مجلة البعث الأسبوعية

السورية للتجارة بطرطوس.. تحفظ على السلة الرمضانية وفقدان للسلع الأساسية..!

البعث الأسبوعية – وائل علي – محمد محمود

أسئلة كثيرة تخطر في البال عن( الدور ) المنتظر والمأمول أن تلعبه مؤسسة بحجم السورية للتجارة وفروعها التي يوسم دورها بالتدخل الإيجابي في الأسواق التي تتجاذبها وتتحكم بها مصالح التجار لاسيما بعد أن دخلنا “عصر” تحرير الأسعار والمنافسة الذي يفترض أن تميل كفته لصالح الزبون والمستهلك الذي غدا على أعقاب حرب ضروس ريشة في مهب الريح…!!

وما زاد في الأمر سوءا الأداء ” العاجز” إلى حد كبير لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وأذرعها التنفيذية وأولها السورية للتجارة التي فقدت السيطرة منذ زمن بعيد على الأسواق وانسياب السلع ووفرتها وأسعارها وتحولها لسوق تصريف بدل أن تكون الميزان الذي يتحدد على وقع مؤشراته كل شيء..!؟

ترى ماهو حال صالات طرطوس وهل استطاعت حقا أن ترتقي لأن تكون الخيار البديل أم أنه خيار الضرورة..؟

 

جولة الصالات…

للإجابة على هذه الأسئلة جال

الزميل محمد محمود في مكتب طرطوس على عدد من صالات طرطوس وسجل الانطباعات التالية حول وفرة السلع والسلال الغذائية ورأي مرتادي الصالات وزوارها ووجد أن السلال

رغم سعرها المقبول نسبيا، وانخفاض أسعار السلع التي تحتويها عن أسعار السوق بنسب جيدة لكن انتقادات مختلفة من الشارع الطرطوسي طالت السلة الغذائية التموينية التي طرحتها السورية للتجارة في بداية الموسم الرمضاني، فالسلة الرمضانية التي طرحت بسعر ٤٠ ألف ليرة سورية حضرت بشكل خجول في بعض الصالات وغابت عن صالات ، حيث تتضمن السلة كما تم الإعلان عنها من فرع السورية للتجارة (كليو رز، كيلو حمص، كيلو عدس أحمر، كيلو طحين، كيلو دبس بندورة، ٤٠٠ غ حلاوة، ٤٠٠ غ مربى، ٤٠٠ غ زعتر، علبة شاي٢٥ ظرف، علبة طون، علبتي سردين، ٤ ظرف ملح).

لكن عددا من المستفيدين من السلة أكدوا  وجود بعض النواقص خاصة بمادة الملح ظرفين فقط في حين المعلن ٤ ظروف، كذلك هناك اختلاف بالمواصفات لمادة العدس، فالعدس الموجود عدس حب أسود متوسط الجودة، وليس عدس مجروش أحمر كما  أعلنت السورية للتجارة.

فيما انتقد آخرون طريقة توضيب السلة، وتسرب بعض المواد ضمن كيس التعبئة نتيجة سوء التوضيب، وتساءل البعض لماذا لا يتم توضيب السلة أمام الزبون، ولماذا لا يكون هناك خيارات مختلفة بالنسبة لهم ، فالملفت أننا نجد معظم مكونات السلة من ماركة تجارية واحدة، وهناك إلزام للمستهلك بشراء مواد لا يحتاجها على حساب المواد الأخرى المتوفرة ضمن السلة بسعر مخفض!!.

وكان من اللافت خلال زيارة لعدد من الصالات غياب كثير من المواد التموينية المرتبطة بشهر رمضان من رفوف صالات المؤسسة فمثلا العدس الأحمر “المجروش”، عدس الشوربات لم يكن متوفرا على الإطلاق في خمس أو ست صالات رئيسة رغم كونه مادة أساسية للموسم الرمضاني، وكذلك مادة البرغل وغيرها في حين أن الخضار موجودة بشكل خجول في كشك متواضع في سوق الرابية الشعبي ، وتغيب تماما عن باقي صالات المدينة، باستثناء مادة البطاطا المصرية المطروحة مؤخرا بكميات جيدة ونوعية متوسطة محملة بالتراب الرطب ، وأسعار منافسة 2000 ليرة للكيلو بينما تغيب الحمضيات والتفاحيات بأنواعها المنتجة محليا عن كل الصالات رغم كل التوجيهات العليا لتسويق انتاجنا الحامضي وتكليف السورية بالتصدي لهذه المهمة…!؟

رأي الإدارة…

يقول محمود صقر مدير فرع طرطوس أنه تم منذ اليوم الأول لشهر رمضان الفضيل تغذية أربعة صالات رئيسية على مستوى مدينة طرطوس بالسلة الرمضانية التي تم طرحها بشكل مدروس وحسب حاجات السوق والمستهلك كما تم تغذية معظم الصالات الرئيسية في باقي مناطق المحافظة، وسيتم تلافي الخطأ الحاصل من قبل عمال التعبئة في نقص مادة الملح من بعض السلال ووعد بمتابعة اختلاف مواصفات مادة العدس في محتويات السلة الرمضانية ، كما تم التواصل مع الإدارة العامة لرفد الفرع بالمواد والسلع التي تتناسب وخصوصية الصيام وشهر رمضان…

وحول توفر الخضار في الصالات فقد تم الاتفاق مع جمعية يحمور الفلاحية لاستجرار الخضار لبعض الصالات وسيتم العمل لتوسيع هذه التجربة في باقي الصالات.

من جهة أخرى يشارك فرع السورية في مهرجانات أسواق الخير التي تقيمها  المحافظة بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة في صالة المدينة القديمة بطرطوس وفي مدينتي الدريكيش وبانياس، وتصل نسب التخفيضات إلى 20و 25% من الأسعار المعتادة…

 

في الواقع…

بنظرة موضوعية للدور الذي يفترض أن تؤديه السورية للتجارة بطرطوس يمكننا القول أننا  لا نزال بعيدين عما هو مطلوب رغم الجهود المبذولة ورغم الثقة التي لاتزال شريحة كبيرة من المستهلكين تمنحها لهذه المؤسسة التي يتوجب عدم التفريط بها بل تكريسها وترسيخها عبر سلسلة من الإجراءات أولها سرعة الحضور وتأمين السلع وتوسيع مروحتها لتغطي خريطة توضع وانتشار  الصالات التي لا يجوز أبدا أن تغيب عن رفوفها وواجهاتها منتجات الخضار التي تفيض أسواقنا بمنتجات خضار المحافظة على مدار العام كما أنه من غير المقبول غياب اللحوم الحمراء بأنواعها البقري والفروج والأسماك البحرية والنهرية والبيوض والألبان والأجبان والحليب ومشتقاتها بما فيها السمون والزيوت من صالاتها تحت أي ظرف وعذر ونحن محافظة منتجة لكل هذه الأصناف بل مصدرة لباقي الفروع ولابد من حلول وبدائل لمشكلة غياب الكهرباء باستخدام الطاقة البديلة ( لما لا) لعدد من الصالات المختارة ولا ننسى الإشارة إلى أنه لدينا أحد أضخم معامل انتاج الزيوت والسمون العائدة للقطاع الخاص التي يمول منتجها ويغذي كافة المحافظات…!!؟