أخبارصحيفة البعث

الدفاع الروسية: إخراج 128 منشأة عسكرية أوكرانية من الخدمة وتدمير 7 مستودعات ذخيرة

في اليوم الحادي والعشرين للعملية العسكرية الروسية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أخرجت 128 منشأة عسكرية من الخدمة في أوكرانيا، ودمّرت 7 مستودعات للأسلحة، بينما لا تزال الجهود الدبلوماسية تراوح مكانها بفعل وعود الدول الغربية للنظام في كييف، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بإمداده بمزيد من الأسلحة الفتاكة التي تحاول من خلالها إطالة أمد النزاع وتحويل المعركة إلى حرب استنزاف للجيش الروسي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية: إن الأهداف التي تمت إصابتها، تشمل أيضاً منظمومة Buk-M1 للدفاع الجوي وأخرى من طراز Osa، إضافة إلى 4 محطات رادار و4 مراكز قيادة و68 موقعاً لتمركز المعدات العسكرية.

وأضاف كوناشينكوف: إن القوات الروسية أسقطت خلال اليوم الماضي طائرتين أوكرانيتين من طراز “سو-25” في مقاطعة تشيرنيهيف وأخرى من طراز “ميغ-29” في منطقة نوفايا بيكوفكا، بالإضافة إلى 4 طائرات مسيرة.

وبذلك بلغ إجمالي المعدات العسكرية الأوكرانية التي تم تدميرها منذ بداية العملية 111 طائرة، و68 مروحية، و160 طائرة مسيرة، و159 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و1353 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و129 راجمة صواريخ و493 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و1096 مركبة عسكرية خاصة.

وذكر المتحدث أن قوات جمهورية لوغانسك الشعبية في إطار عملياتها الهجومية المتواصلة، تخوض معارك داخل مدينة سيفيرودونتسك في أحيائها الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية.

بدورها، طوّرت وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية هجومها أيضاً وسيطرت على بلدات ميخيلوفكا وستافكا وبوتمانكا وفاسيلييفكا، بينما لا يزال القتال حول بلدة فيرخنيتوريتسكويه جارياً.

وفي خبر آخر، أفادت وكالة “تاس” بأن القوات الخاصة الروسية صفّت ضابطين كبيرين في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في ضواحي كييف، توسّط أحدهما قائمة المطلوبين لروسيا.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله: إن “القوات الخاصة الروسية صفّت اثنين من كبار الضباط بمديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية قرب كييف”.

وأوضح المصدر أن “الضابطين هما العقيد أوليغ أحمدوف والنقيب أول ديمتري سايشوك”. وأضاف: إن “أحمدوف كان على قائمة المطلوبين لروسيا”.

وغير بعيد عن ذلك، سجّلت وزارة الدفاع الروسية لقطات من داخل مستودع الصواريخ والمدفعية في مقاطعة خيرسون التي استولى عليها الجنود الروس.

ويحتوي المستودع على أكثر من 10 آلاف صندوق من قنابل يدوية من طراز F-1 ومئات الصناديق مع طلقات لقاذفات القنابل المضادة للدبابات وآلاف الخراطيش. وسيتم نقل هذه الأسلحة إلى وحدات القوات الشعبية لجمهوريتي لوغانسك ودونتسك.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن العسكريين الروس سيقومون بتسليم الذخيرة والأسلحة النارية من مستودعات القوات الأوكرانية في منطقة خيرسون إلى الشرطة الشعبية لجمهويتي دونيتسك ولوغانسك.

وجاء في بيان صدر عن الوزارة أن القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية الخاصة في منطقة خيرسون بأوكرانيا سيطرت على مستودع كبير للصواريخ وأسلحة المدفعية، حيث غادر الجنود الأوكرانيون مواقعهم ومستودعاتهم على عجل عشية اقتراب الوحدات الروسية.

وأشارت الوزارة إلى أن الحديث يدور أيضاً عن دبابات وآليات عسكرية وأسلحة أخرى تسلم بكميات ملموسة إلى عسكريي دونيتسك ولوغانسك، مضيفة: “تركها القوميون الأوكرانيون في مواقعهم ومستودعاتهم خلال تراجعهم”.

