أخبارصحيفة البعث

روسيا تفرض عقوبات على الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعضاء إدارته

أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء عن إدراج رئيس الولايات المتحدة جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على قائمة العقوبات.

وأوضحت الوزارة في بيان مساء اليوم الثلاثاء أن فرض العقوبات الشخصية الروسية ضد قادة أمريكيين وأشخاص متصلين بهم جاء “ردّاً على سلسلة عقوبات غير مسبوقة”، بما فيها تلك التي تحظر دخول كبار مسؤولي روسيا الاتحادية إلى أراضي الولايات المتحدة.

وأضاف البيان: إن قائمة الأشخاص المحظور عليهم دخول روسيا تضم بدءاً من اليوم 15 آذار:

جوزيف بايدن – رئيس الولايات المتحدة

أنتوني بلينكن – وزير خارجية الولايات المتحدة

لويد أوستن – وزير الدفاع الأمريكي

مارك ميلي – رئيس هيئة الأركان المشتركة

جاكوب سوليفان – مساعد رئيس الولايات المتحدة للأمن القومي

ويليام بيرنز – مدير وكالة المخابرات المركزية

جينيفر بساكي – السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض

داليب ساين – نائب مساعد رئيس الولايات المتحدة للأمن القومي

سامانثا باور – مدير وكالة التنمية الدولية

هانتر بايدن وهو نجل رئيس الولايات المتحدة

هيلاري كلينتون – المرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة

ريتا جو لويس – رئيسة مجلس إدارة بنك التصدير والاستيراد

وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة التي تم اتخاذها في إطار الرد بالمثل جاءت “نتيجة محتمة للنهج المتصف بالروسوفوبيا المتطرفة الذي تبنّته الإدارة الأمريكية الحالية، التي تجاهلت كل اللباقة في سعيها اليائس للحفاظ على الهيمنة الأمريكية وراهنت على ردع روسيا المباشر”.

وذكر البيان مع ذلك أن موسكو لا تتخلى عن الحفاظ على اتصالات رسمية مع واشنطن في حال يخدم ذلك مصالحها الوطنية، مؤكداً استعدادها لتسوية أمور الأشخاص المدرجين في “القائمة السوداء” من أجل تنظيم اتصالات رفيعة المستوى.

وأكدت الوزارة أن قرارات جديدة ستأتي قريباً حول توسيع القائمة السوداء الروسية عبر إدراج مسؤولين كبار وعسكريين ومشرّعين ورجال أعمال وخبراء وإعلاميين أمريكيين معادين لروسيا أو متورّطين في أنشطة تؤجج كراهية روسيا وتدعم فرض تقييدات ضدها.

وختم البيان بالإشارة إلى أن هذه الخطوات ستتخذ “في ترابط عضوي مع القرارات المهمة المتخذة من حكومة روسيا الاتحادية في المجال المالي والمصرفي والمجالات الأخرى لحماية اقتصاد روسيا وضمان تنميته المستدامة”.

كذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو فرضت عقوبات على رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ووزيري الدفاع والخارجية الكنديين.

وجاء في بيان الوزارة، أن “موسكو فرضت عقوبات اقتصادية على رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو واثنين من وزرائه هما وزيرا الخارجية والدفاع”. وأضاف: “ضمّت روسيا أكثر من 300 برلماني كندي إلى (القائمة السوداء)”.

في سياق متصل، أعرب المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عن رفضه تصريحات ممثلة البيت الأبيض، جين بساكي، بشأن نجاح العقوبات الأمريكية في “سحق الاقتصاد الروسي تماماً”.

لكن بيسكوف، مع ذلك، اعترف بأن “الاقتصاد الروسي يواجه صعوبات”، إلا أنه اعتبرها ميزة ربما لا تظهر على السطح، متذكراً مثلاً روسيّاً بمعنى “رب ضارة نافعة”. واعتبر المتحدث الرسمي باسم الكرملين أن تلك “فرصة للتطوّر والتجديد وتحقيق قدر أكبر من الاستقلال وإنشاء صناعات جديدة وغيرها”.

وفي شأن آخر صرّح بيسكوف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش لا تربطهما اتصالات منتظمة في الوقت الحالي.

وقال المتحدث باسم الكرملين ردّاً على سؤال حول ما إذا كان بوتين يتواصل مع يانوكوفيتش: “في الوقت الحالي، لا يمكن القول بوجود أي اتصالات منتظمة”.

وبخصوص العلاقات مع أوروبا، أعلن نائب رئيس مجلس الدوما الروسي بيوتر تولستوي، أن روسيا سلمت مجلس أوروبا رسالة من وزير الخارجية سيرغي لافروف تتضمن إشعاراً بالانسحاب من المنظمة.

وأوضح تولستوي أن روسيا خرجت من مجلس أوروبا بإرادتها الخاصة، وهذا قرار ثقيل ومدروس، مشيراً إلى أن جميع المسؤوليات عن كسر الحوار مع مجلس أوروبا تقع على دول ناتو.

