مجلة البعث الأسبوعية

قطاع الدواجن في دائرة الخطر ..ومطالبات بضرورة الإسراع بتقديم الدعم الحكومي !

دمشق – محسن عبود

يشغل قطاع الدواجن في  سورية دوراً مهماً في بنية الاقتصاد الوطني، حيث تساهم لحوم  الدواجن بحوالي 54% من إجمالي استهلاك المواطن من جميع أنواع اللحوم، كما تساهم منتجات هذا القطاع بتوفير حوالي 42% من استهلاك المواطن من البروتين الحيواني، أيضا يشكل  قطاع الدواجن ثقلاً مهماً في موضوع الصادرات حيث تعتبر صادرات الدواجن من أهم الصادرات غير النفطية للأسواق العربية حيث بلغت هذه الصادرات للسوق العراقيةحوالي 3 ملايين يورو قبل الحرب خلال عام 2010 .

وحول الية عمل المؤسسة والطاقة الإنتاجية لهذه المؤسسة وايراداتها لدعم الخزينة العامة للدولة ومدى توفير انتاجها بالسوق المحلية تحدث الدكتور سامي أبو الدان مدير عام المؤسسة مبينا ان قطاع الدواجن يعيل 6% من سكان سورية ويبلغ عدد المستفيدين منه بحدود 1,2 – 1,3 مليون نسمة كما وبلغ الإنتاج السنوي من منتجات الدواجن بالقطر  3,5 مليار بيضة , 180  ألف طن لحم فروج عام 2010. بحيث وصل عدد المداجن إلى 16 ألف مدجنة .

وعن الدور  الذي تلعبه المؤسسة في دعم الاقتصاد الوطني بين الدان : ان المؤسسة تعد احد أهم الأذرع المنتجة في هذا القطاع وتعتبر واحدة من المؤسسات الإنتاجية الهامة على صعيد الغذاء والأمن الغذائي , وثمرة من ثمار التطور الاقتصادي والاجتماعي بالقطر .

وقد قامت المؤسسة منذ إحداثها بتصميم وبناء وتشغيل إحدى عشرة منشأة ( صيدنايـا , السويداء  القنيطرة  حمص اللاذقية , حماة , حلب معرة النعمان , طرطوس , الرقة، الحسكة ) وهي تحتوي على/ 20/ خط إنتاجي منها /10 / خطوط لإنتاج بيض المائدة , و /5 / خطوط لإنتاج الفروج , و/ 3 / خطوط لإنتاج صوص البياض والفروج  .

وتعتبر المؤسسة المورد  الرئيسي لمادة البيض والفروج لمؤسسات وزارة الدفاع حيث تقوم بيع منتجاتها للتشكيلات العسكرية , وتخصص نحو 10 % فقط لمؤسسات التدخل الايجابي للدولة وتبيع الباقي عبر صالات  ومنافذ البيع المباشر للمواطنين .

وعن الخسائر التي اصابت  قطاع الدواجن  خلال فترة االحرب أشار المدير العام  بأن  قطاع الدواجن في سورية تعرض خلال فترة الحرب لانتكاسات عديدة ساهمت في خروج الكثير من المربين من العملية الإنتاجية ما خلق فجوة إنتاجية في السوق وأدى إلى ارتفاع كبير متلاحق في أسعار منتجاته إضافة إلى خسارة السوق المحلي الذي يتغذى بطرق غير شرعية عن طريق تهريب مادتي البيض والفروج, وأيضا تهريب صيصان التربية عبر الحدود , وقد تراجعت تربية الفروج وأمات الفروج والبياض والجدات بنسبة 60% نتيجة تعدي العصابات الإرهابية وبعض الصعوبات الاقتصادية التي واجهت هذا القطاع وبالتالي شهد انتاج المؤسسة من مادتي بيض المائدة ولحم الفروج ارتفاعا في الأسعار واستمر هذا الارتفاع الى يومنا هذا بسبب الارتفاع الحاد في أسعار المواد العلفية المستوردة حيث ارتفعت أسعار مادة الذرة الصغراء من 600 ليرة للكغ الواحد في عام 2020 الى 1400 ليرة  في عام 2021 ووصلت الان الى 2500 ليرة ,  بالإضافة الى النقص الحاد في  مادة المازوت والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بحيث كان سعر البيضة الواحدة 47 ليرة في عام 2020 وارتفعت الى 160 ليرة في عام 2021 ووصلت الان الى 450 ليرة بينما ارتفع  سعر 1 كغ لحم الفروج  من 1100  ليرة في عام 2020 الى 4000 ليرة في عام 2021  بحيث وصل الان الى حوالي 10000 ليرة وهذا الارتفاع في الأسعار شكل عبئا اقتصاديا على المستوى المعيشي للمواطن السوري

ولكن كان للمؤسسة انجازات خلال فترة الأزمة تتمثل في دور اقتصادي يساهم  في تحقيق الأمن الغذائي على مستوى القطر , ودور تنموي  بتشجيع تربية الدواجن وملحقاتها وتأمين صيصان التربية للمربين بالقطاع الخاص, دور اجتماعي يقوم على توفير فرص العمل الجديدة ضمن خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية للحكومة مؤكدا أن منشآت المؤسسة كانت  تنتج قبل الأزمة 350 مليون بيضة سنويا إضافة  إلى 12 مليون بيضة تفريخ لكن مع بدء الحرب المفروضة على القطر خسرت المؤسسة أربع منشآت وهي الرقة والحسكة وحلب ومعرة النعمان وبخسارتها خرج من الإنتاج حوالي 150 مليون بيضة سنويا .

