دراساتصحيفة البعث

زلات اللسان “الفرويدية” تكشف أفكار بايدن السرية

سمر سامي السمارة

بحسب ما ورد في العديد من تقارير وسائل الإعلام الأمريكية واستطلاعات الرأي، يُعتبر بايدن أحد أسوأ الرؤساء في التاريخ الأمريكي. وترى وسائل الإعلام الأمريكية، أنه بالرغم من مضي عام ونصف فقط على تنصيبه، فقد أغرق أمريكا في دوامة الجريمة والأزمة الاقتصادية، وتسبّب في نقص الغذاء، وانهيار سوق الأسهم، وأطلق العنان لصراع بالطاقة النووية.

شهدت الولايات المتحدة بعد توليه المنصب ارتفاعاً تاريخياً في جرائم القتل، والتضخم، وزيادة نسبة المدمنين على المخدرات. في الوقت الذي شهدت فيه تراجعاً لمتوسط ​​العمر المتوقع، وهذه ليست سوى الجرائم السطحية الكبيرة التي ارتكبها.

في الثامن من شهر أيار الحالي، بثّت قناة “فوكس نيوز” تقريراً تناولت فيه المشكلات الاقتصادية واستجابة إدارة البيت الأبيض لهذه المشكلات. وكما أشار الصحفيون، تثير مشكلات سلاسل التوريد، وارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة قلق معظم الأمريكيين. ومع ذلك، يتحدث بايدن نفسه عن النجاحات الاقتصادية!.

قام المدعيان العامان لولايتي ميزوري ولويزيانا الجمهوريتين، برفع دعوى قضائية مشتركة في محكمة اتحادية في مقاطعة لويزيانا الغربية ضد بايدن، ومتحدثة البيت الأبيض، جين بساكي، ومدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، والعديد من مسؤولي الإدارة الأمريكية، متهمين الإدارة بجعل السلطات الأمريكية -بحجة مواجهة التضليل- تعمل مع “تويتر- يوتيوب- ميتا” لفرض رقابة على القضايا المرفوعة ضد نجل بايدن، وأصل فيروس كورونا والتصويت عن طريق البريد.

وتُظهر الادّعاءات أن أعضاء الإدارة أجبروا مواقع التواصل الاجتماعي، وهدّدوها وضغطوا عليها لفرض رقابة على المتحدثين ووجهات النظر غير المستحبة، وذلك، من خلال استخدام التهديد باتخاذ إجراءات حكومية ضدهم.

في غضون ذلك، أوجدت الإدارة الحالية للبيت الأبيض، ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية، ما يُسمّى بـ”مجلس إدارة المعلومات المضللة”، والذي وصفه السيناتور الجمهوري راند بول بالمورد الرئيسيي للمعلومات المضللة على الإطلاق.

ينتقد الشارع الأمريكي سياسة بايدن تجاه أوكرانيا، ليس فقط لدعم أوكرانيا بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ولكن لتزويدها بالأسلحة لمواصلة الإبادة الجماعية لشعبها في شرق البلاد. ويعزّز هذا الاستياء، فهم السكان الواضح للأسباب الحقيقية للفقر والحالة السيئة للاقتصاد، بالرغم من محاولات جو بايدن المتزايدة بتوجيه اللوم لـ جائحة الفيروس التاجي والصراع في أوكرانيا إلى الرئيس الروسي.

لذلك من غير المستغرب أن تشهد شعبية الرئيس الأمريكي تراجعاً ملحوظاً، حيث تظهر الإحصاءات الأخيرة  أن 67٪ من الناخبين -أي أكثر من الثلثين- لا يوافقون على قرارات بايدن بشأن التضخم، كما هي الحال في جميع القضايا الملحة.

ويرى مراقبون أمريكيون أن المسؤولية تقع على عاتقه، مرجحين أن تؤدي انتخابات التجديد النصفي المقبلة للكونغرس إلى عدة هزائم للحزب الديمقراطي في ظل هذه الظروف.

كما ذكرت قناة “فوكس نيوز” في 10 أيار، أن هناك تصوراً متزايداً لدى الشارع الأمريكي بأن أعضاء الحكومة الفيدرالية عبارة عن فريق من المجانين والبيروقراطيين، وأن معظم الناس ليس لديهم فكرة عما يحدث بالفعل. والأهم أن الأخطاء الفادحة التي يرتكبها بايدن لا تلحق الضرر به وحده، بل تطال أمريكا بأكملها، خاصة مع زلات لسانه المتكررة. ففي خطاب 10 أيار قال بايدن: “القوة التي بنيناها هي التضخم”. كما اقترح خلال خطابه الأخير في أوهايو “إعادة أيام الفصل العنصري، وحتى في الأيام الماضية، عندما كان لدينا أنصار حقيقيون للفصل العنصري، مثل  السيناتور جيمس إيستلاند وعضو الحزب الجمهوري، ستروم ثورموند وجميع هؤلاء الرجال.. لكن على الأقل سينتهي بنا المطاف بتناول الغداء معاً.. لقد تغيّرت الأمور، وعلينا إعادتها”.

هل هذه عودة إلى الأيام التي لم يُسمح فيها للسود بالدخول إلى المحلات التجارية في الولايات المتحدة؟. إذاً لماذا نتفاجأ عندما أصبح جو بايدن مؤيداً متحمساً لنظام النازيين الجدد في كييف؟. في هذا الصدد، فإن مثل هذه الزلة الفرويدية هي بالفعل كشف للأفكار السرية للزعيم السياسي الأمريكي الحالي، والتي لا تدلّ فقط على صحته العقلية، ولكن أيضاً على صحته السياسية.

يرى المراقبون السياسيون الأمريكيون أن بايدن كبير في السن، لدرجة أن هناك فرصة ضئيلة لمحاسبته على أي من أفعاله، لكنهم يعترفون في هذه الحالة أن على حزبه الرد. لكن بدلاً من عزل زعيمه، قرّر الحزب الديمقراطي إرساله ليسجل “المزيد من النقاط” في المنطقة الآسيوية. وهذا ما أكدته المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي حول زيارة الرئيس جو بايدن لليابان وكوريا الجنوبية من 20 إلى 24 أيار، ولقاءاته المرتقبة بزعماء أستراليا والهند في طوكيو لزيادة تعميق العلاقات.

تجدر الإشارة إلى أنه في كل دولة سيعقد بايدن اجتماعات ثنائية مع القادة المحليين، مثل الرئيس المنتخب حديثاً لجمهورية كوريا يون سوك يول، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا لمناقشة فرص تعميق العلاقات الأمنية الحيوية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع التعاون الوثيق لتحقيق نتائج عملية، إلا أنه لا يمكن استبعاد احتمال وجود “شق سري” لهذه الاجتماعات، حيث ستتمّ مناقشة خطوات محدّدة لتعزيز “المواجهة المشتركة”، بما في ذلك التسليح الواضح ضد الصين وروسيا.