ثقافةصحيفة البعث

غائباً عن العرض الرمضاني.. بسّام كوسا يوقّع روايته “أكثر بكثير” في غاليري جورج كامل

دمشق – ملهم الصالح

يوقّع الفنان بسام كوسا روايته “أكثر بكثير”، الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، غداً الخميس، الـساعة الخامسة مساءً، وذلك في غاليري “جورج كامل” بدمشق، فهل يعوّضه إصداره رواية عن غيابه الدرامي للموسم الرمضاني الوشيك 2022؟

أسئلة كثيرة تراودك وأنت تطالع أو تمسك برواية الفنان بسام كوسا، فـــمن العنوان إلى الغلاف الأمامي، فالمقطع الذي تربع صدر الغلاف الخلفي، لماذا الرواية بالتحديد؟.. والآن!؟ ترى، ما الذي يريد كوسا قوله عبر السرد، وبعد انقطاع 25 عاماً (الزمن الفاصل بين إصداريه السرديين)؟ لا بدّ أن أمراً غايةً في الإلحاح، والحساسية، يودّ الرجل البوح به، والتعبير عنه، وهو ما يجعل سقف توقعاتنا عالياً.

يحمل غلاف الرواية الخلفي مقتطفاً يشي بملامح مشوّقة وجذابة للقارىء: “بمنشارِ النجَّارِ الشابّ وعدّته الكاملة، تمكّنت أمّي من إنجاب خمسة أولاد، وكانت على استعداد لأن تنجب أكثر، لولا أنَّ النجّار الشاب غادر الحارة كلّها، بعد أن قرّر الزواج من ابنة عمّه، بناءً على رغبة أهله. كان أبي يسير في الطرقات متبختراً مثل فحلٍ حقيقيّ، وهو يوزّع التحيّات والسلامات إلى كلّ من يصادفه في طريقه.

– أهلاً يا أبا مبروك.

لقد أسمياني مبروكاً. أذكر أنَّ أمّي كانت تغمرني بذراعيها البضَّتين، وتعصرني بقوة وحبّ كبيرين.. تتشمَّمني بنهم، كأنَّها كانت تستعيد رائحة النجّار الشابّ، وهي تهمس في أذني ضاحكة: أحبّك يا إبن الحرام!”.

فيما يعتبر الناشر، أيمن غزالي، مدير “نينوى” أنّ مصائر الناس التي ارتبطت بـ كوسا، قررت أن تعلن عن ذاتها في “أكثر بكثير”، لافتاً إلى أن بطل الرواية شخصية تعاند الظروف والحياة، وترى في الثقافة ملاذاً مثالياً، إلا أنّ الخيبة أكبر من كل شيء.

“نص لص”..

تعدّ “أكثر بكثير” العمل الأدبي الثاني لـ كوسا، بعد مجموعته القصصية “نص لص”، الصادرة عن دار الجندي (1998)، كما سبق ونشر مقالات نقدية، سياسية، اجتماعية، وفنية، في صحف ومجلات سورية وعربية.

حصدت “نص لص”، إصداره السابق، آراء وانطباعات مهمة، إذ يقول ناشرها: “بسام كوسا لا يختلف في الكتابة عنه في التمثيل، أسلوبه بسيط ومشوّق، يشدّ القارىء، ويعبّر عن إحساسه بالتفاصيل وقدرته على إبرازها بشكل مرهف لا يجيده إلا فنان محترف”.

وينوّه آخر: “قصص كوسا تتميز بخبث سردي ولعبة تعتمد كثيرا على تيار الوعي الذي تمكّن منه كوسا في مواضع عديدة، ونجح في تجنب مزالق كثيرة أثناءعملية الكتابة، ما يشير إلى قاص متمكن، ذي مرجعية جمالية مطلة على فن القصة، وتقنياتها الشديدة الصعوبة، والوعورة، والتعقيد”. ويضيف ثالث: ” أجواء قصص كوسا تحيل إلى السينما، والتركيز على وصف المشاعر، وهيئة الشخوص بدقة تفصيلية، تجعل المتلقي يحسب الكلام وكأنه شريط مصور معجون بالأخيلة”.

من أجواء “نص لص” نقطتف بعض عباراتها المميزة: : “أينما وجّهت وجهك قابلتك الصفعات/ الصفاقة هي أن تسكت عن الصفاقة/ هذا هو عصر التقلّص والحلزنة/ الفكر النقي يعذب صاحبه/ آه كم يسمو بنا الحبّ، ويجعل منا أناساً حقيقيين! وآه كم يقسو علينا الحب، ويجعل منا أناساً فاقدي الرشد شرسين/ باسم الحب والصداقة والاهتمام بمصالحك؛ عليك أن تقوم بفعل واحد، هو أن لا تفعل أي شيء”.

يدافع كوسا عن خصوصية العمل الأدبي، موضحاً أنّ “الكاتب يكتب في الأساس لنفسه، ويقرأ أيضا لنفسه، فالقاص الروسي تشيخوف كتب لنفسه بمعزل عن التحولات السياسية والطبقية من حوله، وهو ما جعل منه رائدا عملاقاً في فن القصة على مستوى العالم”.

 بطاقة..

بسام كوسا، فنان سوري، مواليد مدينة حلب 1954، نحَّات، ممثل، ومخرج مسرحي، خريج قسم النحت/ كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق، يشكّل المسرح الجامعي انطلاقته الأساس، الذي جمعه بالراحل فواز الساجر، حيث تجربته المسرحية الأولى «رسول من قرية تميرة»، أشرف على تخريج دفعتين من طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، دفعة 2013 بعرض «الكوميديا السوداء»، ودفعة 2016 بعرض «تكرار». كرّم في محافل ومهرجانات عربية وعالمية، له مشاركات مسرحية عدّة بين التمثيل والإخراج، في رصيده أكثر من 10 أفلام سينمائية، و100 مسلسل تلفزيوني، وتمتد مسيرته الفنية على مساحة نصف قرن.