تحقيقاتصحيفة البعث

الـ “بوب إيت” لعبة تنتشر في بعض المدارس.. والتربية تنتظر الشكوى!

يشكو الأهالي وحتى المعلمون في بعض المدارس من لعبة بدت تشغل بشكل ملفت التلاميذ وخاصة ممن هم في مرحلة “التعليم الأساسي”.. هي لعبة غريبة نوعاً ما عن مجتمعنا إلا أنها أثارت الضجة حول قيمتها وفائدتها التي لم تكشف بعد، ولكن ما يثير الاهتمام هو عدم إدراك خطورة هذه اللعبة وتأثيرها على أبنائنا، حيث لم يتخذ إلى الآن أي إجراء لمنع انتشارها وحماية الطلبة منها. واللعبة في الوصف عبارة عن قطعة بلاستيكية ملونة بألوان قوس قزح يقوم الطفل بطقطقة الدوائر الموجودة فيها فتعطي صوت فرقعة لا غير، هذه العملية تدوم في أيدي الأطفال كل الوقت دون ملل أو توقف وكأنها تفريغ ذهني تام فهي تأخذ من قدرتهم على التركيز والانتباه وحتى أنها تمنعهم عن ممارسة النشاط البدني في حصص الرياضة والبعض حذر من خطر الموت على الأطفال الصغار في الصف الأول إذا ما أقدموا على ابتلاع الحبات الصغيرة الموجودة باللعبة، في الوقت الذي يرى فيها آخرون مفيدة لتنشيط الذهن لكن بشرط أن تكون تحت مراقبة الأهل حتى لا يكون مفعولها سلبي.

لا يوجد شكوىّ!

والملاحظ بخصوص هذه اللعبة أن معظم العاملين في مديريات التربية ليس لديهم أي معلومات عن تواجدها في المدارس، وهنا يؤكد معاون وزير التربية عبد الحكيم الحماد لـ “البعث” أنه لم يتم تقديم أي شكوى من الأهالي أو من المدرسين والمدارس بهذا الشأن، مضيفاً: لا يمكننا كجهة رسمية اتخاذ أي إجراء إلا من خلال شكوى خطية حول المشكلة التي تواجه المعلمين أو الإداريين في المدارس، موضحاً أن هناك مساحة للكوادر التعليمية في المدارس لاستدراك أي مشكلة تلقائيا وحلها والتعامل معها، أو عن طريق تقديم شكوى للوزارة حينها نتخذ الإجراءات اللازمة بطريقة قانونية ورسمية ضمن متابعة الوزارة لجميع المدارس .

انتشار سريع

وفي البحث عن معلومات تتعلق بهذه اللعبة تبين أنها تسمى “بوب إيت ” وقد ظهرت خلال هذا العام وبكثرة في مدارس التعليم الأساسي حيث تباع في المكاتب بسعر يصل لحدود الـ 11 ألف ليرة حين انتشارها في البدايات، فيما أصبح سعرها الآن بحدود الـ 6000 ليرة ،وهي مصنوعة من مادة البلاستيك ملونة بألوان قوس قزح وفيها دوائر صفيرة يتم الضغط عليها فقط فتصدر أصوات !.

تقول المعلمة لينا ميا: إن عدداً لا بأس به من التلاميذ أصبحوا مدمنون على هذه اللعبة بشكل هستيري وغير منطقي وانتشرت بفعل التقليد والغيرة بين الأطفال، ويكاد لا يوجد طفل في المدرسة إلا ويقتنيها وهناك حالات بكاء شديدة تصيب الأطفال لإجبار الأهل على شراءها، مشيرة إلى أن هذه اللعبة أفقدت الأطفال رغبتهم باللعب أثناء الاستراحة، حيث يتناقلون اللعبة من يد إلى يد فيما بينهم، عدا عن أنها تحولت إلى نوع من التفاخر بين من يملكها ومن لا يملكها رغم سخفها وعدم قيمتها العلمية أو الفكرية، وتتابع ميا معظم الأهالي يقفون عاجزين أمام صيحات أبنائهم وبكائهم الغير مبرر وإلحاحهم لاقتناء هذه اللعبة “بوب إيت ” التي لم نعرف مصدرها إلى الآن ولماذا تباع في المكتبات تحديدا وليس في الأسواق العامة، وهذا يؤكد أن هناك من يريد نشرها بهذه الطريقة حسب قول المعلمة “ميا” .

