أخبارصحيفة البعث

“ناتو آسيوي”.. آخر خطط واشنطن لمحاصرة الصين

تقرير إخباري 

يبدو أن خطط الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لإيجاد نسخ جديدة من حلف “الناتو” متواصلة فبعد الحديث عن ناتو شرق أوسطي يضم كيان الاحتلال الإسرائيلي وبعض الدول العربية المطبعة معه لمواجهة إيران، تتجه الأنظار إلى المحاولات الأمريكية لتعديل في صيغة حلف “كواد” الرباعي والذي يضم إلى جانبها  الهند وأستراليا واليابان ليكون حلف الناتو بالنسخة الآسيوية، والهدف الرئيس هو مواجهة الصين والحد من تمددها في المحيطين الهادئ والهندي..

التحرك الأمريكي المتسارع جاء على وقع التطورات المتلاحقة السياسية والميدانية في العالم وفي منطقة المحيطين الهادئ والهندي، فبكين لم ترضخ للضغوط الغربية لدفعها لتبني موقف ضد موسكو وعمليتها الخاصة لحماية الدونباس، على الرغم من كل التهويل والعويل الذي مارسته الدول الغربية لتحقيق ذلك، كما أن الاتفاقية الأمنية التي وقعتها بكين مع جزر سليمان رغم معارضة أستراليا والولايات المتحدة علناً شكل عاملاً إضافياً للدفع بسرعة نحو تغيير تحالف كواد والانتقال به ليكون حلفاً يتوسع باتجاه ضم الدول الآسيوية التي تسير في الركب الأمريكي بهدف محاصرة الصين ومنعها من التمدد كما تزعم.

بكين كانت واضحة منذ البداية أن التحالفات التي تقوم بها واشنطن والتي تم تفعليها بقوة مع وصل الرئيس جون بايدن إلى البيت الأبيض من أوكوس وكواد وكواد بلس والعيون الخمس، مصيرها الفشل داعية واشنطن وحلفائها للتخلي عن عقلية الحرب الباردة والالتفات إلى التعاون والتنمية بدلاً من الحروب وتطوير الأسلحة حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان: ” أن الدول المشاركة في التحالفات التي تنشئها واشنطن “لا تستطيع التخلي عن عقلية الحرب الباردة وسياسة التكتّلات، وهدفها النهائي هو إقامة نسخة من حلف شمال الأطلسي في آسيا والمحيط الهادي، تخدم بشكل كامل أنانية الهيمنة الأميركية”، داعياً بأن “تتعامل بشكل مناسب مع تطلّعات دول آسيا والمحيط الهادئ، من أجل السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة ولعبة المحصلة الصفرية”.

طبعاً، الهواجس الأمنية التي عبرت عنها الصين أيدتها فيها روسيا التي تخوض اليوم حرباً في أوكرانيا للحفاظ على أمنها من المحاولات الغربية التي أرادت من حلف الناتو أن يكون رأس حربة فيها من خلال استخدام أوكرانيا ونظامها النازي لمحاربتها فكانت العملية الخاصة في الدونباس الوسيلة الأخيرة لمنع ذلك، وفي هذا السياق يقول نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف رداً على الأخبار التي تترد حول تحويل حلف كواد إلى ناتو آسيوي: “أعتقد إن خطط هؤلاء المهندسين السياسيين الذين يودون أن يروا فيها النموذج الأولي لحلف الناتو الآسيوي القائم على تضامن المحيطين الهندي والهادئ المشابه لحلف شمال الأطلسي لن تتحقق”،  معتبراً أن عدم تحقق ذلك يعود للعديد من الأسباب منها عدم تجانس تكوين التحالف المذكور فضلاً عن أنه لا يمكن العثور بين الدول المسؤولة عن هذه المنطقة من يريد الانجرار إلى المواجهة التي تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لخوضها وخاصة من أجل ردع الصين النامية بسرعة.

رغم كل التحذيرات التي تطلقها الصين وروسيا عن المخاطر التي قد تتسبب بها محاولات واشنطن إيجاد نسخ جديدة من حلف الناتو، وما قد يسببه ذلك من عودة سباق التسلح والحروب إلا أن واشنطن مستمرة في مشاريعها، وخططها لتحقيق ذلك، ولعل في الكشف عن مشروع أمريكي أسترالي بريطاني لتطوير أسلحة فرط صوتية ما يؤكد ذلك.