهيل معظم اللوحات الإعلانية واستثمارها، ونوّه المدير إلى الضرر الذي لحق بسوق الإعلان جراء التخريب، وتوقف النشاط الإعلاني للمنتجات الأجنبية في كافة الوسائل الإعلانية السورية، بالإضافة لخروج معظم المنشآت الاقتصادية عن النشاط الإعلاني، وتوقف المطبوعات.

خطوات للتطوير 
ورغم محاولة “البعث” الحصول على رقم يشير لأرباح المؤسسة، غير أن مديرها فضّل ألا يعطي رقما، بل فقط معلومات عامة من خلال تأكيده على أن سوق الإعلان لا زال يحقق نسب نمو، وإن كانت متدنية نوعاً ما، وذلك بعد توقف قصير بداية الأزمة، ومنذ عام 2014 وحتى تاريخه عملت المؤسسة على التوسع بأنشطتها الإعلانية، واعتماد مشاريع استثمارية جديدة بالتعاون مع الجهات الخاصة، وحققت إيرادات مالية أدت لزيادة أرباحها، غير أن مدير “العربية للإعلان” اعتبرها دون مستوى الأعوام التي سبقت الأزمة إذا ما أخذت بالحسبان نسب التضخم الحاصل، ومع ذلك لم يتوان الأخرس عن اعتبارها مؤسسة رابحة آخذاً بعين الاعتبار الزيادة الحاصلة بنسب النمو التي تحققها سنوياً عبر اعتماد الخطط لتوسيع استثماراتها، وتحقيق إيرادات كبيرة يأملها المدير، وبدا ذلك الأمل واضحاً من خلال كلامه عن عودة النشاط الإعلاني إلى سابق عهده، بالتوازي مع بدء المؤسسة تحصيل عائداتها المالية من الاستثمارات التي قامت بها في السنوات الأخيرة، والتي كان آخرها تطبيق ميديا الالكتروني الذي عوض عن المطبوعات الورقية للصحف، وقدم الخدمات الإعلانية التجارية والرسمية الكترونياً بشكل عصري ويلبي احتياجات المتطلبين، في وقت تقوم المؤسسة العربية للإعلان بتطوير عملها على عدة مسارات، وقيامها بإنجاز البنية التحتية اللازمة لصناعة الإعلان، وإنجاز منصة إعلانية الكترونية وخارطة رقمية للإعلان الطرقي، وتحسين بيئة العمل في المؤسسة، وتأهيل كوادرها لتلبية الاحتياجات القادمة، إضافة لتطوير العمل، وتحديث القانون لتلبية الاحتياجات المطلوبة لإنجاح النشاط الإعلاني.

تعويل
وعلى ما يبدو فإن شهر رمضان المبارك يعتبر بالنسبة لـ “العربية للإعلان” كغيرها من المؤسسات شهراً مفصلياً، إذ وصفه الأخرس بشهر التنوع الإعلاني الذي تشهد فيه صناعة الإعلان مزيداً من العروض الإعلانية للجهات المعلنة، مشيراً إلى أن الكثير من المنتجات يرتبط ظهورها الأول للجمهور بهذا الشهر، آملاً أن يكون العام الحالي أفضل من سابقه بشرط تحقيق جهود مشتركة بين العديد من الجهات.

كلية الإعلام تحتكر الإجابة
بالمقلب الآخر، وانطلاقاً من حرصنا على ضرورة إغناء المادة بآراء الأكاديميين، حاولنا التواصل مع مختصين في كلية الإعلام من المعنيين بتدريس التسويق الإعلاني والعلاقات العامة علّنا نصل لنقاط تساهم برفع سوية الإعلانات المحلية، وإضفاء عنصر الجاذبية والتشويق لمكوناته، لكننا لم نوفق، فقد “اعتذروا” عن إعطاء أي رأي ومعلومة، علماً أن نتاج الجامعة ملك المجتمع، وآراء المختصين تغني وتطور أي عمل مؤسساتي، وعلى ما يبدو في كلية الإعلام بدمشق “السؤال ممنوع والعتب مرفوع”.