دراساتصحيفة البعث

أمريكا اللاتينية ترفض مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية

تقرير: هيفاء علي

تتشارك أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي مع الصين في مشروعات تنمية بمليارات الدولارات، بينما ترفض المساعدات التي تقدّمها لها الولايات المتحدة، فقد انضمت 21 دولة من أصل 31 دولة في المنطقة، أصدقاء أو أعداء لواشنطن، إلى مبادرة “الحزام والطريق”، ما أثار استياء المشرّعين الأمريكيين. في هذا السياق، سعت النائبة ليزا ماكلين، وهي جمهورية تمثل ولاية ميشيغان، لشرح هذه الظاهرة خلال جلسة لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب مؤخراً حول “تحديات الأمن القومي والنشاط العسكري في أمريكا الشمالية والجنوبية”، حيث أشارت ماكلين إلى فشل قانون البناء الأمريكي الصادر عام 2018 والذي تمّ تقديمه في محاولة من قبل الكونغرس لمواجهة مبادرة “الحزام والطريق”. ووصفت ماكلين سيناريو رفض قانون البناء في استجوابها مع نائب وزير الدفاع لشؤون الدفاع عن الوطن ميليسا دالتون بالإشارة إلى أن الدول المتخلفة لا تهتمّ كثيراً باستخدام قانون البناء الأمريكي مقارنة بالصين. وطرحت عليه السؤال التالي: لماذا تعتقد أن هذه الدول كانت متردّدة للغاية في استخدام الولايات المتحدة للمساعدة في تمويل مبادراتها؟ وهل هذه هي المشكلة أم أننا نفتقد شيئاً ما؟.. وأضافت علينا أن نبعدهم عن الصين وعن خصومنا، وعلينا أن نقضي بعض الوقت في معرفة السبب. وهنا لفتت القيادة الجنوبية للولايات المتحدة، برئاسة الجنرال لورا ج. ريتشاردسون، إلى أن “أكبر كشف بالنسبة لها كان هو مدى تأثير الصين وروسيا بقوة في المناطق المجاورة  للولايات المتحدة”.

ووفقاً للأرقام المقدمة من القيادة الجنوبية الأمريكية، فقد استثمرت جمهورية الصين الشعبية 72 مليار دولار على مدى خمس سنوات (2017- 2021) في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأن أكثر ما يثير قلقها هو الـ6 مليارات والمشاريع على وجه التحديد بالقرب من قناة بنما، ومضيق ماجلان، ومحطة الطاقة النووية في الأرجنتين، والـ7.9 مليارات دولار المخصّصة للطريق السريع في جامايكا، و5.6 ​​مليارات لمصفاة الطاقة في كوبا، و5 مليارات للطريق السريع في بيرو، و4 مليارات لسد الطاقة في الأرجنتين، و4 مليارات لخط المترو في كولومبيا، و3.9 مليارات لسكة حديد الشحن في الأرجنتين. وهذه ليست مشاريع صغيرة يقومون بتنفيذها في هذه المنطقة، بل هذه المنطقة غنية بالموارد، وبالتالي ليست التنمية والبنية التحتية في الجنوب فقط هي ما حيّر المشرّعين الأمريكيين. كما تمّ الاستشهاد بمهمة الصين وقدراتها العسكرية والسيبرانية وعلاقتها الوثيقة مع مجموعة من دول أمريكا اللاتينية على أنها مصدر قلق لواشنطن، التي تعاني الآن من نفوذها المتضائل على القارة الأمريكية بأكملها.

وأشارت الجنرال ريتشاردسون إلى أن حلفاء الولايات المتحدة يزيدون من تعاونهم مع روسيا بالقول: “إن الزيارات الأخيرة التي قام بها رئيسا البرازيل والأرجنتين لروسيا ولقاءهما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تظهر توسّع العلاقات الروسية في المنطقة”. وعلى الجانب العسكري، قالت ريتشاردسون إن التعاون الدفاعي والاستخباراتي الروسي مع كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا يمثل مصدر قلق فوري للولايات المتحدة.