أخبارصحيفة البعث

موسكو تحذر من عواقب تعليق عضويتها بمجلس حقوق الإنسان

البعث- وكالات:

حذرت روسيا من أن تعليق عمل الاتحاد الروسي في مجلس حقوق الإنسان الأممي قد تكون له عواقب وخيمة على منظومة الأمم المتحدة ككل مؤكدة أن إبعادها عن المجلس سيحرم البلدان النامية من الحماية.

وقال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي في قناته على موقع تلغرام اليوم: “إن هذا التوجه من قبل الولايات المتحدة وحلفائها قد تكون له عواقب وخيمة على منظومة الأمم المتحدة”.

ولفت بوليانسكي إلى أن التصويت المقبل لا يتعلق بالصراع الروسي الأوكراني أو الانتهاكات الروسية المزعومة لحقوق الإنسان وقال: “بالنظر إلى تزايد التزييف والاستفزازات فهذه خطوة تكتيكية مع سبق الإصرار والترصد وهي سابقة خطيرة عندما تحاول مجموعة من الدول الغربية فرض قواعدها وتفضيلاتها على الآخرين”.

وأضاف بوليانسكي: “هذه الخطوة تأتي من ضمن النظام الدولي القائم على القواعد التي يروج لها الغرب وتتمثل في الابتزاز الاستعماري غير المبدئي تحت ستار قضية نبيلة ” مشيراً إلى أن بلاده تلعب دوراً متوازناً مهماً وإزالتها من مجلس حقوق الإنسان سيحرم البلدان النامية من حماية قوية وصاخبة ولهذا السبب تحرص الدول الغربية على القيام بذلك وترجيح كفة الميزان لصالحها.

في الأثناء، استنكر الكرملين العقوبات الغربية الجديدة التي طالت عوائل كبار المسؤولين الروس وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين قائلاً “إنها لا تستحق أي تقييمات”.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم تعليقاً على هذه العقوبات “أن نهج الغرب المستمر المتمثل بفرض قيود على أفراد عوائل كبار المسؤولين الروس يتحدث عن نفسه” مضيفاً “لا تحتاج مثل هذه الخطوات على الأرجح إلى أي تقييمات لأنها أمر يصعب تفهمه وتفسيره ومع الأسف هم خصوم نضطر إلى التعامل معهم”.

وشدد بيسكوف على أن” رد موسكو على العقوبات الجديدة لا يختلف عن ردها على الحزم السابقة منها” مضيفاً “هذه العقوبات بحد ذاتها تمثل مواصلة نهج مسعور تماما يقضي بفرض قيود مختلفة”.

في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن كم العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا تجاوز مجموع العقوبات التي فرضت على أي دولة أخرى والهدف منها إثارة الذعر بين المواطنين الروس.

ونقلت وكالة تاس عن ميشوستين قوله اليوم إنه حتى خلال الجائحة لم يخفف الغرب ضغوطه عن روسيا ولو ليوم واحد.. وقد تواصلت العقوبات الجديدة هذا العام في مستوى غير مسبوق ووصل عددها إلى ستة آلاف بينها ما هو على قطاعات حكومية وأخرى على أفراد وشخصيات روسية متجاوزة بذلك أي قيود فرضت على أي بلد آخر.

وأشار إلى أن الأمر الأهم والأخطر هو أنها تستهدف جميع المواطنين الروس وأضاف ساخراً “يبدو أن شركاءنا السابقين يتنافسون من منهم سيفرض أولاً العقوبات أو الإجراءات التقييدية ضدنا ويصدرها بشكل يومي تقريباً وهدفهم الأساسي هو خلق الذعر وإلحاق الضرر بكل مواطن روسي”.

في السياق ذاته، قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين إن الولايات المتحدة ترى أن مهمتها الرئيسية تتمثل بإطالة أمد الصراع في أوكرانيا قدر الإمكان.

