ثقافةصحيفة البعث

حمص تحتفل بيوم المسرح العالمي.. ماذا يقول مسرحيوها؟

البعث – نزار جمول 

ما زال يوم السابع والعشرين من آذار يجمع كل المسرحيين كيوم عالمي يحتفل فيه بالفن المسرحي، في كلّ بقاع الأرض. وفي سورية، تبدو حمص المكان الأمثل للاحتفال بهذا اليوم، فقد تطورت الاحتفالية فيها من سنة لأخرى حتى تحولت إلى مهرجان مسرحي، حيث أعلنت نقابة الفنانين بفرعها الحمصي عن سبعة أيام مع سبعة عروض، بدأها الفنان القدير زيناتي قدسية يوم السبت الماضي بعرضه “قلب العاشق”، ليلقي في اليوم التالي كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها لهذا العام الكاتب والمخرج الأميركي بيتر سيلرز، وأكد فيها أنه “حان الوقت للانتعاش العميق لحواسنا، لتخيلاتنا، لتاريخنا ومستقبلنا، ولا يمكن القيام بهذا العمل من قبل أشخاص معزولين يعملون بمفردهم.. يتعيّن علينا القيام بهذا العمل معاً، والمسرح هو الدعوة لنا للقيام بهذا العمل معاً”.

“البعث” استعرضت آراء مسرحيي حمص، فقال نقيب الفنانين في سورية الفنان محسن غازي: أقول لكل المسرحيين كل عام وأنتم بخير في يوم المسرح العالمي الذي يتجدّد في كل عام، فالحركة المسرحية في سورية كانت ولاتزال غنية جداً وتميّزت على مستوى الوطن العربي من خلال الإضاءات العالمية للكتّاب السوريين وبعض الفنانين المسرحيين الذين استطاعوا الوصول إلى العالمية، فالمسرح السوري أسّسه فنانون كبار كمارون النقاش وجورج أبيض وأبو خليل القباني الذين كانوا رواداً للمسرح ليس في سورية فحسب بل في الوطن العربي، ولن ننسى المؤلفين الذين وصلوا بمؤلفاتهم المسرحية إلى العالمية كالراحل سعد الله ونوس الذي كان له شرف كتابة كلمة يوم المسرح العالمي منذ سنوات عديدة مضت، والراحل ممدوح عدوان والراحل وليد إخلاصي، إضافة لكتّاب ما زالوا حتى اليوم يقدمون إبداعاتهم كفرحان بلبل، ومن المخرجين الكبار الراحل فواز الساجر وغيرهم الكثير، واليوم تقيم حمص احتفاليتها لهذا العام بتجدّد إبداعات فنانيها، لأنها كانت وما زالت حاضنة للثقافة والفن بوجود العديد من النوادي والمنتديات، ونحن في نقابة الفنانين سنكون ذراعاً مساعدة لكل المسرحيين الذين يشكلون فيما بينهم جسماً إبداعياً سورياً بامتياز، واحتفالية حمص لهذا العام شهدت تنوعاً ثقافياً وفنياً فعالاً وممتعاً، فعرض “قلب العاشق” من العروض المميزة، لأن مؤلفه ومخرجه وممثله قامة إبداعية سورية وعربية القدير زيناتي قدسية، مع تمنياتي لكل العروض الأخرى النجاح وشكراً حمص وفنانيها.

