صحيفة البعثمحليات

نفاذ الجامعة الافتراضية السورية في السجون.. خطوة للإصلاح

دمشق- حياة عيسى
كان لنفاذ الجامعة الافتراضية السورية في سجن دمشق المركزي أثر كبير على النزلاء الراغبين في إكمال تعليمهم الجامعي والعالي، وجاءت تلك الخطوة في إطار الإصلاح الذي تعمل عليه إدارة السجن بهدف تصحيح وتشذيب نفسية النزلاء لجعلهم أشخاصاً صالحين ومتعلمين ومندمجين مع مجتمعهم بعد انقضاء فترة الحكم.

الدكتور خليل العجمي رئيس الجامعة الافتراضية السورية بيّن في حديث لـ “البعث” أن فكرة نفاذ الجامعة الافتراضية في سجن دمشق المركزي تبلورت بالتعاون مع وزارة الداخلية وإدارة السجن، لتكون أول تجربة على مستوى المنطقة في إدخال التعليم الجامعي إلى السجون السورية، وتحققت تلك الخطوة نتيجة مرونة الجامعة الافتراضية، حيث بدأت الفكرة منذ عام تقريباً وتوّجت بمذكرة تفاهم تمّ توقيعها منذ ستة أشهر بين كلّ من وزارتي الداخلية والتعليم العالي والجامعة الافتراضية وإدارة السجن المركزي، وبدأ العمل بتطبيق المذكرة منذ ستة أشهر، وكان هناك صعوبات تقنية ولاسيما ما يخصّ إيصال الانترنت إلى تلك المنطقة، ولكن تمّ التعاون مع وزارة الاتصالات والتقانة لحلّ تلك المشكلات التقنية الموجودة، وبالمقابل تكفلت الجامعة بتجهيز المركز بالحواسب والأمور التقنية لربط المركز مع منظومة الجامعة، في حين كافة اللوجستيات الأخرى من طاولات، وكراسي، وتجهيز المكان، كانت بفضل جهود إدارة السجن والنزلاء من خلال الورشات الموجودة داخل السجن.

وبالنسبة لموضوع الامتحان، أشار العجمي إلى أن مركز النفاذ “مركز الأمل” الذي تمّ إنشاؤه في سجن دمشق المركزي هو مركز كأي مركز تابع للجامعة الافتراضية، سواء داخل سورية أو خارجها، تمّ فيه تطبيق دفتر المواصفات نفسه الموجود لأي مركز نفاذ حتى يتمّ الاعتمادية الكاملة للمركز سواء بالنسبة للحواسب، أو الربط، وآليات التدريس، فكل ما يتمّ ضمن الجامعة الافتراضية يتمّ بالنسبة للطلاب نزلاء السجن، وكذلك البرامج الأكاديمية بإمكانهم التسجيل على أي برنامج أكاديمي موجود في الجامعة الافتراضية، ويتمّ تقديم الامتحان بالآليات نفسها مع وجود مراقبين ميدانيين داخل مركز الأمل، كما هي الحال في كافة المراكز الأخرى، مع وجود مراقبة بالكاميرات من قبل مركز الجامعة في وزارة التعليم العالي، والشهادة التي يحصل عليها النزيل هي الشهادة نفسها التي يحصل عليها أي طالب من طلاب الجامعة الافتراضية، بكل ما لها من حقوق وعليها من واجبات، مع الإشارة إلى قيام مجلس أمناء الجامعة بمنح طلاب مركز الأمل حسماً 30% من أقساط مقرراتهم وذلك تشجيعاً لهم، مشيراً إلى أن هذه الخطوة جزءاً من رسالة الجامعة ومن أهدافها لإيصال العلم والتعليم لكل مواطن سوري مهما كان وضعه، وهناك محاولة للعمل على تبكيل آخر الأمور التي تحتاج إلى إنجاز وتعميم التجربة على كافة السجون السورية في المحافظات.
وبالحديث عن آلية الدفع، أوضح العجمي أن هناك آليتين، إحداهما إلكترونية والأخرى دفع مباشر، وهناك استكمال لموضوع الدفع الإلكتروني بالتعاون مع شركة المدفوعات وعدد من المؤسسات المصرفية الأخرى، وحالياً يتمّ الدفع لنزلاء السجن من خلال مندوب من إدارة السجن يقوم بتحصيل المبالغ من الطلاب وتسديدها في حساب الجامعة المصرفي، علماً أنه سيتمّ مستقبلاً ربط النزلاء وباقي مراكز الجامعة بمنظومة المدفوعات الإلكترونية، حيث يتمّ التسديد من خلال حسابات مصرفية.

من جهته، رئيس فرع سجن دمشق المركزي العميد مقبل الحمصي بيّن أن مركز نفاذ الجامعة الافتراضية في السجن يعدّ خطوة كبيرة في طريق الإصلاح، لأن السجن متابع للتعليم من خلال ضمّه للمدارس الإعدادية والثانوية، إضافة إلى دورات لمحو الأمية وللغات الانكليزية والعربية، وحالياً يتمّ إعداد دورات للغة الروسية، كما تمّ افتتاح فرع للشهادة الثانوية العلمية، وهناك قسم كبير من النزلاء حصلوا على شهادات التعليم الأساسي والثانوي من السجن وتقدموا لمفاضلة الجامعة الافتراضية عبر مركز الأمل، ولهم امتيازات بينها تخفيض نسبة 30% من أجور المواد بالنسبة للنزلاء و50% للعاملين في السجن، كما أنه يسمح بالتسجيل بالمركز من كافة سجون سورية، وعند القبول يتمّ نقل النزيل إلى سجن دمشق المركزي لإتمام ومتابعة دراسته الجامعية. كما تمّ التنسيق بين إدارة السجن وجمعية رعاية المساجين، وحالياً يتمّ دراسة إضبارة النزيل ووضعه لتقديم مساعدة في أقساط الجامعة من قبل الجمعية.
يُشار إلى أن مركز النفاذ يعدّ خطوة مهمّة للإصلاح واستكمال التحصيل العلمي والدراسات العليا لبدء حياة جديدة بعيدة عن الجريمة.