ثقافةصحيفة البعث

المعهد العالي للفنون المسرحية كرّم خريجيه وقدم “الدرس الأول” في يوم المسرح

حرص المعهد العالي للفنون المسرحية، كعادته في كل عام، على الاحتفال بيوم المسرح العالمي. وبيّن د. تامر العربيد في كلمة ألقاها في الاحتفال أن المعهد اعتاد على جعل هذا اليوم موعداً للتأكيد على أهمية فنّ المسرح ودور العاملين فيه كمسرحيين وهيئات ومؤسسات، مؤكداً أن فن المسرح هو فن الحياة، والمسرحيون الحقيقيون يسعون إلى جعل الحياة جميلة وتستحق أن تعاش على قدر ما يستطيعون، وهذا يجعل أبناء المسرح في دائرة المسؤولية، مشيراً إلى أن من يحرص على متابعة احتفالية المعهد بهذه المناسبة هم الشغوفون بفن المسرح والمتفهمون لطبيعة المعهد وأهميته كمؤسسة إبداعية لها اسمها وتاريخها العريق بأساتذتها وخريجيها الذين يحققون النجاح في كل مكان يتواجدون فيه.

دفعة أخلصت للمسرح 

تعدّدت الفعاليات التي تضمنتها احتفالية المعهد العالي للفنون المسرحية بمناسبة يوم المسرح والتي أقيمت مؤخراً في المسرح الدائري في المعهد، حيث كرمت إدارةُ المعهد خريجي دفعة سنة 1987 وهم: سلوى حنا، تاج الدين ضيف الله، وضاح حلوم، محمد مصطفى، سوزان الصالح، موفق الأحمد، وسهيل جباعي. وأشار أ. علي صطوف رئيس قسم التمثيل إلى أن هذه الدفعة كانت عبارة عن مجموعة من الشباب الذين توجهوا إلى المعهد حين كان مقره في منطقة دمّر لتحقيق أحلامهم في أن يصبحوا ممثلين، وكان في استقبالهم الأساتذة غسان المالح ومانويل جيجي ونائلة الأطرش وأسعد فضة، وقد أتوا من كل المحافظات ليشكلوا باقة جديدة، وتخرجوا بمسرحية “أوديب ملكاً” بإشراف المخرج مانويل جيجي، وما يميزهم أنهم دفعة لم تتخل عن المسرح.

وتحدث الفنان وضاح حلوم، وهو من خريجي الدفعة، عن الصداقة التي كانت تجمع الطلاب وروح المنافسة التي كانت موجودة بينهم والتزامهم، شاكراً إدارة المعهد المؤسّسة التي ينتمون إليها ويفتخرون بذلك والتي هي بمثابة بيتهم الأول، متمنياً المستقبل الجميل للطلاب الحاليين.

مكان لا يعوض

كما أشار المكرّم الفنان تاج الدين ضيف الله إلى أن التكريم كان لفتة جميلة من إدارة المعهد، وقد أتاح له فرصة اللقاء بزملاء الدراسة وهو الذي لم يلتقِ ببعضهم منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن التكريم يتيح للأجيال الجديدة التعريف بخريجي المعهد الذين سبقوهم بالتخرج، مؤكداً أن دراسته في المعهد صقلت موهبته من خلال التمارين اليومية إن كان في دروس التمثيل أو الليونة، إضافة إلى توسيع مداركه المعرفية من خلال القراءة الدائمة واليومية، وهو اليوم يحنّ كثيراً لتلك الأيام التي لا يمكن تعويضها.

أهم احتفال

وصرحت الفنانة سلوى حنا وهي من المكرمين قائلة: “كل عام ومسرحنا ما زال يحلم بالأفضل” شاكرة إدارة المعهد العالي للفنون المسرحية التي أسعدتها وأسعدت دفعة العام ١٩٨٧ وقد اعتادت على تكريم دفعة كل عام حسب تسلسل سنوات التخرج، معتبرة أن التكريم لفتة كريمة تدل على رقي العاملين في المعهد وعلى رأسهم د. تامر العربيد عميد المعهد، موضحة أنه ورغم أهمية التكريم معنوياً إلا أن أمراً كهذا قد تجاوز المعنى المباشر للتكريم إلى عمق احترام العلاقات الإنسانية لخريجي المعهد وأهمية تذكير الأجيال الجديدة من العاملين في المسرح وطلاب المعهد بمن درسوا قبلهم في هذا الصرح الحضاري، وقد أسعدها تواجدها فيه في أهم احتفال عالمي يجمع المسرحيين من جميع أرجاء العالم، إضافة إلى السرور الذي شعرت به مع الجمهور وهي تتابع  مشروع “الدرس الأول” لطلاب السنة الثانية في المعهد حيث شعر الجميع بنبض الحياة وحيوية الشباب، متوقعة لهم مستقبلاً زاهراً.

