صحيفة البعثمحليات

رغم أهميته وميزاته.. البذار المحلي في مهب الريح!

دمشق- بشار محي الدين المحمد
بيّن الدكتور بسام السيد عضو لجنة دراسة واقع سهل الغاب في تصريح لـ”البعث” أنه في ظل غلاء الخضار وارتفاعات أسعارها المستمرة، يجب علينا التركيز على بعض المواضيع التي تسهم في عملية التوفير الاقتصادي على المزارعين، كمشروع زراعة البذور المحلية من خلال تحسين بذورها وحفظ وتحسين أصنافها واستخدامها بشكل أساسي ومستدام، وكسر احتكار الدول الأجنبية لمصدر البذور وتسويق المنتجات الزراعية مما يكرس مبدأ السيادة على الغذاء.
وذهب عضو اللجنة إلى أن البذور الأجنبية وشركاتها تشكّل خطراً على القطاع الزراعي، كونها تقوم بتسويق منتج لو قام الفلاح بمكاثرة بذاره سيحصل على نبات بمواصفات أقل، في حين يتمتّع البذار المحلي بقدرته على المحافظة على صفاته الوراثية والظاهرية في الأجيال التالية، والمحافظة على نسبة إنبات عالية ونمو متماثل لمعظم النباتات.
وتابع السيد: توصف البذور المحلية “البلدية” بأنها أكثر تأقلماً مع الظروف المحلية، ومقاومة للآفات الزراعية مما يقلّل الحاجة لاستخدام المبيدات والحصول على غذاء صحي والمساهمة في الحفاظ على البيئة ومنع تلوث المياه الجوفية، وتعطي مواصفات تتناسب مع مناطقها، فتتميّز بزراعة أصناف معينة مثال (الثوم الكسواني، البامية الديرية)، كما أن التنوع المناخي في سورية ساهم في إنتاج بذور في أكثر من موسم وموقع، وأعطاها صفة مقاومة التدهور والاندثار، إضافة لتميزها بالتكيف مع ظروف التربة، سواء كانت منحدرة ذات تربة ضحلة وكثيرة الحصى أو هشة وقلوية وكلسية أو مالحة، ومتكيفة مع الظروف المناخية السائدة كالجفاف الطبيعي والأمطار الشتوية غير المنتظمة وارتفاع درجات الحرارة والرياح الساخنة، وتعزز تنمية الصناعات الغذائية، وبذلك تعتبر زراعة قليلة المخاطر وذات ميزان رابح، وتتميّز بقيمتها الغذائية العالية وطعمها الممتاز وتميّزها بصفات خاصة للحفظ أو الطبخ.
وأشار الدكتور السيد إلى وجود بعض المشكلات المتعلقة بالمحافظة على الأصناف المحلية كعدم إمكانية الحصول على صنف نقي بسبب التلقيح الخلطي الناتج عن زراعة أصناف غير محلية في المنطقة، وبالتالي حدوث تلقيح خلطي يسبّب ضياع صفات الصنف المحلي وميزاته، وعدم اتباع دورة زراعية مناسبة، وضعف الخبرة لدى الجيل الحديث من الفلاحين في كيفية انتخاب البذار الأفضل لمكاثرته.
ويرى السيد أنه بالإمكان الحفاظ على البذور المحلية من خلال تعميق مفهوم إنتاج البذور والمحافظة على الصنف من خلال عملية الانتخاب، إذ تحتاج عملية الانتخاب بضع سنوات لاستعادة أو تحسين جودة الصنف، ويجب أن يكون إنتاج البذور البلدية وتحسينها وتخزينها هدفنا للجامعات والبحوث العلمية الزراعية، وكانت وزارة الزراعة قد أنشأت بنك بذور بالتعاون مع إيكاردا بهدف الحفاظ على الموارد الزراعية للأجيال القادمة.