وتابعت الوزارة: إن عسكريي جمهوريتي دونباس الشعبيتين يتلقون تدريبات خاصة بشأن استخدام المنظومات الصاروخية المضادة للدروع من طرازي “جافلن” الأمريكي وNLAW البريطاني-السويدي، مشدّدة على أن “كل الغنائم العسكرية الأوكرانية تستخدم لاحقاً لتحرير أراضي الجمهوريتين الشعبيتين والدفاع عنها”.

إلى ذلك، أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية عن وقوع عدد من الإصابات بين المدنيين بسبب استهداف القوات الأوكرانية مدينة ماكييفكا على أراضي الجمهورية بصاروخ “توتشكا أو”.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن ممثلي فرق الإغاثة في دونيتسك قولهم: إن المعلومات الأولية تشير إلى إصابة نحو 10 أشخاص.

بدورها قالت وزارة الصحة بجمهورية دونيتسك: إن من بين المصابين طفلين، ولم يُعلن عن تسجيل قتلى بعد.

وفي وقت سابق جاء في بيان عن دونيتسك أنه “حسب المعلومات الأولية فإن عدد المصابين 4 بينهم طفل، نتيجة استهداف ماكييفكا بصاروخ توتشكا أو التكتيكي”.

وفي سياق متصل، اتهمت القوات الشعبية في جمهورية دونيتسك الشعبية الجيش الأوكراني بإنشاء مقبرة جماعية زائفة في مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف بغية نسف صدقية القوات الروسية.

وذكرت القوات الشعبية في جمهورية دونيتسك، في بيان صدر عنها اليوم الأربعاء، أن مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أوكل إلى الجيش “مهمة تقويض صدقية تصرّفات القوات الروسية من خلال العرض على الرأي العام الغربي مشاهد مقابر جماعية لمدنيين يزعم أنهوا راحوا ضحية القصف المدفعي والغارات الجوية خلال العملية العسكرية الخاصة”.

وأضاف البيان: إن الجيش الأوكراني لهذا الصدد أجرى استعدادات هندسية في مقبرة ماريوبول القديمة خلال فترة ما بين السادس والـ11 من آذار، حيث تم حفر خندق يتجاوز عمقه مترين وطوله أكثر من 100 متر، ودفن فيه ما يصل إلى 1300 جثة لـ”عسكريين وقوميين أوكرانيين قتلوا خلال الأعمال القتالية”.

وجاء في البيان: “وزّع الجانب الأوكراني هذه المواد المفبركة على وسائل الإعلام الغربية، ولا نستبعد إمكانية تطبيق هذا السيناريو في مدن أوكرانية أخرى، حيث يحتجز مسلحو وحدات الدفاع الإقليمي والجماعات القومية السكان المحليين عنوة”.

وفي إنجازات الميدان، أعلن مقر الدفاع الإقليمي عن تحرير 95 قرية من القوات المسلحة لجمهورية دونيتسك الشعبية.

وكان عدد القرى المحررة حتى يوم أمس، قد بلغ 93 قرية، أضيفت إليها اليوم الأربعاء قريتا “ستيبني” و”ترامشوك”.

إنسانياً، أعلن المقر عن إجلاء 312 شخصاً من بينهم 88 طفلاً من مدينة ماريوبول وضواحيها إلى منطقة “نوفوآزوفسكي” بالجمهورية.

وأضاف المصدر في قناة “تليغرام” الخاصة به أن من تم إجلاؤهم موجودون حالياً في نقطة الإغاثة التي تم نشرها من قوات وزارة الطوارئ في جمهورية دونيتسك الشعبية. وقد تم إجلاء 1317 شخصاً في الفترة من 5 آذار حتى صباح اليوم.

من جهة ثانية، أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، أن أكثر من 20 ألف متطوع بمن فيهم من الولايات المتحدة مستعدون للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة في دونباس.

