دراساتصحيفة البعث

محاولة جديدة لتأليب الآسيان ضد الصين

عائدة أسعد 

من المقرّر أن يستضيف رئيس الولايات المتحدة جو بايدن قمة خاصة لزعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا يومي 12- 13 أيار في واشنطن، وذلك وفقاً لبيان صادر عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي.

إن الغرض من القمة هو إظهار التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه الآسيان، وإحياء ذكرى 45 عاماً من العلاقات بين الولايات المتحدة والآسيان، ولكن بالنظر إلى عقد الاجتماع في أواخر تشرين الأول 2021 سيكون هذا الاجتماع مميزاً من بعض النواحي، وسيكشف عن نوايا الولايات المتحدة لتأليب الآسيان ضد الصين.

ومن المؤكد أن توفر القمة المفترضة بعض الأدلة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعمل على تعديل انتشارها الاستراتيجي العالمي في ضوء الصراع المستمر في أوكرانيا، وتأثيراته الجيوسياسية على العلاقات بين الدول الكبرى، وعلى وجه الخصوص كيف ستتعامل مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ أو ما تعتبره واشنطن المحيطين الهندي والهادئ في المستقبل.

وعلى الرغم من الأزمة الحالية في أوكرانيا، وكما كانت الحال في مؤتمرات القمة والاجتماعات الأخرى التي نظمتها الولايات المتحدة، يعتقد الكثيرون أن الصين ستكون محور التركيز المحتمل للقمة عندما يتعلق الأمر بما تعتبره الولايات المتحدة التحديات الأكثر إلحاحاً في المنطقة، حتى لو لم تكن الصين من المواضيع المطروحة في طليعة المناقشات المقابلة.

وعلى الرغم من أن دول الآسيان قد تكون أكثر قلقاً بشأن مخاوف فورية مثل الوحدة الداخلية في أعقاب التغيير السياسي في ميانمار، بالإضافة إلى المصاعب الاقتصادية المحلية والإقليمية، وإعطاء زخم للانتعاش الاقتصادي، إلا أنه لا توجد طريقة لإلهاء واشنطن عن هوسها بهذا الأمر كون بحر الصين الجنوبي كمكان للتنافس مع الصين، على الرغم من أن دول المنطقة وجدت السلام بشكل عام فيما بينها وتعمل الآن نحو مدونة سلوك مشتركة لمياه بحر الصين الجنوبي.

وبناءً على ما تقوله واشنطن وما تفعله يكاد يكون من المستحيل التخيّل أنها لن تستفيد من القمة لتغذية بذور عدم الثقة التي كانت تحاول زرعها بين الآسيان والصين، ففي السرد النموذجي لواشنطن تعتبر بكين أكبر تهديد منفرد لرؤيتها لـ منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة.

والجدير بالذكر أن بكين قرأت المناورات الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة على أنها تهدف إلى إنشاء نسخة آسيا والمحيط الهادئ من حلف شمال الأطلسي بهدف الإضرار بإطار التعاون الإقليمي الذي يركز على الآسيان.

والعالم على دراية أن واشنطن تتنقل من خطوة إلى أخرى، وتلعب لعبة جيوسياسية تحت ستار تعزيز التعاون الإقليمي، والادعاء بأنها تريد حماية الآخرين من الأذى، بينما تشير المعطيات دائماً إلى أنها تعمل على إيذاء الآخرين، ولذلك يجب على أعضاء الآسيان التعامل بحذر مع الخطاب المثير والوعود الشجاعة التي تهدف إلى مواءمتها مع هدف واشنطن في القمة المقررة.