وأضاف ناريشكين في تصريحات لوكالة نوفوستي إن واشنطن تود جعل هذا الصراع مكلفاً قدر الإمكان لموسكو وكييف باستخدام أقذر الأساليب بما في ذلك إرسال مسلحين لتنظيم الحركات السرية.

ووفق ناريشكين فإن الولايات المتحدة تحاول في نفس الوقت منع تصعيد الموقف في أوكرانيا حالياً حتى لا ينتشر نحو الغرب لافتاً إلى أن الاستراتيجيين الأمريكيين يرغبون في جعل أوكرانيا بالنسبة لروسيا أفغانستان جديدة إلا أنه من الواضح فشل الولايات المتحدة الاستراتيجي في ذلك.

فيما، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تحويل منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى جبهة هجوم جديدة لقواتها.

ونقلت وكالة نوفوستي عن زاخاروفا قولها في مقابلة تلفزيونية: “تعيد الولايات المتحدة الأمريكية تسمية المنطقة إلى شركة الهند والمحيط الهادئ وهو ما يجعل هذه المنطقة نقطة مواجهة جديدة ونقل قوة النفوذ الأمريكي المستقبلي إلى هناك الأمر الذي ينشئ منطقة توتر حول أستراليا”.

إلى ذلك، أكد السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تشويه سمعة روسيا من خلال العديد من الإجراءات الاقتصادية ومنها ما يتعلق بملف الديون.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت أن واشنطن لن تسمح لروسيا بتسديد مدفوعات الديون السيادية بالدولار في البنوك الأمريكية.

ونقلت وكالة نوفوستي عن أنتونوف قوله للصحفيين “نرى في الخطوات الأمريكية رغبة في تشويه سمعة روسيا التي ورغم العوائق الاقتصادية التي تقيمها واشنطن تواصل الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالديون بحسن نية وفي الوقت المناسب”.

وأشار انتونوف إلى أن العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا هي تأكيد على أن واشنطن تواصل إلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي وتقوض فرص الشركاء الأجانب للتعاون متبادل المنفعة مع روسيا وتترك الأعمال الأجنبية من دون الدخل الضروري في الفترة الحالية من الاضطرابات الاقتصادية.

ووصف انتونوف العقوبات الأمريكية ضد مصرفي سبيربنك وألفا بانك بأنها تستهدف مباشرة المواطنين العاديين الروس.

وكانت الولايات المتحدة وسعت أمس القيود المفروضة على روسيا لتشمل 18 فرداً وعشرات الشركات بما في ذلك تلك المرتبطة بالمصرفين الروسيين المذكورين في قائمة العقوبات.

بدوره، كشف المدير العام لوكالة الفضاء الروسية روسكوسموس دميتري روغوزين عن خيارات بلاده بخصوص محطة الفضاء الدولية.

ونقلت وكالة تاس عن روغوزين قوله في تصريح اليوم: “هناك احتمالان أولهما هو إنشاء محطة فضائية روسية وطنية في مدار الأرض تحلق بزاوية الميل 97-98 درجة ما يسمح بمسح مناطق الكرة الأرضية كلها والتحليق فوق منطقة القطب الشمالي خلال 90 دقيقة لكن طاقم المحطة لن يستطيع البقاء فيها لمدة طويلة.. والاحتمال الثاني ينحصر في فصل وحدة ناووكا متعددة المهام ووحدة الالتحام (بريتشال) الروسيتين عن المحطة الفضائية الدولية وإنشاء محطة جديدة على أساسهما”.

وأضاف روغوزين: “في هذه الحال تحلق المحطة بزاوية الميل 6ر51 درجة لكن التحليق فوق روسيا لن يستغرق إلا 5ر2 بالمئة من الوقت الإجمالي مع العلم أن المحطة ستكون قادرة على مسح مناطق أخرى للأرض تثير اهتماما بالغاً”.

وكان روغوزين أعلن في وقت سابق أن روسيا ستتخذ قراراً مستقلاً بمواعيد استخدام المحطة الفضائية الدولية في حال عدم رفع العقوبات التي فرضها الغرب على مركز بروغريس للصواريخ الفضائية.