أخبارصحيفة البعث

بوتين: روسيا ستستخدم وسائل لا يمتلكها “خصومها” في حال تهديدها

البعث – وكالات:

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن قوى خارجية دفعت كييف إلى المواجهة المباشرة مع روسيا، مؤكداً أن بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، جنبت روسيا خطراً حقيقياً كان يحدق بها.

وقال بوتين في كلمة ألقاها أمام جلسة لمجلس المشرعين التابع للجمعية الفدرالية الروسية، عقدت في بطرسبورغ اليوم، إن خصوم روسيا في العالم لا يحتاجون ببساطة إلى دولة كبيرة مثلها، ووصف رهان الغرب على الكارهين للروس، وعلى النازيين الجدد بأنه سلاح جيوسياسي جديد.

وأضاف بوتين: لو حاول طرف ثالث التدخل في الأحداث الأوكرانية، عليه أن يعرف أن ضرباتنا ستكون صاعقة وسريعة، وأضاف أنه في حالة وجود تهديد لروسيا، فإن بلاده ستستخدم في ردها الوسائل التي لا يمتلكها بعد أي من خصومها.

وأشار أن الغرب حول أوكرانيا الجارة إلى بلد عدو لروسيا، وأصبحت أوكرانيا ببساطة مادة قابلة للاستهلاك في الحرب ضد روسيا، مؤكداً أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا كانت صحيحة وفي حينها، وانه سيتم تحقيق أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا دون أدنى شك، وأن هذه العملية ستضمن أمن دونباس وشبه جزيرة القرم الروسية وروسيا بأسرها مستقبلا..

وأوضح بوتين أن النظام البنكي والتجارة والاقتصاد الروسي ككل صمد، وفوت على الغرب ما كان يعتقده ضربة لروسيا، مبيناً أن الغرب شن حربا اقتصادية ضد روسيا بذرائع مختلفة، ولكنه فشل و”استطعنا الرد على محاولة عزلنا”

من جانبه، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، إن الناتو أرسل مستشاريه العسكريين إلى أوكرانيا، بهدف دفع كييف نحو حل مشكلة دونباس بالقوة، والدخول في نزاع مسلح مع موسكو.

ولفت باتروشيف، في اجتماع حول القضايا الأمنية في جنوب روسيا، الانتباه إلى أن أوكرانيا وقعت اعتباراً من 2014 تحت الرقابة الخارجية الكاملة من جانب الولايات المتحدة، وتم تزويدها بأسلحة حديثة بشكل مكثف من جانب دول الناتو.

وأضاف: “أرسلت دول الناتو، مستشاريها العسكريين ومدربيها بهدف واحد – إعداد نظام كييف لمشكلة مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بالقوة، وإثارة مواجهة مسلحة مع روسيا”.

وفي السياق ذاته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين أن العقوبات المفروضة على روسيا غير عادلة داعياً دول العالم إلى توحيد الجهود لبناء نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً.

وقال بانكين أمام منتدى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة: “روسيا باتت اليوم تحت ضغط غير مسبوق من العقوبات وهذا أمر غير عادل… لأنه مبني على الأكاذيب والنفاق”، مشيراً إلى أن سبب المشاكل الحالية في التنمية الاقتصادية في العالم هو النظام الاقتصادي القائم وغير العادل الذي يعززه “عدم رغبة الدول الغربية في إعادة النظر في النظام المالي الراهن الذي يضيق حقوق ومصالح الدول”.

واعتبر بانكين أن هذا النظام يمنع الدول النامية من إمكانية الانتقال إلى مرحلة جديدة من التنمية، كما أن النماذج الحالية للعلاقات الاقتصادية تجعل رفاهية مناطق كاملة من العالم، معتمدة على النمو الاقتصادي في الدول المتطورة اقتصادياً، لافتاً إلى أن أسعار الخامات المصدرة تنخفض بالمقارنة مع أسعار المنتجات الصناعية للدول المتطورة.

من جهتها، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن السلطات الأوكرانية تريد التلاعب بالوضع حول مصنع “آزوفستال” في ماريوبول لمصلحتها الخاصة.

وقالت زاخاروفا في تصريح صحفي: “يريد نظام كييف التلاعب بهذا الوضع عن طريق استخدام الأشخاص المتواجدين هناك لمصلحته”.

وأضافت أن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، يعتقد أنه يجب أن يكون لدى المرء ورقة رابحة معينة في جعبته – فظيعة ودموية – لكنها في فهمه بطاقة “يمكن اللجوء إليها بلا نهاية”.

في السياق ذاته، وصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، تلويح مسؤول أوكراني بإمكانية غزو قوات بلاده أراضي جمهورية ترانسنيستريا غير المعترف بها في شرق مولدوفا، بأنه تصريح استفزازي.

وقال بيسكوف للصحفيين، رداَ على سؤال صحفي عن تقييم الكرملين لهذا التصريح: “إنه تصريح استفزازي إلى حد كبير وهذا كل ما أستطيع قوله”.

في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن روسيا فرضت عقوبات شخصية على 287 عضواً في مجلس العموم بالبرلمان البريطاني.

وقالت الخارجية في بيان: “رداً على القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية في 11 آذار الماضي، بشأن إدخال أسماء 386 نائبا لمجلس الدوما الروسي في قائمة العقوبات، تفرض على أساس المعاملة بالمثل قيود شخصية على 287 نائباً بمجلس العموم بالبرلمان البريطاني”.

وذكر البيان أن قائمة العقوبات الروسية تشمل رئيس مجلس العموم البريطاني، ليندسي هارفي هويل.

وأضاف: “قام هؤلاء الأشخاص الذين منعوا الآن من دخول الأراضي الروسية، بدور أكثر نشاطاً في إنشاء أدوات العقوبات المناهضة لروسيا في لندن، وهم يساهمون في إثارة الهستيريا المعادية للروس في بريطانيا”.

كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، عن طرد 8 دبلوماسيين يابانيين، مضيفة أنه يجب عليهم مغادرة الأراضي الروسية قبل 10 أيار القادم.

وأوضحت الوزارة في بيان أنها دعت ممثل السفارة اليابانية لدى موسكو إلى مبنى الوزارة حيث تم إبلاغه بأن طوكيو “اتخذت نهجاً معادياً بشكل صارخ لروسيا” بعد بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

وأكمل البيان: “بغض النظر عن الفطرة السليمة، اتخذت اليابان علانية موقف الدعم الكامل للوحدات النازية العاملة في الأراضي الأوكرانية وتقديم المساعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية لنظام كييف. وكل ذلك مصحوب بتصاعد الهستيريا المعادية للروس في المجتمع الياباني وخلق عقبات خطيرة أمام العمل الطبيعي للبعثات الخارجية الروسية خلافاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961”. وأشار إلى أن مسؤولية ذلك تقع بالكامل على عاتق الحكومة اليابانية التي “اتخذت خياراً لصالح التخلي عن العلاقات الودية والبناءة مع روسيا”.

كما أعلنت الخارجية الروسية عن طرد 3 دبلوماسيين من السفارة النرويجية لدى موسكو، وأمرت بمغادرتهم الأراضي الروسية في أقرب وقت ممكن.