الدرس الأول

وقُدم ضمن الاحتفالية مشروع طلاب السنة الثانية “الدرس الأول” الذي تألق فيه الطلاب بتقديمهم لمجموعة من الفرضيات التي تمت صياغتها بشكل محكم بإشراف أ. وسيم قزق والمدرس المساعد الفرزدق ديوب. وأوضح المخرج مأمون خطيب الأستاذ في المعهد أن الطلاب قدموا مادة موجودة ضمن المنهاج من خلال فرضيات نجحوا في تقديمها للجمهور كعمل يؤكد الجدية التي كانوا يعملون بها مع المشرفَين اللذين بذلا جهوداً لتحقيق المطلوب بحيث لم يشعر المشاهد أن العمل طلابيّ، وقد وصل الطلاب إلى مرحلة العرض الذي يستحق أن يكون في يوم المسرح العالمي، وهو تحية لكل من يعمل في المسرح وللكادر المسرحي، مبيناً كذلك أن التكريم في الاحتفالية شكَّل حالة جميلة، خاصة وأن نجوماً كباراً تخرجوا من المعهد.

ذاكرة مشتركة

رأى أ. إبراهيم عيسى الأستاذ المساعد في المعهد أن ما قدمه الطلاب مشروع له مهام محددة بغرض تعليمي في مرحلة تكوين الطالب، وما قدمه الطلاب من فرضيات كان ممتعاً وحقق الغرض المطلوب منه بنجاح بفضل المشرفين عليه، مع تأكيده على عدم الحكم عليه كعرض احترافيّ، في الوقت الذي كان فيه التكريم برأيه محطة مهمة في الاحتفالية، حيث الجميع يتشاطر الحنين للمعهد وهو المكان الذي يشكل ذاكرة مشتركة لدفعاته.

تنتمي للمسرح

وحرصت الفنانة لوريس قزق التي تخرجت في المعهد على حضور الاحتفالية مؤكدة أن يوم المسرح العالمي يعني لها الكثير، وهي تنتمي للمعهد وقد ترعرعت منذ صغرها في كواليسه بحكم عمل والدها الفنان محمد قزق فيه، وهي فخورة بأنها تخرجت منه وقد وقفت على خشبة مسرحه مرات عديدة، ومن ثم على خشبات المسارح في عروض احترافية، مشيرة إلى أن الوقوف على خشبة المسرح فيه كل الصدق والحب الحقيقي، فعلى خشبته تشعر أنها مالكة للكون أمام جمهور يمنحها كل الثقة، مبينة أنها عندما تغيب عنه يكون السبب عدم توفر نصّ حقيقي أو مُخرج ذي خبرة ولا يمتلك الجرأة لتقديم ما هو مختلف، معبّرة عن أسفها لأن الظروف اليوم ساهمت في تراجع المسرح، الأمر الذي يجعلها تحنّ دائماً للعروض القديمة في غياب العروض الجيدة، مع إشارتها إلى أن العرض الاحترافي الأحب إلى قلبها ما زال مسرحية “اختطاف” إخراج أيمن زيدان والتي شاركت فيها مع عدد من الفنانين الشباب، إضافة إلى عروض المعهد.

وكانت الاحتفالية قد بدأت بإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها بيتر سيلرز الكاتب والمخرج الأميركي من قبل الفنانة مريم علي خريجة المعهد والأستاذة فيه حالياً، وإزاحة الستار عن اللوحة التشكيلية البانورامية “بعل سورية” في بهو المسرح وافتتاح معرض لإصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب ضم نحو 300 عنوان، منها ما هو مختص بالمسرح وقضاياه وشجونه، إضافة إلى سلسلة أعداد من مجلة “الحياة المسرحية” الفصلية التي تصدر عن مديرية المسارح.

أمينة عباس