أخبارصحيفة البعث

سردية الولايات المتحدة الكاذبة

تقرير إخباري

أصدرت شبكة “إن بي سي نيوز” تقريراً جديداً أشارت فيه إلى أن إدارة بايدن سارعت إلى الإفصاح عن معلومات استخباراتية “غير موثوقة” حول خطط روسيا في أوكرانيا، أو “تستند إلى التحليل أكثر من استنادها الى أدلة دامغة”، لشن حرب إعلامية ضد الرئيس الروسي بوتين. ولتحقيق هذه الغاية، عممت الحكومة الأمريكية عن عمد مزاعم كاذبة بشأن هجمات وشيكة بأسلحة كيماوية، تماماً كما فعلت مع سورية. وأضاف التقرير أنه على مدار السنوات الخمس الماضية، بدءاً من “روسيا غيت” والآن أوكرانيا، بدا واضحاً أن الشعب الأمريكي أصبح هدفاً معلناً، إذ احتل عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم الإدعاء الذي يقول “المسؤولون الأمريكيون إن لديهم أدلة تشير إلى أن روسيا ربما تستعد لاستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا”، ومن ثم أعلن العجوز جو هذا الامر.

ولكن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قالوا لشبكة “إن بي سي نيوز” إنه لا دليل على أن روسيا جلبت أسلحة كيماوية بالقرب من أوكرانيا، وأن ادارة بايدن أصدرت هذه المعلومات لردع روسيا عن استخدام هذه الذخيرة المحظورة. لقد كذبت وسائل الاعلام ونشرت عن عمد معلومات مفادها أنه ليس لديها سبب للاعتقاد بأنها صحيحة، وقد تم تضخيم هذه الكذبة من قبل جميع وسائل الإعلام الأكثر نفوذاً في العالم الغربي. ومن ثم ذكر المسؤولون مثالاً آخر على قيام إدارة بايدن بنشر رواية كاذبة كجزء من “حرب المعلومات”، وهي اتهام روسيا بأنها لجأت إلى الصين للحصول على مساعدة عسكرية محتملة، وهذا الاتهام يفتقر إلى أدلة دامغة، وفقاً لمسؤول أوروبي ومسؤولين أمريكيين قالوا إنه لا توجد مؤشرات على أن الصين تخطط لتزويد روسيا بالأسلحة.

في هذا السياق، اعترف أحد ضباط المخابرات بأن العديد من “تسريبات المخابرات” الغربية التي تنقلها وسائل الإعلام ليست تسريبات حقيقية، ولكنها رسائل دعائية تهدف إلى إضعاف بوتين.

ولطالما كان واضحاً أن الإمبراطورية الأمريكية تسعى جاهدة للسيطرة على السرد لتعزيز هيمنتها على الكوكب من خلال الرقابة على الإنترنت والدعاية والتلاعب بالرأي العام وتطبيع الاضطهاد والصحفيين. وقد يكون الأمريكيون الآن في مرحلة سيطرة السرد الإمبراطوري حيث يمكنهم البدء في صنع الموافقة العامة علانية على الكذب عليهم من أجل مصلحتهم، تماماً كما دربت حملة التشهير ضد جوليان أسانج الليبراليين الرئيسيين للدفاع عن حق حكومتهم في إخفاء الأسرار المظلمة عنهم، وبالتالي، قد يكونوا الآن في مرحلة تقدم السيطرة السردية حيث يتم تدريب الليبراليين للدفاع عن حق حكومتهم في الكذب عليهم.

وعليه، تصعد الولايات المتحدة من عدوانها في الحرب الباردة ضد روسيا والصين في محاولة يائسة للحفاظ على هيمنة أحادية القطب، حيث تلعب الحرب النفسية تقليدياً دوراً رئيسياً في مناورات الحرب الباردة، بسبب عدم القدرة على مهاجمة الأعداء علناً بالأسلحة النووية. لذا فقد حان الوقت لجعل “مفكري” الفصيلين السياسيين الرئيسيين في أمريكا يشجعون بتعصب تلاعب حكومتهم بالحرب النفسية. وعند القاء نظرة سريعة على الإنترنت لمعرفة ما يقوله الليبراليون البارزون عن تقرير شبكة “إن بي سي” يظهر أن هذا هو ما يحدث بالفعل. في الدوائر الليبرالية، يبدو أن هناك قبولاً واسع النطاق بأن أقوى حكومة في العالم تستخدم أقوى المؤسسات الإعلامية في العالم للكذب على الرأي العام لأغراض استراتيجية. وإذا استمر قبول هذا، فسوف يجعل الأمور أسهل بكثير لمديري الإمبراطورية في المستقبل، بحسب التقرير.

هيفاء علي