رياضةصحيفة البعث

غداً يوم الفصل في الانتخابات الاتحادية فهل تخرج كرتنا من النفق المظلم؟

ناصر النجار

تتجه الأنظار في الحادية عشرة من صباح الغد إلى قاعة المؤتمرات في اتحاد كرة القدم بمدينة الفيحاء الرياضية لتتابع الانتخابات الكروية المنتظرة بحضور المندوبين الآسيويين والدوليين.

الجميع ينظر إلى الانتخابات من بوابة المرشّحين، وأيهم أصلح لكرة القدم، والجمهور ينقسم عاطفياً إلى المرشّحين في تأييدهم مع الأمنيات بنجاحهم، أما المراقبون وكوادر اللعبة فينقسمون مصلحياً إلى هذا المرشّح أو ذاك من باب أن وجود هذا المرشّح يضمن وجود مصالحهم، ونجاح المرشّح الآخر يفسد مصالحهم.

للأسف هذه حقيقة نراها ونجدها كل يوم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث الحملات الدعائية وصلت حدها الأعلى، ولا نعتقد أنها ستلتزم الصمت ليلة الانتخابات وفي يومها، والقليل جداً لا يهتم لهذا المرشّح أو ذاك، ويعتقد أن الجميع سواسية إن تم تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، والمهم كيف سيكون التعامل مع كرة القدم، هل سنتعامل معها على أنها امتداد للماضي فنتابع سلسلة من سبقونا كما فعلت اللجنة المؤقتة عندما تابعت الخط المنعرج الذي سار عليه اتحاد كرة القدم المستقيل فزادت السواد سواداً، ولم تستطع إصلاح أي شيء، وعلى العكس فإن العثرات والعقبات صارت كالجبل بوجه كرتنا؟.

الناجحون في الانتخابات عليهم لبس ثوب الجدية، وأن يشمّروا عن سواعدهم من اللحظة الأولى التي تعلن فيها النتائج، لأن الإرث ثقيل جداً، وكرتنا لم تعد تحتمل الكثير من النكسات سواء المحلية أو الخارجية، ورغم قناعتنا بأن العمل القادم شاق، لكنه ليس مستحيلاً، ومن المفترض أن يضع الناجحون روزنامة عمل تضع الأولويات من العمل لتبدأ به.

لكن الحديث الأخير قبل ساعات من بدء الانتخابات هو الاختيار الصحيح من أعضاء المؤتمر عن قناعة لا عن مصلحة، فكرة القدم السورية اليوم مسؤولة مباشرة من أعضاء المؤتمر الانتخابي، فاختيارهم هو الأصل، لذلك فإن صوتهم معيار لرقي كرة القدم وتقدمها ونهوضها، أو أن هذا الصوت سينصب في استمرار هدم كرة القدم، والانتخابات بالتالي لن تكون يوم فصل بين ماض أسود وقادم مزهر.

المرشّحون جميعهم معروفون، ومعروف ما قدموا سابقاً، سواء في عملهم باتحاد الكرة سابقاً، أو مع أنديتهم ولجانهم، لذلك لا يوجد مرشّح غامض، ولا يوجد مرشّح لا نعرف سيرته الذاتية، الجميع معروفون، ومعروفة إمكانياتهم، وماذا يمكن أن يقدموا، وعلى ضوء ذلك يجب أن يسير الصوت ليكون في الاتجاه الصحيح الذي يخدم الكرة الوطنية.

نحترم آراء المندوبين وتطلعاتهم، وتمايز المرشّحين أمامهم، فلكل وجهة نظر ومعطيات قد تختلف عن الآخر، ولكن نتمنى أن يكون التركيز على الأصلح والأفضل والأكثر خبرة وكفاءة ونزاهة، ونتمنى أخيراً أن نشهد انتخابات سلسة وناجحة لا يشوبها شائبة، وأن تنتهي بقيادة جديدة للكرة السورية تمنحنا التفاؤل لمستقبل كروي قادم.