بدوره قال نقيب فناني حمص الفنان أمين رومية: تحتفل حمص اليوم كما يحتفل العالم أجمع بيوم المسرح العالمي، هذا الاحتفال كان وما زال يهدف للتعريف بفن المسرح وأهميته وقيمته، وإدخال البهجة والفرح لقلوب الشعوب، وحمص من المدن السباقة بالاحتفال بهذا اليوم، فمنذ عام 1996 لم تغب مطلقاً عن هذه الفعالية، وفي كل عام يتمّ تقديم العروض المسرحية، وهذه الاحتفالية التي نقيمها بالتعاون مع مديرية المسارح “المسرح القومي” ومديرية الثقافة هي تشاركية من أجل تكثيف الجهود في اتجاه واحد لكي لا نتشتت، وتأتي إقامتها لهذا العام لترك أثر بالغ الأهمية عند جمهور حمص الذواق للمسرح، لأننا محكومون بجمهور مثقف ومتابع بشغف وحضور كبير رغم كلّ الظروف، وليصبح أيضاً شريكاً مع الفنانين الذين يقدمون أعمالاً تحاكي واقعهم المعاش، ولا بد من التأكيد أن هذه الفعالية لم تأخذ حقها إعلامياً حتى الآن، فحمص تفردت من بين المحافظات بتحويل هذا اليوم العالمي لمهرجان مسرحي سيتطور في العام القادم لاستقدام فرق من خارجها، ولتتحول هذه الاحتفالية إلى استراتيجية ثقافية بالتعاون مع كل المعنيين في المحافظة.

واعتبر المخرج المسرحي سامر إبراهيم أبو ليلى احتفالية يوم المسرح العالمي بحمص مهمة جداً، لأن ملامحها بدأت تتطور من عام لآخر وهي بدأت بعرض واحد أو عدة مشاهد، لتصل هذا العام إلى سبعة عروض وتتحول لمهرجان مسرحي حقيقي، مؤكداً أن هذه الظاهرة مهمة جداً وتحمّل المسرحيين مسؤولية مضاعفة، كما تحمّل المؤسسات التي تروّج للعمل الثقافي والفني مسؤولية أكبر، لأن هذا الجمهور الواعي وضع ثقته بالمسرحيين الذين يبذلون جهوداً مضاعفة. وتمنى أبو ليلى أن يتمّ تكريس هذه الاحتفالية لتكون طقساً مسرحياً ليس في حمص بل في كل المحافظات، فحمص اليوم هي الأنضج والأعرق مسرحياً، ولا بد من التأكيد أن الإمكانيات الحالية غير كافية لافتقار حمص لأمكنة التدريب بوجود مسرح واحد، كما أنها بحاجة لإقامة دورات ممثل لوجود جيل متنوع ولديه شغف كبير بالعمل في المسرح.

المخرج والممثل إفرام دافيد اعتبر وجود هذه الاحتفالية ضرورياً جداً لأنها تحضّ كل متابع ليكون مثقفاً وبحضور للأعمال المسرحية يكون مشاركاً بآرائه، فالمسرح لا بد أن يكون المدخل لكل الفنون، فهو متنوع بعروضه التي تحاكي واقع الحياة المعاش ويعمل على نشر الثقافة والوعي.

وأكد المخرج حسين عرب أن هذا اليوم كرّس في حمص بالتحديد عادة جميلة بتحوله لمهرجان مسرحي بعد استمراره من عام لآخر، فالمسرح جدير بأن يتمّ الاحتفال به في كل عام، وحمص أعطت هذه الاحتفالية حياة متجدّدة مع فنانين من المواهب المسرحية التي ستتطور مع الأيام.

وقال الممثل المسرحي محمد خير كيلاني: الاحتفال بيوم المسرح العالمي في حمص فخر لكل مسرحييها، خاصة وأن ملامحه بدأت تتضح من خلال إقامة عدة عروض مسرحية بمشاركة فرق حمصية وفرق المسرح القومي مشاركة فعالة لإحياء العمل المسرحي، وأوضح أن المسرحيين تعرفوا على قيمة هذا اليوم من خلال كلمة المسرح العالمي التي ألقاها الكاتب الكبير الراحل سعد الله ونوس منذ سنوات عديدة مضت، وكأنها قد وصلت لكل مسرحيي العالم، وها هو هذا العام تتبلور معانيه في حمص بتقديم سبعة عروض مسرحية وليكون مهرجاناً مسرحياً حقيقياً.