وتابع: “تقع المسؤولية الكاملة عن قطع الحوار مع مجلس أوروبا على عاتق دول ناتو، التي ظلت طوال هذا الوقت تستخدم موضوع حقوق الإنسان لتحقيق مصالحها الجيوسياسية والهجوم على دولتنا”.

وقال بيتر تولستوي: “بسبب الضغوط السياسية والعقوبات غير المسبوقة على بلادنا، لا تخطط روسيا لدفع المساهمة السنوية لهذه المنظمة”.

 

واختتم بيوتر تولستوي حديثه قائلاً: “أؤكد أن روسيا ستترك مجلس أوروبا بمحض إرادتها، وهذا قرار متوازن “.

من جهة ثانية، وعلى صعيد الوضع في أوكرانيا، أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو ستقترح على مجلس الأمن الدولي نسختها الخاصة من القرار بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا.

وقال خلال كلمة للصحفيين: “روسيا قلقة بشأن كيفية تقييم الأمم المتحدة، بما في ذلك الأمين العام أنطونيو غوتيريش ونائبه دي كارلو، للوضع في أوكرانيا، متهمين روسيا بشن هجمات عشوائية، وسوف نقدّم مشروع القرار الخاص بنا، وهو قرار إنساني”.

وأضاف: “ستنتهي العملية في أوكرانيا عند اكتمال المهام المعينة، وهي تجريد أوكرانيا من السلاح ورفض الانضمام إلى الناتو، اللذين لا يزالان شرطين لوقف إطلاق النار”.

وتابع: “يجب على أوكرانيا أن تحدّد رفضها الانضمام إلى الناتو في دستورها”.

ونوّه إلى أن “الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أعلن قبل ساعات قليلة أنه يتفهّم أن بلاده لن تنضم إلى ناتو، مشيراً إلى خيبة أمله إزاء رد فعل ناتو، لكن هدف انضمام أوكرانيا إلى ناتو منصوص عليه في الدستور الأوكراني، ويجب إزالته من هناك أولاً”.

وأعلن خوان رامون دي لا فوينتي راميريز مندوب المكسيك لدى الأمم المتحدة، أمس الاثنين، عن رفع مشروع قرار أعدّته بلاده وفرنسا حول الوضع الإنساني في أوكرانيا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال: “هناك حاجة لاتخاذ إجراءات سريعة. وقد أعربت العديد من الدول عن اهتمامها بالمشاركة في هذه الجهود والتفاعل”.

وأضاف: “قررنا تقديم مبادرتنا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

إلى ذلك، أعلن سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيقولاي باتروشيف، عن معلومات تؤكد ضلوع أوكرانيا في تنفيذ برامج بيولوجية عسكرية بمشاركة مستشارين أجانب وتمويل أمريكي.

جاء ذلك في حديث لسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، خلال اجتماع بمدينة غروزني في جمهورية الشيشان التابعة لروسيا، حيث أكد باتروشيف أن عدداً كبيراً من المستشارين الأجانب، ممن استقروا على أراضي أوكرانيا، “يثيرون باستمرار تهديدات جديدة للأمن القومي الروسي”.

وتابع باتروشيف: إن “التمدّد النشط لحلف ناتو، وتطوير البنى التحتية العسكرية بالقرب من حدود روسيا، وتدمير نظام الحدّ من التسلح، ثم تطوير أراضي أوكرانيا كمسرح محتمل لعمليات عسكرية، هذا كله ما أدّى في النهاية إلى الأزمة الأمنية في أوروبا”.

وأضاف سكرتير الأمن القومي الروسي: إن المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية المتعلقة بتنفيذ مبادئ الأمن المتكافئ، وغير القابل للتجزئة، وتوفير ضمانات أمنية ثابتة قانوناً لجميع الأطراف تم تجاهلها.

وقال: “بعد انقلاب عام 2014 في كييف، اتخذت النزعة القومية المتطرفة التي زرعها أولئك الذين استولوا على السلطة هيئة كراهية الروس والعدوانية والنازية الجديدة. ووقعت أوكرانيا واقعياً تحت سيطرة خارجية للولايات المتحدة الأمريكية، بغرض قلب الدولة الأوكرانية إلى دولة معادية لروسيا”.

دولياً، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن نظيره الأوكراني ديمتري كوليبا طلب منه في اتصال هاتفي نقل رسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تتعلق بالأزمة في أوكرانيا.

جاء ذلك في تصريح أدلى به عبداللهيان خلال مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثاته مع لافروف في موسكو اليوم الثلاثاء.

وقال عبداللهيان: “المفاوضات التي جرت بين زميلي السيد لافروف ووزير خارجية أوكرانيا، بدأت في أنطاليا وتواصلت عبر تقنية الفيديو. نحن نؤيد ذلك”.

وتابع: “مساء أمس أجريت محادثة مستفيضة مع وزير خارجية أوكرانيا. وطلب مني أن أنقل للسيد لافروف رسالة مفادها أن أوكرانيا تؤيد التركيز على تسوية سياسية” للأزمة الحالية.

وكانت أوكرانيا أحد المواضيع التي تناولتها المحادثات الروسية الإيرانية اليوم. وأعرب لافروف عن تقدير روسيا لموقف إيران الموضوعي بشأن أحداث أوكرانيا.