ثقافةصحيفة البعث

صوت الفرح وبشائر الأمل تزغرد في حلب

حلب – غالية خوجة

الطفولة عالم قابل للتأسيس الضوئي، وانطلاقاً مما قاله السيد الرئيس بشار الأسد “كان ولا يزال بناء الإنسان بناء وطنياً وقومياً هدفنا الأول الذي يحظى بكل اهتمام”، أقام فرع حلب لطلائع البعث بالتشاركية مع جامعة حلب، مديرية الثقافة، مديرية التربية، مديرية الشؤون الاجتماعية، مديرية الأوقاف، مديرية الإعلام، اتحاد الكتّاب العرب، على مسرح المركز الثقافي بالعزيزية، الملتقى الوطني الفكري بعنوان “صوت الفرح.. بشائر الأمل”.

التربية الوجدانية مؤصلة مع مسرحة المناهج

وتوزعت الفعالية إلى 9 عناوين، بدأت مع قوة التأثير على جمهور الأطفال من خلال مسرحة المناهج وتحدث خلالها موسى الأحمد أمين فرع حلب لطلائع البعث، منطلقاً من زراعة الحب في النفوس وتأثيره على ما نتعلمه ونوظّفه في سلوكنا الشخصي، وكيف نحوّل النظريات إلى تطبيق، موظفين الأنشطة اللا صفية، مع ضرورة تكريس القيمة التي تسبق السلوك بين الأطراف المسؤولة جميعاً من الأسرة إلى المعلم والمعلومة والطالب والجهات والمنظمات المسؤولة، موضحاً أن غاية الظلاميين هي تدمير العقل العالم العارف لأنهم في الفترة الظلامية استهدفوا بطريقة ممنهجة العلم والعلماء وحولوا المدارس إلى سجون.

وقارن الأحمد بين جيلهم والجيل الحالي من حيث رسوخ القيم الأصيلة، وكيف كانت التربية الوجدانية الوطنية الاجتماعية والالتزامية موجودة فعلياً لأنها غريزية، أي قبل إدراجها الحالي، لأننا لا نستطيع الاستغناء عن القيم، كما أننا نتكلم الآن عن مسرحة المناهج وهي موجودة بيننا كأنشطة لا صفية من خلالها نمثل درس القراءة واللغة الأجنبية والرياضيات، وسنقدم ضمن المهرجان المسرحي في 6 أيار القادم مسرحية لطلائع البعث بحلب.

توعية الطفل المتلقي

وأكد د. حليم أسمر على تأجيج العنف لدى الأطفال من خلال التأثر ببرامج التلفاز ووسائل التواصل وأفلام الرعب والألعاب الإلكترونية ومدى خطورتها على اللغة والطفل والمجتمع والوطن، وضرورة الاهتمام بالجانب التوعوي من خلال المتابعة مع الأطفال والحوار وتبادل الخبرة والمعلومات، لأن التأسيس المعرفي الواعي هو المحور الأساسي للتنشئة وبناء المستقبل.

تشجيع المواهب

أما عن كيفية تعزيز الانتماء والدور الوطني والفكري لأدب الأطفال، فأكدت أحلام استانبولي-مديرية الثقافة على أربعة محاور هي الأسرة، تشكيل الهوية، العادات والتقاليد، ودور المؤسّسات التربوية والتعليمية والثقافية، وهذا ما تشجّع عليه وزارة الثقافة بمسابقاتها الأدبية بمعانيها الوطنية والمعرفية والانتمائية للتمسك بالوطن والدفاع عنه، وكذلك ما تصدره الوزارة واتحاد الكتّاب العرب، ولفتت إلى مديرية الثقافة واهتمامها بالمواهب من خلال الورشات الثقافية والفنية والأدبية، مؤكدة على بعض التوصيات، ومنها تشجيع المعلمين لطلابهم، وتضمين المقررات الطلابية إرشادات تساعد المعلم والطالب.

