ثقافةصحيفة البعث

في حفل أقيم لهم.. دار الأسد للثقافة والفنون تحتضن دُور الأيتام

من مسرح دار الأوبرا صدحت أصواتهم بالغناء، ومن مقاعدهم رقصوا ولعبوا مع أطفال “شمس أكاديمي” و”فرقة غنوة” الذين أرادوا أن ترتسم البسمة على وجوههم، وأن يدخل الفرح على قلوبهم وهم الذين أتوا من دور الأيتام في دمشق ليشاركوا في حفل يوم اليتيم العالمي، ليكون هذا اليوم ليس كبقية الأيام التي يعيشونها، وذلك بمبادرة خاصة من وزارة الثقافة ودار الأسد للثقافة والفنون لجعل هذا الحفل الذي أحيته فرقة “غنوة” بتقديم عرض مسرحي غنائي راقص يوماً مميزاً لهم سيبقى في ذاكرتهم.

أبناء الوطن

وبيّنت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح التي حضرت وشاركت الأطفال فرحتهم أن هذا ليس هو الحفل الأول الذي يُقام للأيتام، فخلال أسبوع مضى أقامت الوزارة عبر مديرية ثقافة الطفل عدة نشاطات في دور الأيتام في دمشق وفي كل المحافظات ليتمّ التأكيد لهم أنهم أبناء الوطن، وأن الوطن يحتضنهم وليس فقط دور الرعاية، وحتى يشعروا أنهم جزء من الكل في المجتمع،

الأيتام أفراد أساسيون

وأشار أندريه معلولي مدير دار الأسد للثقافة والفنون إلى أن الدار حرصت على إقامة هذا الحفل لأنه يندرج تحت بند الثقافة المجتمعية، مبيناً أن الهدف من الحفل هو جمع دور الأيتام المتعدّدة في دمشق لتوجيه الشكر لها على رعايتها لأبنائنا الأيتام، متمنياً أن تكون الرسالة قد وصلت من خلال ساعة ونصف من الفرح قدمتها الدار بالتعاون مع فرقة “غنوة” و”شمس أكاديمي” الداعم الأساسي للحفل، موضحاً أن هكذا فعاليات ضرورية جداً ويجب تفعيلها والاستمرار بها حتى يصبح كل أطفال الوطن أخوة في الإنسانية والمواطنة، وكل الأيتام أفراداً أساسيين في هذا الوطن وهذا ما يجب أن يعرفوه.

غنوة 

وأشارتْ غنوة التي قادت الحفل إلى أنها أسّست فرقتها في لبنان وهي معروفة منذ 21 عاماً، حيثُ تُقدّم استعراضاتها في العديد من الدول بشكل دائم، وهي سعيدة بمشاركتها من خلال عرض مسرحي غنائي راقص بهدف رسم البسمة والفرحة على وجوه الأيتام، وهي في هذا الحفل وبحضور الجمهور الكبير من دور الأيتام أرادت أن تُقَدّم استعراضاً غنائياً يترك فيه الأطفال مقاعدهم ليشاركوا في الغناء والرقص والألعاب وليفجّروا مواهبهم ويشعروا أنهم مشاركين، وأن حضورهم لم يقتصر على الجلوس في المقعد والمشاهدة ومن ثم المغادرة.

وأشارت غنوة إلى أنها تتعاون مع فرقة “شمس أكاديمي” التي بدأت تكبر يوماً بعد يوم، وقد استطاع طلابها بعد عدة أشهر من التدريب أن يقفوا على خشبة المسرح ويحققوا حلمهم في أن يصبحوا نجوماً، وقالت إن أعمالاً مسرحيّة عديدة قدّمتها بالتعاون مع فرقة “شمس أكاديمي” آخرها كان بمناسبة عيد الأم، ويتمّ التحضير حالياً معها لتقديم حفل كبير يُشارك فيه جميع الطلاب في ختام العام الدراسي خلال شهر حزيران، مبيّنة من خلال عملها مع الطفل السوري أنه متعطش للفرح نتيجة الحرب ووباء كورونا والظروف الاقتصادية التي انعكست عليه وعلى أسرته، وهذا ما تشعر به أثناء تدريبها للطلاب الذين يتلقفون أي معلومة في الرقص بأسرع وقت ممكن، منوهة بأن وقوف الطفل على خشبة المسرح يغيّر من شخصيته فتزيد ثقته بنفسه ويصبح أكثر جرأة.

أكاديمية “شمس

وأشارت رنا العلي صاحبة مشروع “أكاديمية شمس” إلى أن الأكاديمية تُعنى بالأطفال وتنشئتهم رياضياً وفنياً بشكل أكاديمي، وهي تحاول دائماً تقديم ما هو جديد لتخريج جيل قادر على اعتلاء خشبة المسرح التي تزيد ثقة الطفل بنفسه، مبينة أن نجاح التجربة المسرحية الأولى لطلاب الأكاديمية والتي حملتْ عنوان “الغابة” كان المشجّع الأول على الاستمرار، كما كان التعاون مع فرقة “غنوة” خطوة مهمة في مشروع “شمس أكاديمي” والذي سيتوّج قريباً بحفل يتزامن مع انتهاء العام الدراسي.

أثر كبير

وتمنت كلودا رجا مديرة مؤسسة جمعية حقوق الطفل – مركز الرعاية المؤقتة للذكور بقدسيا – أن تستمر مثل هذه المبادرات، فمن خلالها يخرج هؤلاء الأيتام من روتين حياتهم، حيث تتاح لهم فرصة الاطّلاع على كل ما هو جديد ومختلف، ومن خلال هذا الحفل تعرفوا على دار الأوبرا وكانوا سعداء بما يشاهدونه، وكذلك تعرّفوا على أيتام آخرين من دور مختلفة، فغنّوا ورقصوا ولعبوا معهم ومع أطفال “شمس” وفرقة “غنوة”.

وبيّنت سوسن بغدان – أمانة سر ميتم القديس بيدليمون للبنات أن هذا الحفل كان مبادرة جميلة أدخلت البهجة والفرح إلى قلوب الأيتام من خلال حفل فني أُنجِز من أجلهم، أما الحاجّة آبركسيا ميرزا من دير صيدنايا فقد توجّهت بالشكر لكل من ساهم في إدخال الفرحة والسعادة إلى قلوب الأيتام وجمعهم في دار الأوبرا هذا الصرح الحضاري الكبير، كما عبّر العديد من الأطفال عن سعادتهم بقدومهم إلى دار الأوبرا ومشاركة “شمس” أكاديمي” وفرقة “غنوة” الغناء والرقص والألعاب.

أمينة عباس