أخبارصحيفة البعث

“الدفاع الروسية”: تدمير مستودعات وقود كبيرة في غرب أوكرانيا بصواريخ عالية الدقة

البعث – وكالات:

لليوم الخامس والثلاثين تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بوتيرة واحدة، وذلك بغية تحقيق الأهداف الأساسية لها في نزع السلاح الأوكراني وتأمين وضع محايد لأوكرانيا بعد تحييد المتطرفين النازيين عن الحكم في البلاد.

 ورغم قرار الدفاع الروسية خفض النشاط العسكري بشمال أوكرانيا دعماً للمسار الدبلوماسي بين البلدين، واصل الجيش الروسي ضرب المرافق العسكرية الأوكرانية في مناطق أخرى، ولاسيما في دونباس.

فقد أعلنت الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن قواتها دمّرت مستودعات وقود كبيرة في مقاطعة خميلنيتسكي بغرب أوكرانيا، كانت تستخدم لتوفير الوقود للمركبات المدرعة للقوات الأوكرانية في دونباس.

وأوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية: إن مستودعات الوقود الواقعة في منطقتي ستاروكونستانتينوف وخميلنيتسكي، استهدفت بصواريخ عالية الدقة تم إطلاقها من الجو.

وأضاف المتحدث: إن منظومة الصواريخ العملياتية والتكتيكية “إسكندر” دمّرت مستودعين كبيرين لأسلحة الصواريخ والمدفعية الأوكرانية في قرية كامينكا بمنطقة دونيتسك.

وفي السياق، نشرت وزارة الدفاع الروسية اليوم مقطع فيديو يظهر قيام منظومة دفاع روسية مضادة للطيران من طراز بانتسير بتدمير طائرة مسيرة أوكرانية من طراز “اير بورن 22 يو جي” المتطوّر.

وقالت الوزارة: إن المسيرة الأوكرانية كانت تحمل تحت جناحها قذيفة جوية وطلقات من عيار 83 ملم وتحاول مهاجمة هدف روسي، لكن تم إسقاطها من منظومة الدفاع الروسية بصاروخ واحد.

وأشارت الوزارة إلى أن منظومة “بانتسير” الروسية أسقطت منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا أكثر من 300 مسيرة وعشرات الطائرات الحربية.

من جهتها، قالت قيادة القوات الشعبية بجمهورية دونيتسك: إن 16 عنصراً من العسكريين الأوكرانيين انتقلوا خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى جانب القوات الشعبية.

وذكرت القيادة، في بيانها، أن قواتها تمكّنت من تصفية وقتل حوالي 50 عنصراً من القوميين المتطرفين الأوكرانيين خلال مواجهات أمس.

وأضاف البيان: “تمكّنت قواتنا على مدار اليوم الماضي، من قتل ثمانية وأربعين عنصراً من القوميين المتطرّفين، وتدمير 11 موقعاً لإطلاق النار، بما في ذلك موقعان لبطارية مدفعية متنقلة ذاتياً من عيار 122 مم “غفوزديكا”، ودبابة واحدة وكذلك عربة مدرعة واحدة”.

وتم الاستيلاء على مدفع من طراز “غفوزديكا”، وناقلة جنود قتالية واحدة، وعربة مدرعة واحدة.

في موازاة ذلك تستمر القوات الأوكرانية باستهداف المنشآت المدنية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، حيث قال عمدة دونيتسك أليكسي كوليمزين: إن القوات الأوكرانية قصفت المدينة الليلة الماضية بنيران المدفعية والدبابات ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4.

 وخلال هذا القصف الليلي للمدينة، تم تسجيل إصابة مبنى سكني بشكل مباشر بقذيفة أوكرانية، ما تسبّب بتدميره جزئياً.

وأضاف العمدة: “نتيجة القصف الليلي، تم تسجيل إصابة مباشرة بقذيفة أوكرانية في الطابق التاسع من مبنى سكني في شارع بينتر في حي تيكلسيشكي. وأسفر ذلك عن دمار جزئي للطابق الثامن من المدخل الأول في البناية”.

وأشار العمدة، إلى أن النيران اندلعت في الطابق المذكور، و”يتم حالياً التحقق هل تسبّب القصف بوقوع قتلى وجرحى”.

إلى ذلك، قالت قيادة القوات الشعبية لجمهورية دونيتسك: إن أحد المدنيين لقي مصرعه وأصيب 4 آخرون بجروح بعد انهيار سقف مبنى سكني في دونيتسك نتيجة قصف أوكراني للمدينة.

وذكرت وزارة حالات الطوارئ في الجمهورية، أنه تم إجلاء 29 شخصاً من المبنى الواقع في شارع بينتيرا، بمن في ذلك طفلان وتم نقل أحدهما وعمره سنة ونصف السنة إلى المستشفى.

