أخبارصحيفة البعث

فولودين تعليقاً على العقوبات الغربية: “كل ما لا يقتلنا يجعلنا أقوى”

البعث – وكالات:

مع صمود الاقتصاد الروسي أمام العقوبات الهستيرية التي فرضتها الدول الغربية عليه، بدأت الشكوك تساور المسؤولين الاقتصاديين الغربيين حول جدوى هذه العقوبات، فضلاً عن تسرّب المخاوف إلى المجتمعات الغربية من أن تكون العقوبات ذات أثر عكسي بحيث تؤدّي إلى ركود اقتصادي حاد في الدول الغربية، الأمر الذي ينذر بإشاعة أجواء من عدم الاستقرار فيها نتيجة التضخم الذي بدأ يضربها، في الوقت الذي استطاعت فيه موسكو التأقلم مع هذه العقوبات وراحت تشقّ طريقاً آخر لتعاملاتها الاقتصادية والمالية حول العالم.

وفي السياق، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، معلقاً على عدد العقوبات المفروضة على روسيا من جانب الغرب: إن “كل ما لا يقتلنا يجعلنا أقوى”.

وأضاف فولودين القول: “تم فرض 10128 عقوبة على بلادنا. أكثر من أي دولة أخرى في تاريخ وجودها بأكمله. 10128 تحدّياً لكي نصبح أقوى. يعتقد الرئيس الأمريكي بايدن أن البديل الوحيد للعقوبات ضد روسيا يمكن أن يكون حرباً عالمية ثالثة. كل ما لا يقتلنا يجعلنا أقوى”.

وعلى خلفية بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فرضت الدول الغربية عدة حزم من العقوبات ضد روسيا الاتحادية.

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن سياسة احتواء وإضعاف روسيا، تعتبر استراتيجية طويلة الأمد للغرب، وإن العقوبات وجّهت ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي بأسره.

من جهة ثانية، اعتبر إيفان تيمونين، المستشار في شركة Vygon Consulting، أن الغاز الروسي المصدّر إلى أوروبا، يمكن تحويله بالكامل إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بشرط تطوير البنية التحتية التصديرية.

وقال الخبير في حديث لوكالة “نوفوستي”: “إمدادات الغاز الروسي التي تصدّر حالياً إلى أوروبا، من المحتمل تحويلها بشكل كامل باتجاه منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لكن هذا سيتطلب تطويراً نشطاً للبنية التحتية التصديرية، بما في ذلك إنشاء خطوط أنابيب غاز جديدة ومصانع لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي سيستغرق وقتاً”.

وأضاف المحلل: إن تحويل الإمدادات الروسية إلى آسيا لا يرجع فقط إلى رغبة المستهلكين الأوروبيين في التخلي عن الهيدروكربونات من روسيا، لكن أيضاً إلى عوامل السوق. فبحلول عام 2025، يتوقع أن يكون أكثر من نصف الزيادة في الطلب العالمي على الغاز الطبيعي من حصة الدول الآسيوية، وفي مقدمتها الصين والهند.

وأوضح تيمونين أن إجمالي استهلاك الغاز في منطقة آسيا والمحيط الهادئ سيزداد بنحو 160 مليار متر مكعب بحلول عام 2025 مقارنة بالمستوى الحالي.

ويتم الآن تصدير الغاز الروسي للصين عبر خط أنابيب “قوة سيبيريا”، الذي بدأ تشغيله في نهاية عام 2019 وبلغ حجم التوريدات عبره 4.1 مليارات متر مكعب عام 2020. ومن المخطط زيادة حجم التوريدات سنوياً حتى الوصول إلى الطاقة التصميمية البالغة 38 مليار متر مكعب بحلول عام 2025.

ومع الأخذ في الاعتبار الاتفاقية الجديدة التي تم توقيعها في شباط الماضي، قد يصل الحجم الإجمالي للتوريدات إلى الصين عبر مسار “الشرق الأقصى” إلى 48 مليار متر مكعب سنوياً.

إضافة إلى ذلك، تجري حالياً دراسة مشروع “قوة سيبيريا”، الذي يتضمّن بناء خط أنابيب غاز إلى الصين عبر أراضي منغوليا، وستكون قدرته 50 مليار متر مكعب سنوياً.

وكان الخبير في مؤسسة “ألفا كابيتال” الاستثمارية ديمتري سكريبين، قد صرّح مؤخراً بأن منطقة آسيا قد تصبح في غضون خمس إلى سبع سنوات سوق التصدير الرئيسية لشركة “غازبروم” الروسية، وأن ينمو الطلب على الغاز في الصين إلى نحو 450 إلى 480 مليار متر مكعب من الغاز، وذلك شرط أن تستبدل الصين وقود الفحم بالغاز.