الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بوتين: التشكيلات النازية في أوكرانيا تختبئ وراء المدنيين وتعيق إجلاءهم

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى القيام بمساهمة حقيقية في إنقاذ الناس وإجبار سلطات كييف على احترام القانون والحقوق الإنسانية.

ونقلت وكالة تاس عن الرئاسة الروسية قولها في بيان اليوم: إن “بوتين أبلغ ميشال خلال اتصال هاتفي أن التهديد الرئيسي في أوكرانيا يأتي من التشكيلات النازية التي تختبئ وراء السكان المدنيين”، مبيّناً “أن فصائل القوميين المتطرفين في أوكرانيا تعيق عمليات إجلاء السكان المدنيين وتستخدم العنف ضدهم”.

وأطلع الرئيس الروسي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي على موقف روسيا وسير العملية في أوكرانيا وتقييمه لسير المفاوضات مع الوفد الممثل لأوكرانيا.

وفي السياق، أعرب رئيس الوفد الروسي إلى المفاوضات مع الجانب الأوكراني فلاديمير ميدينسكي عن أسف روسيا لعدم تشغيل أي من الممرات الإنسانية التي تم الإعلان عن فتحها في أوكرانيا.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن ميدينسكي قوله بعد وصوله إلى القاعة المخصصة للمفاوضات مع الجانب الأوكراني: إن منع المتطرفين القوميين في أوكرانيا إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية يشكّل جريمة حرب ويؤكد أن عدداً من القادة الأوكرانيين ليسوا خاضعين لنظام كييف.

وأشار ميدينسكي إلى أن الوفد الروسي جاهز للمفاوضات وينتظر الوفد الأوكراني في القاعة المخصصة وهو سيحاول مرة أخرى اليوم مناقشة عمل الممرات الإنسانية مع الوفد الأوكراني.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق اليوم عن نظام تهدئة من الساعة العاشرة صباحاً وفتح ممرات إنسانية من مدن كييف وماريوبول وخاركوف وسومى، بينما من المقرر إجراء الجولة الثالثة  من المفاوضات الروسية الأوكرانية في بيلاروس في وقت لاحق اليوم.

وفي السياق، نقل موقع روسيا اليوم عن مصدر دبلوماسي قوله في تصريح خاص اليوم: إن السلطات في أوكرانيا تعيق خروج المدنيين من مناطق سيطرتها لاتهام روسيا بذلك.

وحسب المصدر فإن ما يشبه المافيات تعمل على الأرض حالياً حيث تطلب عمولة عالية لإخراج المدنيين وإبعادهم من مناطق النزاع، موضحاً أن العديد من الطلاب تمكنوا من الهرب دون مساعدة من أي جهة من مدينة سومي الأوكرانية وتم اجلاؤهم إلى مناطق آمنة، لافتاً إلى أن العديد من الدول لجأت إلى إجلاء مواطنيها في ظل تواصل العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية.

جاء ذلك بينما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن روسيا أبلغت السلطات الحاكمة في أوكرانيا بأنها ستنهي عمليتها العسكرية في أي لحظة إذا قبلت كييف بشروط موسكو.

وقال بيسكوف في تصريح صحفي اليوم: إن روسيا تطالب أوكرانيا بوقف أنشطتها العسكرية وتثبيت وضعها الحيادي دستورياً والاعتراف بأن شبه جزيرة القرم أراضٍ روسية، إضافة إلى الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

وشدّد بيسكوف أنه على السلطات الأوكرانية إضفاء تعديلات على الدستور تتخلى بموجبها البلاد عن أي تطلع إلى عضوية أي تكتل.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أمس أن تعليق العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس ممكن فقط إذا أوقفت كييف الأعمال العدائية واستجابت للمطالب الروسية.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن خطط لإجراء لقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني ديمتري كوليبا بحضور وزير خارجية النظام التركي أواخر الأسبوع الجاري.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في تصريح اليوم: “بناء على اتفاق تم التوصل إليه خلال اتصال هاتفي بين رئيسي روسيا وتركيا وبمبادرة من الأخير من المخطط إجراء لقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني بمشاركة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو”.

وكان وزير خارجية النظام التركي أعلن في وقت سابق اليوم أنه سيلتقي نظيريه الروسي والأوكراني في اجتماع ثلاثي خلال منتدى دبلوماسي يُعقد بمدينة أنطاليا يوم الـ10 من آذار الجاري.

في سياق آخر، وصفت وزارة الخارجية الروسية الهجوم على مكتب تمثيل مؤسسة روس سترودنيتشيستفو في العاصمة الفرنسية باريس بأنه “عمل متطرف” مطالبة السلطات الفرنسية بضمان أمن المؤسسات الروسية.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة في قناتها على موقع تيلغرام: “نطالب السلطات الفرنسية بضمان الأمن المناسب لمؤسساتنا الرسمية”، مضيفة: إن البعثات الروسية في أراضي أوكرانيا حتى عام 2022 تعرّضت بانتظام للهجمات نفسها، ولاسيما القنصلية العامة للاتحاد الروسي في لفيف في كانون الأول 2021، لذلك لا ينبغي لأحد أن يتظاهر بأن مثل هذه الأعمال المتطرفة هي نوع من الغضب المبرر.