وقال بوشيلين لبرنامج “سولوفيوف لايف”: “نحن الآن نحقق تقدماً بدعم عسكري من روسيا. يوجد الآن أكثر من 20 ألف متطوع وهؤلاء هم أولئك الذين تم إدراج أسمائهم على قوائم مكتبنا المركزي، لكي يكون بإمكاننا اللجوء إليهم للحصول على الدعم عند الحاجة”.

وأضاف: إن قائمة الدول التي يقترح المتطوّعون منها دعمهم لدونباس، واسعة، مشيراً إلى أن عملية التحرير في دونباس ستنتهي في المستقبل القريب، الأمر الذي ستليه إعادة الإعمار.

وأضاف: إن مساحة أراضي جمهورية دونيتسك ليست صغيرة وفق معايير الدول الأوروبية، بالإضافة إلى أن الجمهورية لديها منفذ إلى البحر.

في سياق آخر، أفادت شبكة NBC الأمريكية بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إمكانية إمداد الحكومة الأوكرانية بطائرات مسيرة قتالية “انتحارية” عالية الدقة.

نقلت الشبكة التلفزيونية الأمريكية اليوم الأربعاء عن مسؤولين في الكونغرس مطلعين على الموضوع تأكيدهما أن الحديث يدور عن إمكانية تصدير صواريخ Switchblades الموجهة (أي عبارة عن طائرات مسيرة “انتحارية” من شأنها ضرب دبابات ومواقع مدفعية روسية في أوكرانيا بدقة عن بعد عشرات الكيلومترات) ضمن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية من المتوقع أن يناقشها بايدن اليوم. وأشارت الشبكة إلى أن قرارا بهذا الشأن لم يتخذ بعد.

وأوضحت الشبكة أن هناك نوعين من صواريخ Switchblade التي تنتجها شركة AeroVironment الأمريكية، وهما صاروخ Switchblade 300 المخصص لاستهداف كوادر بشرية بضربات مركزة وصاروخ Switchblade 600 المضاد للدروع.

ووفقاً لـNBC، يمثل صاروخ Switchblade “قنبلة ذكية” مزودة بكاميرات وأنظمة توجيه ومتفجرات.

وبإمكان صاروخ Switchblade 600، حسب مواصفاتها، التحليق لفترة تصل إلى 40 دقيقة ولمسافة تصل إلى 50 ميلاً، ويمكن تجهيزه للاستعمال وإطلاقه خلال دقائق معدودة.

ورفضت AeroVironment التعليق على هذا الخبر، غير أنها أعلنت في بيان نشرت على موقعها عن “وقوفها إلى جانب الشعب الأوكراني وحلف ناتو”، معربة عن دعمها لـ”حق الحلفاء والدول ذات السيادة في حماية وطنهم وأرواحهم عندما تصبح حقوقهم الأساسية في خطر”.

وأكدت Switchblade مصادر مطلعة لـNBC أن البنتاغون سبق أن استخدم هذا السلاح عدة مرات في أفغانستان ودول أخرى، لكنه لم يعلن عن ذلك رسمياً.

وحتى الآن تعدّ بريطانيا الدولة الوحيدة التي باعت إليها الولايات المتحدة هذه الصواريخ الدقيقة.

ولفتت الشبكة إلى أن تصدير Switchblade إلى أوكرانيا قد يؤدّي إلى استخدام هذا السلاح في الظروف القتالية على نطاق غير مسبوق.

ووفقاً لمصادر NBC، تطالب كييف إدارة بايدن بإمدادها بطائرات مسيرة قتالية وصواريخ مضادة للسفن ومعدات تشويش إلكترونية وأجهزة اتصال وصواريخ أرض-جو من شأنها استهداف طائرات على ارتفاعات عالية، بالإضافة إلى المزيد من صواريخ “ستينغر” و”جافلن”.

وأشارت الشبكة إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان بايدن سيوافق على تلبية مطالب كييف هذه، وخاصة أن مسؤولين في إدارته يتوخّون الحيطة إزاء خطوات من شأنها زيادة خطر اندلاع مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف ناتو.

وكانت روسيا قد حذرت من أن قوافل الأسلحة التي تصل إلى أوكرانيا من الخارج ستشكل هدفاً عسكرياً لقواتها.