وعلى الرغم من ظروف الحرب والحصار الاقتصادي المفروض على القطر والتدمير الممنهج الذي حصل للقطاعات الاقتصادية المحلية وفرض تحديات استثنائية غير مسبوقة على المنشآت فقد استطاعت  إدارة المؤسسة العامة للدواجن خلال الفترة 2013 -2022 تنفيذ المشاريع  التي حددها الدان باستمرار استيراد قطعان أمات البياض ( التي تعتبر حلقة الإنتاج الأولى لمادة بيض المائدة بالقطر ) والتي تتم من شركات أوربية متخصصة في مجال تأصيل عروق الدواجن حيث يقدر كمية الصوص المنتجة بحدود /3 / مليون صوص سنوياً وقد تم تجاوز الكثير من الصعوبات الكبيرة في هذا المجال وأهمها الحصار الاقتصادي الظالم والجائر على اقتصادنا الوطني  ومنع التحويلات المالية مع البنوك السورية ومقاطعة شركات الطيران العالمية لمطار دمشق الدولي إضافة الى تأمين حاجة الجيش و القوات المسلحة من مادتي بيض المائدة و لحم الفروج عبر عقود موقعة مع إدارة التعيينات العسكرية منذ أكثر من 30 عاما دون توقف أو انقطاع وعلى مدار العام وبمواصفات عالية الجودة .

كذلك مشروع تحديث التربية في منشأة طرطوس بقيمة نحو /600/ مليون حيث بدء بالمشروع بداية عام 2015 و تم الانتهاء عام 2017 وهو عبارة عن تركيب تجهيزات أوربية حديثة داخل الحظائر القائمة حيث زادت  الطاقة الإنتاجية للمنشأة  من 18 إلى   50  مليون بيضة  سنوياً.

كذلك عملت المؤسسة على إقامة معمل لأطباق الكرتون في منشأة دواجن طرطوس بطاقة إنتاجية /11 / مليون طبق سنوياً وقيمة إجمالية بلغت نحو / 700 / مليون ليرة  وهو يغطي احتياجات القطاع العام من مادة صحون الكرتون .

وأيضا إعادة تأهيل جزئي لقسمي البياض والفروج في منشأة دواجن حلب ( منطقة الزربة ) عبر عقد مبرم مع الشركة العامة للبناء والتعمير بقيمة إجمالية / 750 / مليون ليرة حيث بلغت نسبة التنفيذ حتى تاريخه 100 %  وتم استلام هذه الحظائر من قبل المؤسسة العامة للدواجن حيث سيتم تشغيلها بأقرب وقت .

كما سارعت المؤسسة الى استبدال الحضانات و الفقاسات القديمة  المشادة منذ عام  1991  بمنشأتي حمص وصيدنايا  بتجهيزات أوربية حديثة توفيراً للصيانة و الكفاءة , وقد نفذ المشروع عام 2015 باستبدال /  17 حاضنة + 8 فقاسات / حيث  يقدر حجم الإنتاج بعد التحديث بحدود / 15 / مليون بيضة تفريخ سنوياً.

وأشار الدان إلى إحداث قسم جديد لأمات البياض في صيدنايا بدل القسم الذي خرج من الخدمة بالغوطة الشرقية وهو يؤمن حوالي25 % من حاجة السوق المحلية والمربين من صيصان التربية

كذلك تم إعادة تأهيل  قسم الفروج في منشأة دواجن حمص-منطقة المختارية بعد عودة الأمان إلى المنطقة كي يساهم في تأمين مادة لحم الفروج للمواطنين بالمنطقة الوسطى .

وبين مدير عام المؤسسة ان الخطة الحالية لعام 2022 تقوم على إعادة تأهيل واستثمار مذبح الدواجن في منطقة الزبلطاني التابع لمنشأة صيدنايا بقيمة تقديرية  قاربت 4 مليار ليرة  والذي يؤمن مدينة دمشق بمادة لحم الفروج الأبيض إضافة الى إعطاء الأولوية لإعادة تأهيل المنشأت العاملة بهدف رفع الطاقة الإنتاجية وتحسين مؤشرات الاداء الفني للطيور وتخفيف الهدر الحاصل نتيجة قدم الآلات والتجهيزات  والتي يبلغ قيمتها حوالي 10 مليار ليرة ويتم التنسيق مع هيئة تخطيط الدولة ووزارة المالية لرصد الاعتمادات اللازمة للبدء بالمشروع خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها اقتصادنا الوطني .

وختم مدير عام مؤسسة الدواجن بأن الأمن الغذائي  هو أمن وطني  لا بد من المحافظة عليه رغم كل ظروف الحصار الجائر المفروض على القطر وضمن توجيهات السيد رئيس الجمهورية العربية السورية القائد بشار الأسد الذي أكد بأن أحد المقومات الأساسية التي ساهمت في امتلاك سورية لاستقلالية قرارها خلال العقود الماضية هو الأمن الغذائي الذي وفره القطاع الزراعي  وأن النهوض الحقيقي في أي قطاع من القطاعات يتطلب امتلاك مفاتيح التطور التكنولوجي.

وأكد انه  رغم من جميع التحديات التي مرت بها صناعة الدواجن بالقطر خلال فترات الأزمة إلا أنها بقيت قائمة على قدميها وتتحدى جميع المعوقات التي تواجهها وذلك لإصرار الحكومة على المضي قدما في تطوير قطاعات العمل الزراعي ونحن بانتظار تقديم دعم حكومي للمؤسسة ومنشأتها بهدف تخطى العوائق والصعوبات التي تعترض عمل هذا القطاع والتي تساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية ودعم الاقتصاد الوطني وبالتالي دعم الخزينة العامة للدولة