ووفقاً لبيان القيادة، أطلقت مدفعية التشكيلات المسلحة الأوكرانية عشر قذائف من عيار 122 ملم على منطقة كيروفسكي في دونيتسك في وقت مبكر من صباح اليوم.

وقصفت القوات الأوكرانية كذلك الليلة الماضية مدينة غورلوفكا، وأسفر ذلك عن تدمير 16 منزلاً.

وقالت القيادة في بيانها: “تسبّب القصف الليلي على غورلوفكا من مواقع المسلحين الأوكرانيين، بتدمير 16 منزلاً. ووفقاً للبيانات الأولية قتل اثنان من المدنيين”.

جاء ذلك بينما قالت ممثلية جمهورية لوغانسك الشعبية في مركز مراقبة وقف إطلاق النار: إن القوات الأوكرانية قصفت مجدّداً مدينة لوغانسك بالصواريخ.

وذكرت الممثلية أنه تم استهداف المدينة بصاروخ أوكراني من طراز “توشكا أو”.

وتم إطلاق الصاروخ في الساعة 5.25 من مدينة سيفيرودونتسك. ولم يتم الإبلاغ عن عواقب هذا القصف.

بالإضافة إلى ذلك، قصفت القوات الأوكرانية بمدافع الدبابات بلدة مولوتشني وأطلقت عليها ثماني قذائف من عيار 125 ملم.

يشار إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم صواريخ “توشكا أو” التكتيكية السوفييتية الصنع، لقصف المنشآت المدنية ومواقع البنية التحتية الحيوية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

وفي الأثناء، صرّح رئيس الصليب الأحمر الروسي، بافيل سافتشوك، بأن لجنته طلبت بعد نشر مقاطع فيديو تظهر تعذيب العسكريين الروس بأوكرانيا من الصليب الأحمر الدولي دعوة الأطراف لمراعاة القانون الإنساني.

وقال سافتشوك في حديثه لوكالة “نوفوستي”: “تنحصر مهمة الصليب الأحمر الروسي في تخفيف معاناة الناس وحماية حياتهم وصحتهم وكذلك ضمان احترام حياة الإنسان في كل الأحوال الممكنة. وبالنظر إلى تسجيلات الفيديو المتداولة على الإنترنت التي يُزعم أنها تظهر جنوداً أوكرانيين يسخرون من الأسرى الروس، توجّه الصليب الأحمر الروسي بنداء إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر. نعتبر هذه الأعمال غير مقبولة وطلبنا من زملائنا في اللجنة الدولية دعوة الأطراف (في أوكرانيا) لمراعاة المبادئ والأحكام الأساسية التي يحدّدها القانون الإنساني الدولي”.

وذكر أيضاً أن اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949 تحدّد ضرورة المعاملة المناسبة للأسرى.

وأضاف: “تحظر المادة الـ17 لاتفاقية جنيف التعذيب الجسدي والمعنوي. وتنص المادة الـ130 على أن التعذيب والمعاملة غير الإنسانية تعدّ انتهاكاً جدّياً للاتفاقية. وآمل بأن تساعدنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حل هذه المسألة الصعبة”.

وظهرت في شبكة الإنترنت سابقاً مقاطع فيديو حيث تم إطلاق النار على أسرى الحرب الروس في الساقين. وقالت مصادر: إن الحادث وقع في إحدى قواعد القوميين المتطرفين الأوكرانيين في منطقة خاركوف. وكلف رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين، لجنته بإثبات جميع ملابسات سوء معاملة القوميين الأوكرانيين تجاه الجنود الروس الذين تم أسرهم. من جهته قال كبير المفاوضين الروس في المفاوضات مع أوكرانيا، فلاديمير ميدينسكي: إن روسيا أعلنت خلال المفاوضات مع أوكرانيا في اسطنبول، أمس الثلاثاء، احتجاجها على هذه الحوادث. وأضاف: إن الأوكرانيين وعدوا باتخاذ أشدّ الإجراءات.

من جهة ثانية، صرّح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأن روسيا لا تستبعد استخدام القوات الأوكرانية سيارات شركة DHL اللوجستية لنقل الأسلحة.

وقال نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن أمس: إن “المواد المنشورة على الإنترنت تدل على أن سيارات شركة DHL وقعت في أيدي القوات الأوكرانية، وهي تستخدمها لنقل الأسلحة”.

وأضاف: “لا يمكن أن نستبعد أنه على متن سيارات تلك الشركة أو سيارات ذات رموز طبية، تنقل إلى أوكرانيا من الدول المجاورة الأسلحة التي تعهّد بها الغرب لكييف”.

وأشار إلى أن “مثل هذا السيناريو سيلحق أضراراً بجميع البنى الدولية التي تخفي وقائع استخدام السيارات التي تحمل شعاراتها، لمثل هذه الأغراض”.