مجلة الحائط أول صفحة فيسبوك

لكن، كيف يتمّ تعزيز الانتماء وترسيخ الثوابت عبر الدور الوطني والتربوي والأخلاقي للإعلام ووسائل الاتصال الحديثة؟

الإعلامي فؤاد العجيلي – مديرية الإعلام – قال: كان الإعلام المدرسي حاضراً من خلال مجلة الحائط، كأول وأقدم صفحة فيسبوك بشكلها الحالي كصفحة لكل مدرسة، فلماذا نهملها ونحن بحاجتها اليوم، إلى جانب وسائل التواصل التي علينا أن نوظفها في خدمة الإعلام والانتماء الوطني من خلال تقديم المعلومة الصحيحة، والمحتوى الإعلامي المعزّز للقيم والانتماء وفلسفة العلم والاهتمام بالجانب المصور الذي يصرّ على عدم اجتزاء لواء اسكندرون، مثلاً، من خارطة سورية، مؤكداً: المدرسة وسيلة إعلامية، سواء من خلال مجلة حائطها، أو حكمتها اليومية التي تكتب على السبورة، أو إذاعة ومسرح المدرسة.

نتحدى الإشاعة بالمعرفة 

ثم تابع الملتقى محاوره، وقدّمت فاتن يوسف – مديرية الشؤون الاجتماعية – أساليب مكافحة الإشاعة والدعاية وتأثيرها الإيجابي والسلبي، ولاسيما أن هناك أكثر من 595 كتيبة إلكترونية معادية تنشر سمومها وتدسّ السم في الدسم، وعلينا التحلي بالعلم والمعلومة ومصدرها لنتحدى الإشاعات.

لغتنا هويتنا وقوتنا

بينما تحدث الشيخ جميل نيابة عن الشيخ مصطفى دهان -مديرية الأوقاف – عن أهمية اللغة العربية مؤكداً أنها هوية وجودية مصانة بالقرآن الكريم وليست “كـ هوية”، وتنشر ثقافة الأخلاق ومنها التسامح، وينطق بها 467 مليوناً من سكان الأرض، والحرف العربي منتشر بأكثر من لغة من لغات العالم مثل الأوردو والفارسية والبشتاوية، وتعتبر من اللغات الأكثر انتشاراً في العالم، كما تقاس الدول بثقافتها وعلومها ومعارفها التي تستمد منها قوتها، ولذلك يفضّل الأجانب أن يتعلموا لغتنا العربية.

هل فهمنا شخصية الطفل؟

بدوره، تحدث د. محمد قاسم العبد الله عن أساليب التوجّه إلى جمهور الأطفال وثقافة التحريض في قصص الأطفال، منطلقاً من ضرورة فهم الطفل كشخصية متكاملة لها مراحلها المختلفة، وتدريبه حسياً وحركياً وعقلياً، وتوجيه طاقته إيجابياً، وتنشيطه من خلال القراءة، ولاسيما إصدارات اتحاد الكتّاب ووزارة الثقافة الموجهة للأطفال، والمحاورة والتفاعل الوجداني، إضافة إلى الانتباه لتأثيرات الثواب والعقاب وملاءمتها لشخصية كل طفل، كما علينا أن نحسن التصرف وإعمال التفكير الناقد.

أين الفلكلور الراقي؟

تخلّل الفعالية نشاط تراثي طفلي قدّمته فرقة خالد أزرق “عرس حلبي”، وهو من تدريب لمى طحان وغادة علوش، ليجسّد طقوس تلك الذاكرة في الحياة المعاصرة، لكننا تمنينا أن تكون فعالية من رقص السماح وأداء القدود، لأن فقرة العرس لم تكن مناسبة لهذا الملتقى إضافة إلى ضعفها الواضح.

قراءات شعرية للطلائع

كما قدّم الأطفال الطلائعيون على منبرهم الشعري عدة قصائد قرأها كلّ من زين العابدين حسن، سلام حديدي، منى صابوني، رغداء السوادي، رجاء السوادي، عبد الرحمن عربو، من وحدة خالد أزرق، أحمد سعيد، زهرة المدائن، وكانت هذه الفقرة الجادة ملفتة.

هامش في مهب الملتقى

كنا نتمنى ألا تتكرر بعض الأخطاء النحوية أثناء الملتقى، وأن تخفّ اللهجة المحلية أكثر، وكان أن التقت “البعث” مع المعلمة المتقاعدة ميساء كلزية التي قالت: كنا نظن المعلم ملاكاً لا بشراً، ونحترمه كأمنا وأبينا ونصدقه أكثر منهما أحياناً، لكن لماذا الجيل الحالي مع معلميه بصورة مقلوبة لدرجة أنه يقول للمعلمة: اليوم ماكياجك جميل؟!