ثقافةصحيفة البعث

أمل عرفة.. أم ناريمان متعة كوميديا الفارْس

تبهرنا دوماً بما تقدّمه، وهي التي اعتادت تقديم شخصيات تبرع فيها بشكلٍ مختلف، فلا تستكين لما هو عادي، لتؤكد لنا في كل مرة أنها خير من يجسّد الأدوار الصعبة، وها هي اليوم تبهرنا بأدائها لشخصية “أم ناريمان” في مسلسل “حوازيق”، التي لا يمكن تقديمها كما ظهرت إلا من خلال فنانة تجتهد دوماً في تقديم شخصيات من لحم ودم تشبه نماذج نعرفها في محيطنا، تحيك تفاصيلها الصعبة بدقة تتطلب من الممثل جهوداً إضافية لرسم ملامحها بكل إتقان وبراعة. وتدور أحداث العمل حول عائلة تجبرها الظروف الاقتصادية المتردية على استئجار غرفة في فندق يُسمّى “مزهرية غربة” لتبدأ المغامرات مع كل حلقة جديدة في جوٍ فكاهيّ يغلب عليه الطابع الكوميدي، ويشارك في العمل (كتابة زياد ساري وإخراج رشاد كوكش) مجموعة من الفنانين السوريين، أبرزهم: سلمى المصري، وائل رمضان وعلا باشا. وكانت أمل عرفة قد نشرت على حسابها الخاص عبر تطبيق إنستغرام أثناء تصوير المسلسل مقطع فيديو أرفقته عبارة كتبتْ فيها: شخصية أم ناريمان، ومتعة كوميديا الفارْس التي أحبها.

شخصيات في الذاكرة

كثيرة هي الشخصيات التي لعبتها أمل عرفة خلال مسيرتها الفنية وما زالت من ذاكرة المشاهدين بأسمائها وملامحها، فكانت فضة “هنوف السمرا” في مسلسل “خان الحرير” الذي أُنتج عام 1996، وسمر في مسلسل “عيلة خمس نجوم” إلى جانب الممثلة سامية الجزائري وهو من إخراج هشام شربتجي، وقد أُنتج عام 1994 وأحدث حين عرضه نجاحاً منقطع النظير، لتؤدي في العام 2006 في مسلسل “كسر الخواطر” إخراج نذير عواد في إطار ينحو باتجاه الكوميديا؛ شخصية رمزية الفتاة المغرورة التي تسعى لأن تكون محطّ أنظار الجميع، فتتلاعب بمشاعر معجبيها وتحوّل حياة كل من يدور في فلكها إلى جحيم، لتعود في مسلسل “غزلان في غابة الذئاب” الذي أخرجته رشا شربتجي بشخصية العانس المصابة بمرض الصرع والتي تعمل بتحضير وتنظيف الخضراوات ويتسبّب ادّعاؤها على ابن أحد المسؤولين بمعاقبتها وإيداعها في مشفى المجانين، وعندما يُطلَق سراحها من المشفى يتنكر لها الجميع، أما في مسلسل “الخوالي” فكانت لطفية بنت أبو هاشم وحبيبة نصّار وزوجته في نهاية المسلسل الذي أُنتج عام 2000. وعلى مدى العديد من أجزائه، أتاح لها مسلسل “بقعة ضوء” تقديم العديد من الشخصيات التي تفنّنت في تقديمها، ولأنها فنانة لا تهدأ ولا تستكين؛ عادت بكل ألقها لتقدّم لنا في مسلسل “دنيا” الخادمة القادمة من ضيعة بين القصرين، وهي الفتاة القوية ذات اللسان السليط الفاضح التي تدخل البيوت وتعرف أسرارها ولا تخرج منها إلا بمشكلات كبيرة، وحظي العمل بنجاح كبير في الوطن العربي فتمّ تقديم جزء ثانٍ له عام 2015 حيث كبرت دنيا وهجّرتها الحرب السوريّة، العمل كتبته عرفة وأخرج الجزء الأول منه عبد الغني بلاط، والثاني زهير قنوع، وكانت عرفة قد كشفت أن دنيا شخصية واقعية، وفي عام 2018 شاركت عرفة في مسلسل “كونتاك” وهو من نوع الحلقات المتسلسلة واللوحات المنفصلة، تتنوع فيه الشخصيات، وكانت من شخصيات المسلسل الثابتة وجسّدتْ فيه شخصية انتصار الجزراوي، وهي امرأة من شمال سورية تنزح إلى دمشق بسبب ظروف الحرب، متحاملة على الرجال لوقوعها ضحية احتيال وسرقة من قبل خطيبها السابق، فتأخذ على عاتقها توعية النساء عبر مجموعة نسائية على فيسبوك. ومؤخراً  أعلنت عرفة عن تعاقدها لبطولة عمل كوميدي مع اللبناني جورج خباز الذي كتب نص العمل، وأسندت للمخرج أمين درّة مهمة إخراجه، والعمل من إنتاج شركة “الصباح” وهو مسلسل قصير مؤلف من ٩ حلقات، يحمل في كل حلقة قصة مختلفة، وسيتمّ عرضه على منصة شاهد.

خيار ثانوي

برعت الفنانة أمل عرفة في تقديم العديد من الأدوار والشخصيات المختلفة، وكانت قد صرّحت أن قلة عدد الفنانات الكوميديات يعود لعدد من الأسباب وعلى رأسها الموهبة وتقبل الكاركتير الكوميدي، كما بيّنت خلال ظهورها في برنامج “40” مؤخراً أن الناس والجمهور أصبحوا يميلون إلى الكوميديا في الأعمال وخصوصاً في الظروف الحالية، موضحة أنه من السهل جعل المشاهد يبكي لأنه يريد سبباً للبكاء وهذا لا يتطلب أن يكون الممثل ذا كفاءة عالية، موضحة أن من يقدم الأعمال الكوميدية بشكل قوي يستطيع أن يقدم التراجيديا بقوة، أما العكس فغير صحيح. ورأت أن غياب الكوميديا عن الأعمال العربية سببه قناعة شركات الإنتاج صاحبة القرار في سوق الإنتاج الدرامي بأن العمل الكوميدي خيار ثانوي، إضافةً إلى قلّة من يعمل في المجال الكوميدي وخصوصاً الأدوار النسائية.

يُذكر أن عرفة نالت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسلات “غزلان في غابة الذئاب، وكسر الخواطر، وشاء الهوى” في سورية عام 2006، وتكريماً في مهرجان دمشق السينمائي لمشوارها الفني عام 2009، وجائزة أفضل ممثلة دور أول في مهرجان أدونيا عن دورها في مسلسل “بعد السقوط” عام 2010، وجائزة أفضل ممثلة سورية كوميدية في استفتاء مجلة سيدتي عام 2016.

أمينة عباس