صحيفة البعثمحليات

تعاون بين الأرصاد الجوية والاستشعار عن بعد للإنذار المبكر عن الحرائق

دمشق – حياة عيسى
بهدف الإنذار المبكر عن الحرائق والكشف عن الأماكن الأكثر عرضة لها، تمّ التعاون بين مديرية الأرصاد الجوية والهيئة العامة للاستشعار من خلال “منصة الحرائق” لجمع وأخذ المعلومات الأكثر ملاءمة للمناطق التي تغطيها المنصة للتأهب والاستعداد والحدّ من انتشار الحرائق في المناطق الحراجية، إضافة إلى التعريف بالأماكن المهيأة أكثر من غيرها للحرائق لأخذ كافة الاحتياطات اللازمة للتخفيف من انتشارها والحدّ منها تفادياً لمخاطرها التي تتالت في السنوات الماضية.
رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية شادي جاويش بيّن في حديث لـ”البعث” أن المنصة تباشر عملها بشكل مكثف من الآن وتستمر لنهاية فصل الخريف، وهي أكثر الفترات التي تنشط الحرائق فيها، وذلك من خلال التعاون مع وزارة الزراعة من جهة ومديرية الحراج، إضافة إلى هيئة الاستشعار عن بعد التي باشرت العمل بمنصة الحرائق منذ عام 2020، في حين تمّ الانضمام إلى المنصة من قبل مديرية الأرصاد العام الماضي بتعاون مشترك بين الجهتين للتبليغ عن الإنذار المبكر، وللتعريف بالمناطق المؤهلة للحرائق، ولاسيما المناطق الحراجية كسلسلة الجبال الساحلية والأطراف المجاورة لها، علماً أنه عندما بدأت المنصة في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد كان الاعتماد في الحصول على معلومات حول إمكانية نشوب حرائق يتمّ من قبل مراكز عالمية تعتمد على عدة بيانات إحصائية سواء طبوغرافية الأرض، أو التوزع السكاني، أو العمراني، ومؤشر انتشار الحرائق الخاص بالطقس”wfi”  وهذا الشق كان يعتمد عليه من قبل المراكز العالمية ولكن الدقة ضعيفة نسبياً، وحالياً يتمّ إنتاجه ضمن المديرية العامة للأرصاد الجوية على موديلات عددية خاصة “ايتا” الذي يتمّ تطويره من خلال فريق عمل، ولاسيما بوجود تعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد ضمن هذا الشق لإنتاج الخرائط للإنذار المبكر عن الحرائق والتي تهمّ العديد من الجهات كـ(وزارة الزراعة، الحراج، مناطق انتشار الحرائق).
يُشار إلى أن مؤشر انتشار الحرائق الذي يخصّ الأرصاد الجوية يبيّن أن ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، ونشاط الرياح، لها دور كبير في تهيئة الشروط المناسبة لوجود وانتشار الحرائق، ولاسيما أن منطقتنا معروفة بالرياح الشرقية في هذه الفترة، وتلك الرياح عند مرورها بالمنطقة الساحلية وتحديداً سلسلة الجبال الساحلية تفقد قسماً من رطوبتها وتزيد من سرعتها وتزيد من درجة حرارتها، وتلك العوامل تؤدي إلى زيادة مؤشر خطورة انتشار الحرائق والذي من شأنه التأثير على المزروعات والمناطق الحراجية.