وأكدت زاخاروفا أن الهجوم الذي وقع الليلة الماضية لم يخلّف إصابات حيث ألقيت زجاجة من السائل القابل للاشتعال على المبنى الروسي.

وفي الأثناء، أكد الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أن واشنطن تستخدم النظام الأوكراني في ألعابها السياسية والعسكرية واصفاً هذا النظام بالنازي.

وخاطب قاديروف الشعب الأوكراني في قناته على موقع تلغرام قائلاً: “لا تسمحوا باستخدامكم كدروع”، مضيفاً: “تحدّثوا علناً ضد هذا النظام النازي في أوكرانيا”.

وأضاف الرئيس الشيشاني: إن الروس مثل الأوكرانيين لا يريدون أحداً أن يهز السلام في بلادنا وفي علاقاتنا.

من جهة ثانية، وافقت الحكومة الروسية على تصنيف الدول والأقاليم الأجنبية التي ترتكب أعمالاً غير ودّية ضد روسيا وشركاتها ومواطنيها، وذلك في إجراء يهدف إلى تمكين الشركات والأفراد الروس من تسديد مستحقات تلك الدول الأطراف بالروبل.

وذكرت الخدمة الصحفية لمجلس الوزراء أن القائمة تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بما في ذلك جيرسي وأنغيلا وجزر فيرجن البريطانية وجبل طارق، إضافة إلى أوكرانيا والجبل الأسود وسويسرا وألبانيا وأندورا وأيسلندا وليخنشتاين وموناكو والنرويج وسان مارينو ومقدونيا الشمالية واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وميكرونيزيا ونيوزيلندا وسنغافورة.

وفرضت الدول والأقاليم المذكورة سابقاً العقوبات ضد روسيا أو انضمت إليها بعد بدء القوات المسلحة الروسية عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لحماية سكان دونباس.

وتمّت الموافقة على القائمة كجزء من المرسوم الصادر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الـ5 من آذار الماضي بشأن الإجراء المؤقت للوفاء بالالتزامات تجاه بعض الدائنين الأجانب.

ووفقاً لهذا المرسوم سيتمكّن المواطنون والشركات الروسية والدولة نفسها ومناطقها وبلدياتها التي لديها التزامات بالعملة الأجنبية تجاه الدائنين الأجانب من قائمة الدول غير الصديقة من دفعها بالروبل، ومن أجل القيام بذلك يمكن للمدين أن يطلب من بنك روسي إنشاء حساب خاص بالروبل باسم دائن أجنبي وتحويل المدفوعات إليه بما يعادل الروبل بسعر البنك المركزي في يوم السداد.

وختم بيان الخدمة الصحفية بأن الإجراء المؤقت الجديد ينطبق على المدفوعات التي تتجاوز 10 ملايين روبل في الشهر أو مبلغاً مماثلاً بالعملة الأجنبية.

كذلك أصدر مجلس الوزراء تعليمات حول التعامل مع الشركات الأجنبية من الدول غير الصديقة.

وقال المجلس في بيان: يجب على أي شركة مسجّلة في روسيا أو شركة أجنبية من قائمة الدول غير الصديقة التقدم للحصول على إذن بالتعامل، ويجب أن يحتوي على معلومات شاملة عن مقدم الطلب بما في ذلك مستند عن المالكين المستفيدين للشركة.

وأضاف المجلس: استناداً إلى تحليل الوثائق الواردة وطبيعة الاتفاق المستقبلي سيتم اتخاذ قرار بالموافقة أو الرفض لتنفيذه، وفي الوقت نفسه يجوز إصدار إذن بإجراء معاملة مع بيان شروط تنفيذها.

وغير بعيد عن هذا الموضوع، أكد مدير الإدارة الأوروبية الثالثة بوزارة الخارجية الروسية أوليغ تيابكين أن الأحداث الجارية في أوكرانيا ستؤدّي إلى نوعية جديدة من العلاقات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من جهة أخرى.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن تيابكين قوله في مقابلة اليوم: “ننطلق من أنه وفقاً لنتائج الأحداث الجارية سيظهر لدى بلدنا نوعية جديدة من العلاقات مع كل من الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي كله، وكذلك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.

وفي أوّل صرخة من الدول الأوروبية المتضرّرة من العقوبات المفروضة على موسكو، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أن واردات الطاقة الروسية أساسية لحياة الأوروبيين اليومية، مشيراً إلى التداعيات السلبية للعقوبات الغربية ضد روسيا على القارة الأوروبية.

ولفت شولتس وفق بيان لمجلس الوزراء الألماني إلى أن أوروبا استثنت قطاع الطاقة من العقوبات المفروضة على روسيا لأنه لا يمكن ضمان الإمدادات إلى القارة من دونها في هذه المرحلة.

بدوره أشار المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت إلى أن ثلث النفط المستخدم في بلاده يأتي من روسيا ومن المستحيل استبداله بين عشية وضحاها.

وفي وقت سابق أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن رفضها فرض حظر على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا في إطار عقوبات جديدة.

وارتفعت أسعار عقود الغاز الآجلة في أوروبا ارتفاعاً تاريخياً حيث تجاوزت 3900 دولار لكل 1000 متر مكعب.

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتمد على الغاز الروسي بنسبة 40 في المئة وبعض الدول الأوروبية بنسبة 90 بالمئة.