دراساتصحيفة البعث

لا تحولوا كندا إلى أوكرانيا ثانية

هيفاء علي

أطلق الصحفي والمحلّل السياسي الكندي أوسكار فورتن تحذيراً للشعب الكندي من تحويل كندا إلى أوكرانيا أخرى. وما دفع فورتن لإطلاق هذا التحذير هو استجابة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بشكل إيجابي لتصبح كندا من الشمال منصة وصول الناتو إلى الحدود الروسية، بعدما ثبت فشل الناتو والولايات المتحدة في تحقيق مآربهم على الحدود الروسية من الشرق، من خلال أوكرانيا.

لقد أصبحت كندا بديلاً مثيراً للاهتمام، ولها حدود في الشمال مع روسيا، بعدما أعلنت الحكومة الكندية، في 28 آذار الماضي، على لسان وزيرة القوات المسلحة أنيتا أناند، أن الجيش الكندي يخطّط لشراء 88 طائرة مقاتلة من طراز F-35 من الشركة المصنّعة الأمريكية “لوكهيد مارتن”، وهو عقد بمليارات الدولارات لتحلّ محل أسطوله المتقادم. وهنا يشير الصحفي إلى أن كندا ليست مهدّدة بأي حال من الأحوال من قبل جارتها الشمالية. من ناحية أخرى، إذا انضمّت كندا إلى قوات الناتو وقوات الولايات المتحدة، بهدف غزو روسيا من الشمال، فسيتعيّن على الكنديين توقع ما حدث مع أوكرانيا، وبالتالي في مواجهة مثل هذا الاختيار، يجب على الحكومة الكندية تحدي الرأي العام الكندي إذا كان هذا هو ما يريده من حكومته، مع العلم أن روسيا لا تشكل أي تهديد للكنديين، وحتى يومنا هذا، تفعل كندا الشيء نفسه مع روسيا.

ويضيف، من ناحية أخرى، أنه إذا فتحت حكومة ترودو أبوابها على مصراعيها أمام العم سام وحلف شمال الأطلسي، وقد عقدوا العزم على “وضع حدّ” لروسيا، هذه المرة، على الأراضي الكندية، فسيتعيّن علينا -نحن الكنديين- أن نتوقع، كشعب، تحمل أعباء العواقب الوخيمة، لأن ما يمرّ به الشعب الأوكراني حالياً يشبه ما سيتعيّن على الشعب الكندي تحمّله في ظروف مماثلة. فهل هذا حقاً ما يريده الكنديون؟.

فلاديمير بوتين لا يبحث عن القتال، بل عن سلام وأمن الشعب الروسي.. سلام وأمن يجب أن توفره جميع الحكومات لشعوبها. وعلى الصعيد الدولي، يناضل من أجل نظام عالمي متعدّد الأقطاب وغير أحادي القطبية، كما هي الحال حالياً مع الولايات المتحدة التي تهيمن على جميع الشعوب والدول. لقد قامت آلة المعلومات المضلّلة بعمل هائل لـ”شيطنة” بوتين، والترويج بأنه هو من شنّ هذه الحرب، بينما يرمي السيناريو الذي وضعه خصومه إلى القضاء على الحكومة والشعب الروسيين باستخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية التي تمّ تطويرها في أوكرانيا.. “لماذا إذن كل هذا الكمّ من الطائرات بمئات المليارات لدولة تعيش في سلام؟”، يتساءل الصحفي؟!.