الخوف من كورونا!

ويخشى المعلمون في المدارس أن تنشر هذه اللعبة الأوبئة والأمراض بين الأطفال وخاصة في ظل انتشار كورونا لأنها تعتمد على التلامس المتكرر بين الأطفال في ظل عدم وجود أي إجراء بخصوص هذه اللعبة وانتشارها وتأثيراتها الايجابية أو السلبية على الأطفال!.

الأخصائية الاجتماعية الدكتورة أمل دكاك أوضحت أن هذا النوع من الألعاب موجه للأطفال المصابين بمشكلة في الأعصاب لتمرين أصابع اليد والسيطرة على حركة الطفل الزائدة فقط لكنها لا تقدم شيئاً للأطفال السليمين بل على العكس تماما يمكن لها تأثيرات سلبية وضارة، وترى دكاك أنه من الضروري أن يتخذ الأشخاص المعنيين دورهم في ضبط هذه اللعبة بين الأطفال وتوجيه سلوكهم بالطريقة الصحيحة وتوعيتهم حول أضرارها وطريقة استخدامها وأضرار انتقالها فيما بينهم، مؤكدة هنا على دور المعلم أساسي لأنه هو الأكثر إدراكاً للتأثيرات التي تسببها هذه اللعبة، مع ضرورة الاستعانة بالمرشد الاجتماعي لاستخدام الطرق والأساليب المناسبة التي تساعد الأطفال على التخلي عن هذه اللعبة وعدم الاستمرار في تداولها، بالإضافة إلى عدم تجاهل نتجاهل دور الأسرة في السيطرة على انتشار هذه اللعبة وتوعية الأبناء بخصوصها على الأقل منعهم من شرائها.

مصدر مجهول

بغض النظر عن ما يقال حول هذه اللعبة ومصدرها وسلبياتها أو إيجابياتها لكن اللعبة ما زالت في متناول أيدي التلاميذ في بعض المدارس.

يقول محمد /صاحب مكتبة/ أن مبيعاته من اللعبة كبير وعدد الأطفال المشترين لها اللعبة يتزايد يومياً والأكثر من ذلك أن الأهل يقفون عاجزين أمام رغبة الأبناء في شرائها بالرغم من معرفتهم عدم فائدتها، عدا عن غلاء سعرها في ظل هذه الظروف الصعبة، ويتابع محمد ليس لدي أي فكرة عن مصدرها ولا يمكنني أن أعرفه، أنا أعتمد على موزعين من أشخاص غير معروفين بالنسبة لي، وليس من اختصاصي أن أمنع الأطفال من شرائها لأن مهمتي أنا وغيري هي البيع لنسترزق وليس نشر التوعية التي من المفروض أن تقوم بها جهات أخرى ذات العلاقة .

نعم معه حق صاحب المكتبة بتحميل الجهات التربوية في الوزارة والمدارس وحتى الأسر مسؤولية منع انتشار اللعبة المذكورة وغيرها من الظواهر السلبية في مدارسنا حفاظا على أبنائنا الذين هم أمل المستقبل، لذا حمايتهم وتوعيتهم واجب الكل حتى نحميهم من أي أثر سلبي يتهدد مستقبلهم ويؤثر على قيمهم وأخلاقهم، وكلنا أمل أن يتم التحري بشكل صحيح حول مدى انتشار اللعبة ومعرفة مصدرها ومن يروجها وما هي أضرارها وفوائدها واتخاذ الإجراءات اللازمة حتى لا تبقى الأمور غير مفهومة!.

ميادة حسن